- السلطات التونسية تشدد الرقابة على نقل المهاجرين في إطار مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر، في ظل قوانين تجرم الدخول والإقامة والخروج غير القانوني.
- دراسة تكشف عن تنسيق بين شبكات تهريب البشر عبر الحدود لمساعدة المهاجرين الأفارقة في الوصول إلى تونس، مع دفع مبالغ تتراوح بين ألفين وخمسة آلاف دولار في رحلات محفوفة بالمخاطر.
قضى، اليوم الجمعة، خمسة مهاجرين أفارقة في حادث انقلاب شاحنة جنوب تونس وتحديداً في محافظة قفصة، كان على متنها 23 مهاجراً، ما تسبب في إصابة 20 منهم بجروح متفاوتة الخطورة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، معز تريعة: إنّ "حادث انقلاب شاحنة جنوب تونس وقع فجر اليوم الجمعة على طريق كان على متنها مهاجرون من دول جنوب الصحراء دون تحديد جنسياتهم ". وأكد تريعة لـ"العربي الجديد" أنّ "عناصر الدفاع المدني تدخلت بإسعاف المصابين ونقلهم نحو المستشفى الجهوي، كما عاينت وفاة ثلاثة مهاجرين مجهولي الهوية في عين المكان وجرى تسليم جثثهم لمصالح الأمن".
انقلاب شاحنة جنوب تونس: قتلى وجرحى
في الأثناء، أوضح مصدر طبي، فضل عدم الكشف عن صفته، أن حصيلة الوفيات ارتفعت إلى خمس بعد نقل الجرحى إلى المستشفى الجهوي بقفصة. وأكد لـ"العربي الجديد" إيواء 18 مصابا في المؤسسة الصحية من أجل تلقي العلاج بعد تعرضهم لجروح متفاوتة الخطورة.
وتشدد السلطات الأمنية الرقابة على نقل المهاجرين في وسائل النقل الخاصة في إطار، جهود مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر. ويجرّم قانون تونسيّ يعود تاريخه إلى 2004 دخول الأجانب وإقامتهم، وخروجهم بشكل غير قانوني، وكذلك تنظيم الدخول والخروج بشكل غير قانوني والمساعدة عليه وتشمل العقوبات السَّجن والغرامات.
وأخيرا، كشفت دراسة أصدرها الباحث التونسي محمد نجيب بوطالب، أن نقل المهاجرين عن طريق العربات يتم في إطار تنسيق بين مهربي البشر في شبكات عابرة للحدود، وذلك بهدف مساعدتهم على الوصول إلى المناطق الساحلية استعدادا للإبحار نحو السواحل الإيطالية. وأفادت الدراسة أن المهاجرين الأفارقة الذين يصلون إلى تونس يدفعون مبالغ تتراوح ما بين ألفين وخمسة آلاف دولار إلى شبكات تهريب البشر في رحلة محفوفة بالمخاطر.
وأكدت المقابلات التي وثّقها الباحث مع مهاجرين، أن شبكات تهريب البشر التي تنشط في دول أفريقيا جنوب الصحراء تعمل بشكل مترابط، حيث يتم التنسيق بينها لاستلام المهاجرين على مراحل ومساعدتهم للعبور إلى تونس باستعمال مركبات رباعية الدفع.
وكشف الباحث في علم الاجتماع، محمد نجيب بوطالب، في مؤلفه الصادر عن مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بتونس، أن عام 2023 كان مفصلياً في زيادة تدفقات المهاجرين من دول جنوب الصحراء، وأن ما بين 40 و100 مهاجر يعبرون يوميا الحدود البرية بين تونس وليبيا، بينما يجتاز ما بين 50 و150 المسالك الحدودية الرابطة بين تونس والجزائر جنوب غرب البلاد".
ووفق بيانات رسمية أعلنت عنها وزارة الداخلية التونسية، يقدّر عدد المهاجرين غير النظاميين في تونس بنحو 23 ألف مهاجر من 27 جنسية، بينما يقيم 9 آلاف بطريقة قانونية، فيما جرى صدّ 130 ألف مهاجر العام الماضي، و53 ألف محاولة دخول منذ بداية العام الجاري.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
