- المؤتمر الصحفي في جنيف كشف عن مخاوف من تفاقم أزمة الجوع في السودان، مع التأكيد على الحاجة الماسة لتدفق مستمر للمساعدات والتحديات الأمنية التي تعيق العمليات الإنسانية.
- الوضع الإنساني في السودان يواجه تحديات غير مسبوقة، مع توقعات بزيادة الجوع. حوالي 25 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات، والطريق من تشاد حيوي لمنع مجاعة واسعة النطاق في غرب دارفور.
أعلن برنامج الأغذية العالمي وصول مواد إغاثية إلى إقليم دارفور غربي السودان للمرّة الأولى منذ أشهر، عبر الحدود مع تشاد، لكنّه كرّر التحذير من تفاقم أزمة الجوع في البلاد. وبحسب البرنامج التابع للأمم المتحدة، وصلت إلى مناطق في دارفور، في نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، قافلتا مساعدات كانتا محمّلتَين بمواد غذائية يستفيد منها نحو 250 ألف شخص يواجهون الجوع الحاد وسط الحرب في البلاد.
وفي مؤتمر صحافي عُقد في جنيف اليوم الجمعة، قالت المتحدّثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان ليني كنزلي، عبر تقنية الفيديو من العاصمة الكينية نيروبي، إنّ توزيع المواد الغذائية يجري الآن في ولايتَي غرب دارفور ووسط دارفور. وتُعَدّ شحنات الأغذية تلك الأولى التي تدخل عبر الحدود مذ منعت السلطات الموالية للجيش السوداني دخولها من جهة الحدود مع تشاد في فبراير/ شباط الماضي.
#ThisJustIn: First food aid in months reaches #Darfur
— WFP Sudan (@WFP_Sudan) April 5, 2024
Yet this is NOT enough as millions struggle to have a basic meal a day
All routes & corridors MUST remain open for @WFP to ramp up life-saving assistance to vulnerable communities#NEWS Release➡️https://t.co/9YQ5itIhjE pic.twitter.com/v0BtpzObMe
وأشارت كنزلي، في المؤتمر الصحافي نفسه، إلى "قلق كبير إزاء عدم حصول شعب السودان على تدفّق مستمرّ للمساعدات عبر كلّ الممرّات الإنسانية الممكنة"، محذّرةً من أنّ ذلك "سوف يؤدّي إلى تفاقم كارثة الجوع في البلاد". وتابعت المسؤولة الأممية أنّ "التوقّف المؤقّت لممرّ المساعدات الممتدّ من تشاد إلى جانب القتال المستمرّ وعمليات الاستيضاحات (الأمنية) المطوّلة لدخول شحنات المساعدات والتهديدات الأمنية أمور جعلت من المستحيل على العاملين في المجال الإنساني العمل بالحجم المطلوب لتلبية احتياجات الجوع في السودان".
وأسفرت الحرب التي اندلعت في منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن مقتل آلاف الأشخاص حتى الآن. وقد سبّب النزاع كارثة إنسانية كبيرة، إذ يحتاج نحو 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف عدد سكان السودان البالغ نحو 47 مليون نسمة، إلى مساعدات، علماً أنّ من بين هؤلاء نحو 18 مليوناً يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وأوضحت المتحدّثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان أنّ "مع بدء موسم العجاف في غضون بضعة أسابيع، سوف يتزايد الجوع في السودان، ولعلّ أكبر مخاوفنا هو أنّنا سوف نشهد مستويات غير مسبوقة من الجوع وسوء التغذية تجتاح البلاد"، مشيرةً إلى صعوبة الوضع في إقليم دارفور خصوصاً. وبيّنت كنزلي أنّ محصول الحبوب في دارفور أتى أقلّ بنسبة 78% مقارنة بمتوسّط الأعوام الخمسة الماضية، في حين وصل الجوع في ولاية غرب دارفور إلى مستويات مثيرة للقلق. ووصفت المسؤولة الأممية الطريق من تشاد بأنّه "حيوي إذا كان لدى المجتمع الإنساني فرصة لمنع المجاعة على نطاق واسع" في ولاية غرب دارفور.
في سياق متصل، كانت قافلة مساعدات قد وصلت إلى ولاية شمال دارفور آتية من مدينة بورتسودان المطلّة على البحر الأحمر، في أواخر آذار الماضي، وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأنّ هذه المساعدات هي أولى الشحنات التي تُنقَل عبر خطوط القتال وجبهاته منذ ستّة أشهر.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، في المؤتمر الصحافي نفسه في جنيف، إنّ الاحتياجات الإنسانية في السودان بلغت مستويات قياسية، مشدّدةً على أنّ ذلك "كارثة صحية مستمرّة".
(فرانس برس، العربي الجديد)