تونس: أمهات المفقودين في الهجرة غير الشرعية يعلنّ إضراباً مفتوحاً عن الطعام

25 نوفمبر 2021
قد يصل عدد المفقودين في عمليات الهجرة غير النظامية إلى 5 آلاف تونسي (العربي الجديد)
+ الخط -

تتواصل معاناة عائلات المفقودين في الهجرة غير النظامية منذ سنوات طويلة، في تونس، ليبقى مصير أبنائهم مجهولاً، دون أي معلومات رسمية عن أمكنة تواجدهم، وما إن كانوا أحياءً أم أمواتاً.

ورغم خوض هذه العائلات سبلاً مختلفة للمطالبة بالكشف عن مصير فلذات أكبادهم، وفتح جدي لملفاتهم من قبل السلطات التونسية، إلاّ أنّ هذه المساعي باءت بالفشل وبقي ملف المفقودين عالقاً دون أي حلول تذكر.

وعلى خلفية تواصل سياسة التسويف والمماطلة، أعلن عدد من أمهات المفقودين، اليوم الخميس، خلال ندوة صحافية، عن دخول أمهات المفقودين في كامل تراب الجمهورية، في إضراب مفتوح عن الطعام، إلى أن تتم الاستجابة لمطالبهن.

وتقول رئسية جمعية "مصير شباب المتوسط" وهي أم مفقود، منيرة بن حسين بن شقرة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "ابني مفقود منذ سنة 2010، عمد إلى الهجرة غير النظامية بالرغم من أنه حامل لشهادة عليا ودرس لمدة خمس سنوات بالجامعة".

وتُضيف: "منذ ذلك التاريخ وأنا أخوض كل المعارك النضالية من أجل معرفة مصير ابني وأبناء النساء اللواتي فقدن أبناءهن بعد أن تمّ تأسيس الجمعية، وإلى اليوم لا نعرف أي معلومة عن المفقودين".

وتوضح بن شقرة: "عقدنا ندوة صحافية من أجل التأكيد على أننا لن نتراجع عن هذا الملف مهما كلّفنا الأمر. ونحن نحمّل السياسيين بكل أطيافهم مسؤولية ما يحدث ونطالب رئيس الجمهورية قيس سعيد، برفع السرية عن هذا الملف". وتضيف: "الحقوق في تونس لا تُهدى وإنما تفتك ونحن نريد أن نفتك حقنا في معرفة مصير أبنائنا، ونطالب الرئيس قيس سعيد، بأن لا يجعل تونس بوليساً للاتحاد الأوروبي".

ويقول نعيم النقاشي، وهو شقيق أحد المفقودين، في تصريح لـ"العربي الجديد": "فقدنا أخي أحمد الذي هاجر بطريقة غير نظامية رفقة العديد من شباب حيّنا السكني منذ شهر مارس/آذار من سنة 2011، ومنذ ذلك التاريخ لا نملك أي معلومة عنه".

ويفيد نعيم: "منذ أن غادر أخي البالغ من العمر 23 سنة، وكلّ العائلة تبحث عنه إلى أن أرهقنا الأمر. فوالدتي تعيش منذ ذلك التاريخ، في حالة نفسية صعبة جداً ووالدي أصبح طريح الفراش حسرة على ابنه، وأخي المقيم بإيطاليا لم يترك باباً إلاّ وطرقه من أجل الحصول على أيّ معلومة، ولكن دون جدوى تُذكر"، فالمسألة وفق قوله "سياسية بامتياز".

بدورها تقول أم مفقود، تُدعى منجية النصري، في تصريح لـ"العربي الجديد": "ابني أيمن، مفقود منذ سنة 2008، إذ عمد إلى الهجرة غير النظامية صحبة ثلاثة شباب تونسيين عن طريق الجزائر".

وتُضيف: "هاجر ابني بسبب البطالة، ورغم محاولاتي لمنعه إلاّ أنه نفذ رغبته في غفلة مني، وإلى اليوم ورغم كلّ المساعي وكلّ جهود البحث، لا أعرف شيئاً عنه، وأصبحت أعاني من مرض القلب والضغط الدموي". وتقول منجية: "أحمّل الدولة التونسية، التي لم تتعاطى مع ملف المفقودين بالجدية المطلوبة، كل المسؤولية تجاه مصير أبنائنا المفقودين".

ووفق أرقام غير رسمية، قد يصل عدد المفقودين في عمليات الهجرة غير النظامية إلى 5 آلاف تونسي منذ سنة 2010 إلى سنة 2021، وفق رئيس "جمعية الأرض للجميع"، عماد السلطاني.

ويوضح السلطاني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "هذه الأرقام هي حصيلة ما رصدته الجمعيات العاملة على ملف الهجرة غير النظامية، وهي أرقام غير موجودة لدى السلطات الرسمية التونسية، لأنه لا توجد إرادة سياسية للكشف والبحث في هذا الملف".

ويُضيف: "الرقم الموجود لدى وزارة الشؤون الاجتماعية يبلغ 501 تونسي مفقود، وجاءت هذه الحصيلة بعد ضغط العائلات، وهو لا يمثل إلاّ الفترة الفاصلة بين 2010 و2013 فقط".

ويقول: "بعد هذا التاريخ أغلق بنك المعلومات، ولذلك نطالب السلطات الرسمية بأن تتحمل مسؤولياتها ومدّنا بالرقم الصحيح للمفقودين". ويضيف نهايةً، "انعقاد الندوة الصحافية، هو من أجل إيجاد جواب على سؤال واحد "أين هم أولادنا؟"، ومن أجل المطالبة بإعادة تفعيل لجنة البحث في ملف المفقودين الذي دُفن منذ سنة 2015 وأيضاً الكشف عن مصير أبنائنا".

المساهمون