نظمت مديرية صحة إدلب في شمال غرب سورية، اليوم الأحد، فعالية بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة (3 ديسمبر من كل عام)، حضرها ممثلون عن منظمات مجتمع مدني وبعض من ذوي الاحتياجات الخاصة مع عائلاتهم لتكريمهم بعد تميزهم بمجالات عدة.
وتهدف الفعالية إلى توحيد جهود المنظمات العاملة بالشأن الإنساني لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، وتأمين فرص عمل لمن يستطيع منهم ليكونوا عونا لأسرهم لا عبئا عليهم، وخاصة بعد أن تجاوزت نسبة الإعاقة 28 بالمائة من عدد السكان شمال غربي سورية بنسب متفاوتة.
ويقول مدير صحة إدلب الدكتور زهير قراط لـ"العربي الجديد": "في السنوات الأولى للثورة السورية لم يكن هناك أي اهتمام يذكر بذوي الاحتياجات الخاصة، رغم ضخامة العدد وتجاوز المعدل العالمي، بسبب الحرب والنزوح والإصابات التي كانت لها الأولوية، ولكننا منذ حوالي ثلاث سنوات نسعى لتوحيد جهود العاملين من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية الدولية، لإعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة حقهم من الاهتمام لأن حضارة ورقي الأمم تقاس بمقدار الاهتمام بهذه الفئة من وجهة نظري".
من جانبه، يؤكد مدير مكتب شؤون ذوي الإعاقة في مديرية صحة إدلب حمدو سلات، لـ"العربي الجديد"، أن ذوي الإعاقة هم فئة مهمشة وهشة في شمال غرب سورية، لذلك تم إحداث هذا المكتب والاهتمام بالحالة الصحية والمجتمعية لذوي الإعاقة"، مضيفا أن من أهم استراتيجيات المكتب إنشاء قاعدة بيانات حقيقية وفعلية لذوي الإعاقة لتسهيل عمل المنظمات التي تسعى لرعايتهم.
وأردف سلات قائلا: "في السنوات السابقة لم يكن هنا دعم حقيقي ملموس لذوي الإعاقة وحتى الآن، ونسعى اليوم بالتشارك مع المنظمات المشاركة في الاحتفالية لتحسين الوضع الصحي والمجتمعي لهذه الفئة".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال عبد الوهاب عويضة مدرس لغة إنكليزية ومصاب بضمور عضلي في أطرافه، كما أنه أحد المكرمين: "نحن هنا اليوم للاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة التي هي بالنسبة لي دافع للنجاح، نحن هنا لنقول للجميع إننا أشخاص لا ينقصنا شيء كي نعمل ونعطي، ونطلب من الجميع أن لا ينظروا إلينا نظرة العطف والوجع بل نطلب منهم تشجيعنا لنعطي أكثر، أفتخر جدا بنجاح طلابي وتفوقهم فهو نجاح لي ويشجعني أكثرلإعطاء المزيد من الوقت والجهد لمهنتي".
ويعاني شمال غرب سورية من غياب الإحصائيات الرسمية لعدد ذوي الإعاقة رغم ارتفاع نسبة الإعاقات، وهو ما تعمل عليه مديرية صحة إدلب حاليا بالتعاون مع العديد من منظمات المجتمع المدني، علما أن المنح المقدمة لهذه الفئة لا تذكر مقارنة بأعداد المصابين بالتزامن مع انخفاض حاد في الدعم لباقي قطاعات المجتمع.