كشفت دراسات متعددة أن النساء والفتيات أكثر عرضة من الرجال، للتأثر بمخاطر التغير المناخي وعواقب الاحتباس الحراري.
كما أفادت دراسات أجرتها منظمة الصحة العالمية بأن تأثيرات تغير المناخ تضر بالنساء بشكل أكبر لحاجتهن إلى المزيد من المياه من الناحية البيولوجية، موضحة أنه في حالة عدم حصول النساء على مستويات مناسبة من النظافة الشخصية، بسبب نقص إمدادات المياه، يصبحن أكثر تأثراً بالأمراض الناجمة عن العدوى، لا سيما أثناء فترات الحيض والولادة والفترات السابقة والتالية لهما.
وعلى هذا النحو، كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعات تكساس ومينيسوتا وأريزونا الأميركية عن ارتفاع أعداد النساء اللاتي يفقدن أرواحهن بسبب المشكلات المناخية، موضحة أن عدد النساء اللائي فقدن أرواحهن في كوارث مثل العواصف والأعاصير والفيضانات يزيد 14 مرة عن عدد الرجال.
بدورها، قالت فيرجيني لو ماسون، الباحثة في معهد التنمية الخارجية في المملكة المتحدة، إنها كانت في البداية متشككة بشأن الآثار المختلفة لتغير المناخ على الجنسين، لكن شكوكها اختفت بعد زيارة العديد من البلدان.
وذكرت لو ماسون لـ"الأناضول": "في العديد من الأماكن، تتمثل مهمة النساء والفتيات في جلب المياه إلى المنزل. وإذا كان مصدر المياه بعيدا جدا عن المنزل، فإن هذه الوظيفة تستغرق الكثير من وقتهن خلال النهار، ومع تغير المناخ تتناقص الموارد المائية".
عواقب عدم المساواة
واعتبرت الباحثة البريطانية أن تأثير تغير المناخ على النساء له أبعاد متتالية، مضيفة: "عبء العمل على النساء أعلى، ومع ذلك لا يمكنهن كسب المال، لذلك تتأثر قدرتهن على ادخار المال والاستثمار في مستقبلهن".
واختتمت لو ماسون قائلة: "علينا أن نفهم أن تغير المناخ لا يستهدف النساء على وجه التحديد، فالنساء أكثر عرضة لتغير المناخ لأنهن يواجهن بالفعل العديد من أوجه عدم المساواة".
وفي السياق، لفتت آمبر فليتشر، عالمة الاجتماع بجامعة ريجينا الكندية، إلى أن تأثير عواقب تغير المناخ على النساء يتحدد وفق الجغرافيا والأوضاع التي يتعرضن لها.
وأكدت فليتشر على أن النساء في جنوب الكرة الأرضية يتأثرن بشكل كبير بالكوارث المناخية ضاربة مثالا بأن عدم معرفة النساء بالسباحة يفقدهن القدرة على النجاة في حالات الفيضانات، مردفة" الفجوة بين الجنسين هي السبب الجذري للتوزيع غير المتكافئ للموارد والسلطة، كما تتفاقم مثل هذه اللامساواة عند وقوع كارثة ".
يذكر أن العديد من التقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أشارت إلى أن التداعيات السلبية على النساء تنجم عن دور المرأة في المجتمع والأسرة، وحساسيتها الجسدية وزيادة حاجتها إلى النظافة مقارنة بالرجل، وعدم قدرتها الكافية على الوصول إلى الموارد.
كما أن تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التي تتناول دور المرأة في المجتمع في مختلف أنحاء العالم ومشاركتها في الحياة التجارية، تؤكد أن المرأة تتحمل 75 بالمئة من الأعمال غير مدفوعة الأجر حول العالم، لافتة إلى أنه في حالة وقوع كارثة "لا تملك المرأة الموارد المالية للتعامل مع الوضع الناتج".
(الأناضول)