تتكدّس أكياس النفايات إلى جانب الطرقات وفي شوارع وأزقّة العاصمة اللبنانية بيروت، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات التي وصلت إلى المنازل وباتت مصدر إزعاج كبير للسكان، إلى جانب المخاطر الصحية والبيئية.
وفي جولةٍ سريعة على شوارع بيروت، يمكن ملاحظة حجم كارثة النفايات التي تطلّ برأسها كلّ فترة لتزيد من معاناة المواطنين الذين أرهقتهم الأزمات جسدياً ومعنوياً، وفاقت قدرتهم على التحمّل أو التحرّك أو حتّى رفع الصوت.
ويقول رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني لـ"العربي الجديد"، إنّ "ما يحصل في العاصمة تعيشه مناطق لبنانية أخرى، والسبب الوحيد له معروف ومرتبط بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وطاولت مختلف القطاعات والمؤسسات والخدمات".
ويلفت عيتاني إلى أنّ "العقود مع شركة رامكو (المكلفة بجمع النفايات في المتن وكسروان وبيروت) وُقِّعت بالليرة اللبنانية بينما تكاليف الشركة بالدولار الأميركي سواء على صعيد شراء المازوت أو قطع غيار الآليات وغير ذلك، في وقتٍ تجاوز فيه سعر صرف الدولار في السوق 20 ألف ليرة".
ويضيف، مسألة ارتفاع كلفة اليد العاملة بشكل كبير هو ما انعكس على المقاول سواء في بيروت أو حتى خارجها الذي ما عاد بإمكانه الاستمرار بالسعر ذاته وارتفعت خسائره، لافتاً إلى أننا "اجتمعنا مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ومجلس الإنماء والإعمار بهدف إيجاد حلّ منصف لا يكلّفنا الكثير، وقد وضعنا بعض البنود الأساسية التي يسمح العقد بتعديلها، وقريباً سنسير بها وتبدأ الأمور بالتحسّن، ومن هذه البنود "خفض كمية النفايات بنسبة تسمح بتعديل السعر وبند كلفة الفيول". وفق قوله.
ويكمل "تبعاً لذلك، وعد المقاول برفع النفايات بعدما وعدناه بتعديل العقد، ولكننا نحتاج إلى قرار استثنائي يصدر عن مجلس الوزراء وموافقات مطلوبة لذلك".
ويلفت عيتاني إلى أن أعمال رفع النفايات لم تتوقف نهائياً بل خفّت وتيرتها، ولكن في حال توقف العمل فجأة بشكل تام لسبب ما، فنحن قمنا بتحضير بعض الحلول المؤقتة جداً منعاً لتكدس النفايات أكثر.
ولا يقتصر مشهد النفايات على بيروت، بل يشمل أيضاً عددا من المناطق اللبنانية، خصوصاً في كسروان التي يعاني سكانها من تكدس النفايات على الطرقات والأرصفة، ومنها أكوام أمام متاجر ومحال الخضر التي بدأت تشكل إزعاجاً كبيراً لهم وتؤثر سلباً على أعمالهم ودخول الزبائن إلى محالهم، مع انتشار الروائح الكريهة التي تجعل أصحاب المحال عاجزين عن فتح الأبواب.
المشكلة نفسها عانت منها أيضاً ضاحية بيروت الجنوبية التي امتلأت شوارعها بالنفايات، بعدما توقف عمّال شركة "سيتي بلو" (الموكلة بجمع النفايات فيها وفي جبل لبنان وبعبدا والشوف وعاليه) بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمرّ بها لبنان وارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء المستشري الذي حتّم على العمال والموظفين المطالبة برفع أجورهم.