جامعة كولومبيا تعلن فشل مفاوضات فض اعتصام دعم غزة والطلاب ماضون في تحركهم

29 ابريل 2024
من اعتصام طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك دعماً لغزة، 27 إبريل 2024 (سلجوق أكار/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في جامعة كولومبيا، تصاعدت التوترات بين الإدارة والطلاب المعتصمين الذين يحتجون ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، مع تهديدات بإجراءات تأديبية ضد الطلاب المحتجين.
- رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، أعلنت فشل المفاوضات مع الطلاب وأكدت على حماية حقوق التعبير والتعلم، مع التعاطف مع الأفراد اليهود المتأثرين بالاعتصامات ورفض الأفعال المعادية للسامية.
- الجامعة رفضت سحب استثماراتها من إسرائيل لكن عرضت استثمار في قطاع غزة، مؤكدة على إمكانية استمرار الاحتجاجات بشكل منظم وفق سياسات الجامعة للتوفيق بين حق الاحتجاج والحفاظ على النظام.

هدّدت إدارة جامعة كولومبيا في نيويورك باتّخاذ إجراءات تأديبية في حقّ طلابها المحتجّين والمعتصمين في حرمها تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرّض لعدوان إسرائيلي لليوم 206، في حال لم يفضّوا اعتصامهم في الوقت الذي حدّدته لهم عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي، أي الثامنة مساءً بتوقيت غرينتش. لكنّ الطلاب المحتجّين أوضحوا أنّهم متمسّكون بمطالبهم ومن ثم لن يفضّوا اعتصامهم على الرغم من إشعار إدارة الجامعة، علماً أنّ رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك نعمت شفيق حثّتهم على فضّ اعتصامهم مؤكدةً أنّها سوف تبحث عن حلول سريعة للأزمة القائمة.

وقد أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك، صباح اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي، فشل المفاوضات مع الطلاب المعتصمين في حرم الجامعة دعماً لغزة وتنديداً بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حقّ الفلسطينيين، بالإضافة إلى عدم سحب الاستثمارات الإسرائيلية فيها. وكتبت شفيق في رسالة وجّهتها إلى طلاب الجامعة وأساتذتها المشاركين في الاعتصام، ونُشرت على الموقع الرسمي للجامعة، إنّ "حقوق مجموعة في التعبير عن آرائها لا تأتي على حساب حقّ مجموعة أخرى في التحدّث والتدريس والتعلّم".

وشدّدت رئيسة هذه الجامعة الأميركية، التي انطلقت منها شرارة التحرك الطالبي في الولايات المتحدة تضامناً مع غزة وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أنّ "قيمنا وواجباتنا، بموجب قوانين الحقوق المدنية، تجبرنا على إدانة الكراهية وحماية كلّ فرد في مجتمعنا من المضايقة والتمييز"، مشدّدةً على أنّ "اللغة والأفعال المعادية للسامية غير مقبولة، والدعوات إلى العنف هي ببساطة بغيضة"، وفق تعبيرها.

وفي رسالتها، بالغت رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك في التودّد والتعبير عن تعاطف مع الأفراد اليهود في مجتمع الجامعة من مدرّسين وطلاب، الذين بحسب قولها تأذّوا من هذه الاعتصامات، سواء على صعيد عرقلة حقّهم في التعلّم أم من حرمانهم من الراحة بسبب الحراك "الصاخب"، بحسب تعبيرها. أضافت شفيق أنّ "منذ يوم الأربعاء الماضي، أجرت مجموعة صغيرة من الأكاديميين حواراً بنّاءً مع الطلاب منظّمي الاعتصام للتوصّل إلى تفكيك المخيّم مع الالتزام بسياسات الجامعة في المستقبل". وتابعت شفيق: "على الرغم من أنّ الجانبَين طرحا عروضاً قوية ومدروسة وعملا بحسن نيّة للوصول إلى أرضية مشتركة، فإنّنا للأسف لم نتمكن من التوصّل إلى اتفاق".

وذكرت شفيق، في رسالتها اليوم، أنّ جامعة كولومبيا في نيويورك "لن تسحب استثماراتها من إسرائيل"، لكنّها في الوقت نفسه "عرضت وضع جدول زمني سريع لمراجعة المقترحات الجديدة المقدّمة من الطلاب من اللجنة الاستشارية للاستثمار المسؤول اجتماعياً، وهي الهيئة التي تنظر في مسائل سحب الاستثمارات". وأوضحت أنّ "الجامعة عرضت الاستثمار في مجالَي الصحة والتعليم في قطاع غزة، بما في ذلك دعم التنمية الخاصة بالطفولة المبكرة ودعم الأكاديميين النازحين".

وأفادت شفيق أنّ "من الممكن أن تستمرّ الاحتجاجات في الحرم الجامعي عن طريق تقديم طلب مع إشعار مدّته يومَين في المواقع المحدّدة لذاك، بما يتوافق مع سياسات العرض المؤقّتة الخاصة بنا، بعد أيام القراءة والامتحانات وبدء الدراسة"، مشدّدةً "ليس لدينا أيّ نية لقمع التعبير أو الحقّ في الاحتجاج السلمي". وختمت رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك رسالتها بالقول: "نحثّ المعتصمين في المخيّم على التفرّق طوعاً، ونحن نتشاور مع مجموعة أوسع في مجتمع الجامعة لإيجاد خيارات بديلة لإنهاء الأزمة في أقرب وقت ممكن".

يُذكر أنّ جامعة كولومبيا في نيويورك التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الطلابية، شهدت أوّل من أمس السبت انطلاق مفاوضات بين الطلاب وإدارة الجامعة بشأن الاحتجاجات التي تُنفَّذ في الحرم الجامعي. وكان طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة قد بدؤوا في 18 إبريل/ نيسان الجاري، قبل 11 يوماً، اعتصاماً في حرم جامعتهم، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخّل الشرطة الأميركية واعتقال عشرات من الطلاب المحتجّين إلى جانب عدد من الأكاديميين، توسّعت حالة الغضب لتمتدّ الاحتجاجات إلى جامعات تتوزّع في مختلف الولايات الأميركية، من بينها جامعات رائدة مثل "هارفارد" و"جورج واشنطن" و"نيويورك" و"ييل" و"نورث كارولينا" و"معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا".

وفي وقت لاحق من شهر إبريل الجاري، توسّع زخم الحراك الطلابي، غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة الأميركية، إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا. وقد سُجّلت في تلك الجامعات تحرّكات داعمة لاحتجاجات الطلاب في الجامعات الأميركية، ومطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبمقاطعة الشركات التي تزوّد إسرائيل بالأسلحة.

تجدر الإشارة إلى أنّ تحرّكات طلاب الجامعات الأميركية لم تبدأ فعلياً في شهر إبريل الجاري، إذ إنّ احتجاجات عديدة سُجّلت في عدد منها منذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكنّها بقيت محصورة وقد قُمع الناشطون فيها مبكراً. كذلك شهدت جامعات أميركية سجالات عدّة، منذ ذلك الحين، على خلفية ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة، وقد فُصل على أثرها طلاب وكذلك مديرون وأكاديميون، وأُجبر آخرون على الاستقالة من مناصبهم بعد ضغوط مورست ضدّهم.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون