برنامج الأغذية العالمي: 2.2 مليون فلسطيني بغزة في حاجة ماسة إلى مساعدات

09 سبتمبر 2024
أمام فرن مدعوم من برنامج الأغذية العالمي، خانيونس، جنوب قطاع غزة، 8 سبتمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الوضع الإنساني في غزة:** يعاني 2.2 مليون شخص من أصل 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة من حاجة ماسّة إلى دعم غذائي ومعيشي بعد 11 شهراً من الحرب المستمرة. برنامج الأغذية العالمي ملتزم بإيصال المساعدات رغم التحديات الكبيرة.

- **التحديات الميدانية:** تعرض فريق برنامج الأغذية العالمي لإطلاق نار، مما أدى إلى وقف حركة موظفيه. أغلقت 21 من مواقع توزيع المساعدات بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، و86% من القطاع يخضع لأمر إخلاء.

- **الحاجة إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر:** شددت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي على ضرورة وقف إطلاق النار وفتح المعابر بكامل طاقتها لإدخال الغذاء. تسعة فلسطينيين من بين كل عشرة أُجبروا على النزوح القسري.

حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ 2.2 مليون شخص، من أصل نحو 2.3 نسمة في قطاع غزة، ما زالوا في حاجة ماسّة إلى دعم غذائي ومعيشي، وذلك بعد 11 شهراً من الحرب. ولليوم الـ339 على التوالي، تتواصل الحرب التي تشنّها قوات الاحتلال على الفلسطينيين في القطاع، تلك الحرب التي ترقى إلى حدّ الإبادة الجماعية المرتكبة في حقّ أهل غزة المقدّر عددهم بـ2.3 مليون نسمة.

وإذ شدّد البرنامج، الذي يُعَدّ المنظمة الإنسانية الكبرى في العالم التي تهدف إلى مكافحة الجوع، على التزامه بإيصال المساعدات إلى من يحتاج إليها في القطاع، بيّن أنّ "أوامر الإخلاء (الإسرائيلية) تعرقل جهودنا، في حين أنّ الاحتياجات إلى تزايد". جاء ذلك في تدوينة نشرها البرنامج على موقع إكس، اليوم الاثنين، أفاد فيها بأنّ ثمّة "حاجة إلى وقف لإطلاق النار".

الوضع في غزة مروّع وبزداد سوءاً

في الإطار نفسه، كان برنامج الأغذية العالمي في قطاع غزة قد أكّد، في تقرير نشره أمس الأحد، "نحتاج إلى وقف مديد لإطلاق نار، من شأنه أن يؤدّي إلى سلام، حتى نتمكّن من العمل". وقد وصفت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا كورين فلايشر الوضع في قطاع غزة بأنّه "مروّع ويزداد سوءاً".

يُذكر أنّ فريقاً تابعاً لبرنامج الأغذية العالمي تعرّض لإطلاق نار، مساء 27 أغسطس/ آب المنصرم، على بعد أمتار قليلة من نقطة تفتيش إسرائيلية على جسر وادي غزة، ليعلن في اليوم التالي "وقف حركة موظّفيه (في قطاع غزة) حتى إشعار آخر". وأوضح البرنامج أنّ الفريق المستهدف كان عائداً من مهمّة إلى معبر كرم أبو سالم برفقة مركبتَين مصفّحتَين تابعتَين له، وذلك بعد مرافقة قافلة من الشاحنات التي تحمل إمدادات إنسانية إلى وسط القطاع.

وفي تقريره الصادر أمس، أوضح البرنامج أنّ 21 من مواقعه الخاصة بتوزيع المساعدات الغذائية أُغلقت في الأسبوعَين الماضيَين، بموجب أوامر الإخلاء الصادرة عن القوات الإسرائيلية. وأشارت فلايشر، في هذا الإطار، إلى أنّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) أفادت بأنّ "86% من القطاع يخضع لأمر إخلاء". ومن ثم، إنّ "مليونَي شخص يتكدّسون في 14% (فقط) من مساحة قطاع غزة". وبيّن برنامج الأغذية العالمي أنّ استهداف الفئات الأكثر ضعفاً في قطاع غزة يصير أمراً صعباً، مع مواصلة القوات الإسرائيلية إصدارها أوامر الإخلاء التي تجبره على إزالة مواقعه المخصّصة لتوزيع المساعدات الغذائية.

الصورة
فلسطينيون ومساعدات برنامج الأغذية العالمي في دير البلح - وسط قطاع غزة - 20 يونيو 2024 (عبد الرحمن الخطيب/ الأناضول)
مساعدات من برنامج الأغذية العالمي في دير البلح، وسط قطاع غزة، 20 يونيو 2024 (عبد الرحمن الخطيب/ الأناضول)

فتح كلّ المعابر إلى غزة ضرورة قصوى

وأوضحت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا: "لا نستطيع في الوقت الراهن إدخال ما يكفي من الغذاء إلى قطاع غزة (...) لأنّنا لا نملك نقاط عبور مفتوحة كافية". فالاحتلال الإسرائيلي راح يُطبق أكثر فأكثر حصاره على القطاع المستهدف منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولعلّ آخر المعابر التي أغلقها كان معبر رفح في أقصى جنوب غزة، عند الحدود مع مصر، في مايو/ أيار الماضي. واليوم لا تسمح سلطات الاحتلال بإدخال إمدادات إلى الفلسطينيين المحاصرين إلا من خلال معبر كرم أبو سالم الذي يخضع كلياً لسيطرتها، فتتحكّم في ما تسمح بإدخاله.

وقد شدّدت فلايشر "نحن في حاجة إلى فتح المعابر كلها بكامل طاقتها"، من أجل إدخال ما من شأنه سدّ احتياجات أهل قطاع غزة. ووصفت العمليات التي تنفّذها فرق البرنامج بأنّها "معقّدة جداً"، شارحةً "نحن نعمل في منطقة حرب". وتحدّثت عن "الطرقات التي طاولها الدمار"، وعن "الانتظار لساعات عند نقاط التفتيش من أجل الحصول على ضوء أخضر للمرور".

أوامر الإخلاء الإسرائيلية تهجّر أهل غزة 

ومنذ الأيام الأولى من الحرب المتواصلة على قطاع غزة، راحت القوات الإسرائيلية تصدر أوامر إخلاء للفلسطينيين في شمال قطاع غزة، وتدفعهم إلى مناطق الوسط والجنوب، أو إلى ما يُسمّى بجنوبي وادي غزة، زاعمةً أنّ تلك المناطق آمنة. وبعدما عزلت الشمال عن الوسط والجنوب، راحت تصدر أوامر إخلاء في تلكما المنطقتَين، فتجبر الفلسطينيين على النزوح قسراً مرّة تلو الأخرى. وفي الأشهر الأخيرة، تزايدت أوامر الإخلاء تلك، التي أدّت إلى تهجير أهل القطاع بمعظمهم، ثمّ حشرهم في مساحة ضيّقة جداً.

يُذكر أنّ المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة كان قد أفاد، في 21 أغسطس المنصرم، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تحشر نحو 1.7 مليون مهجّر فلسطيني في مساحة ضيّقة لا تتجاوز عُشر مساحة القطاع. من جهتها، أوضحت بيانات أخيرة للأمم المتحدة أنّ تسعة فلسطينيين من بين كلّ عشرة في قطاع غزة أُجبروا على النزوح القسري بسبب الهجمات الإسرائيلية. وقد حذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في 20 من شهر أغسطس، من خطورة أوامر الإخلاء الإسرائيلية على السكان والنازحين في قطاع غزة.

المساهمون