توفيت في تونس العاصمة يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 2010
حقّقت الكثير من النساء في العالم العربي نجاحات بارزة، سواء في ما يتعلق بتولّي أو قيادة مناصب علمية واجتماعية ورياضية وثقافية مرموقة. وخلال القرن العشرين، تمكنت السيدات العربيات من الوصول إلى مراكز متقدمة في شتى المجالات والعلوم.
في اليوم العالمي للمرأة، إليكم أبرز النساء العربيات اللواتي تركن تأثيراً واضحاً وبصمة داخل مجتمعاتهن، وساعدن بطرق مختلفة في تحقيق النمو والازدهار.
-
سميرة موسى.. عالمة ذرة مصرية
وُلدت في الثالث من مارس/آذار عام 1917 في محافظة الغربية بمصر، برز تفوقها الدراسي منذ صغرها، وكانت عاشقة للكتاب والقراءة. وفي العام 1939 تخرجّت من جامعة القاهرة بدرجة بكالوريوس العلوم في الأشعة. تم تعيينها أول معيدة، ثم أصبحت أستاذة مساعدة في الجامعة، وكانت أول امرأة تشغل منصباً جامعياً في تلك الأيام.
حصلت سميرة موسى على درجة الدكتوراه في مجال الإشعاع الذري، ووفق موقع جمعية المرأة في العلوم "awis" كانت من أشد المؤيدين لاستخدام التكنولوجيا النووية من أجل السلام، مثل جعل العلاجات النووية الطبية متاحة وبأسعار معقولة للجميع. ويُنسب إليها قولها: "سأجعل العلاج النووي متاحاً للجميع ورخيصاً مثل الأسبرين".
توفيت في 5 أغسطس/آب 1952 بالولايات المتحدة.
-
عنبرة الخالدي.. بصمة اجتماعية وثقافية بلبنان
وُلدت عنبرة سلام الخالدي في 4 أغسطس/آب 1897 في لبنان، وتعتبر واحدة من أهم السيدات في العالم اللواتي تركن بصمة في العمل الاجتماعي والثقافي النسائي عربياً، وهي من أولى المؤسِسات لجمعيات في لبنان حول حقوق النساء، بحسب ما ذكره موقع Muslim women you should know.
أسست عنبرة وبعض الناشطات جمعية تسمى "صحوة المرأة العربية الشابة"، والتي صُنّفت بكونها أقدم الجمعيات النسائية في العالم العربي. وكان الهدف هو تشجيع الفتيات العربيات على التعليم، لكن الحرب أوقفت نشاطهن.
خلال الحرب العالمية الأولى، عملت عنبرة ومجموعة من صديقاتها على تجهيز وإدارة المدارس والملاجئ وورش العمل لأيتام الحرب. وفي عام 1917، ساعدت في تأسيس ناد ثقافي اجتماعي أطلق عليه اسم "نادي الشابات المسلمات"، ثم أصبحت رئيسة له. واستقطب النادي العديد من الشخصيات والعلماء المتميزين الذين ألقوا محاضرات في مواضيع علمية وأدبية متنوعة.
ذكرت الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية أن عنبرة تزوجت المربي الفلسطيني أحمد سامح الخالدي في سنة 1929، وانتقلت للعيش في القدس حتى عام النكبة في سنة 1948.
وأفادت بأنها شاركت في النشاط السياسي والنسوي في فلسطين، وألقت العديد من المحاضرات عن النساء الشهيرات في التاريخ الإسلامي والغربي من إذاعة فلسطين، وعملت عن كثب مع زوجها في كافة أعماله الأدبية والتاريخية والتربوية، كما عملت معه في خدمة القضية الفلسطينية وشرحها للجان الرسمية البريطانية والدولية التي أمّت فلسطين، وكذلك للعديد من الصحافيين والكتّاب الأجانب الذين زاروا منزلها الزوجي في القدس.
ومن أعمالها "جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين"، ترجمة الأوديسة والإلياذة لهوميروس مع مقدمة لطه حسين، بالإضافة إلى العديد من المقالات في مجلات عربية ولبنانية، والبعض منها ما زال مخطوطاً.
وافتها المنية في مايو/ أيار 1986 في عاصمة لبنان بيروت.
-
لطفية النادي.. قائدة طائرة مصرية
ولدت لطفية النادي في القاهرة في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1907. أكملت تعليمها الابتدائي وكان من المتوقع أن تتزوج لتصبح ربة منزل وأم، لذلك لم ير والدها أي فائدة من التعليم الثانوي، إلا أن والدتها شجعتها على الالتحاق بالكلية الأميركية بمناهجها الحديثة وتخصصها اللغوي. أثناء وجودها في المدرسة، قرأت مقالاً عن مدرسة الطيران التي تم افتتاحها في القاهرة. وعلى الرغم من اعتراضات والدها، فقد عقدت العزم على أن تبدأ مسيرة الألف ميل بخطوة شجاعة.
بدأت لطفية دروس الطيران، إلى جانب 33 رجلاً، وفي 27 سبتمبر/أيلول 1933، بعد 67 يوماً من الدراسة، تأهلت لتصبح أول قائدة طائرة عربية وأفريقية في العالم.
مهّدت الطريق أمام ربانات أخريات. وبحسب موقع women in history تعتبر لطفية النادي أيقونة للعديد من النساء العربيات، فهي أول امرأة مصرية تتأهل لقيادة طائرة وكانت أيضاً أول امرأة أفريقية وعربية تحصل على رخصة قيادة طائرة.
وتوفيت عن عمر يناهز الخامسة والتسعين في القاهرة عام 2002.
-
زها حديد.. أيقونة الهندسة المعمارية
في التاريخ الحديث، شكلت زها حديد أيقونة في عالم الهندسة المعمارية، وتمكنت من التخطيط لتشييد أكثر المعالم شهرة في العالم، حتى أنها حصلت عام 2004 على جائزة "بريتزكر" للهندسة المعمارية، وهي أول جائزة تمنح للمهندسين المعماريين خلال مسيرتهم المهنية.
ولدت زها حديد في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1950 في العاصمة العراقية، وتوفيت في 31 مارس/آذار 2016 في ميامي، فلوريدا، الولايات المتحدة، وهي مهندسة معمارية بريطانية عراقية معروفة بتصاميمها التفكيكية الخارجة عن المألوف.
ووفق موقع Famous architect، بدأت حديد دراستها في الجامعة الأميركية في بيروت حيث درست الرياضيات، ثم انتقلت مع عائلتها إلى لندن حيث التحقت بمدرسة الهندسة المعمارية التابعة للجمعية المعمارية في عام 1972، وبعد تخرجها في عام 1977، بدأت حياتها المهنية، ودرّست أيضاً في الجمعية المعمارية مع المتعاونين ريم كولهاس وإيليا زنغليس.
وافتها المنية في 31 مارس 2016 في فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية.
-
نوال المتوكل.. بطلة مغربية أولمبية
رأت المغربية نوال المتوكل النور في 15 إبريل/نيسان عام 1962 بمدينة الدار البيضاء، سطع نجمها في الرياضة متشبعة بروحها التي نهلتها من الوسط الأسري، فكان سلاحها التنافس والتحدي.
في العام 1984، تمكنت المتوكل من صناعة التاريخ في عالم الرياضة وكانت أول رياضية من المغرب تحصل على ميدالية ذهبية في سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية بلوس أنجليس، وأيضا أول فتاة عربية تفعل ذلك في مدة 54 ثانية.
تقلدت المتوكل عدة مناصب مهمة، فقد عينت وزيرة للشباب والرياضة في حكومة المغرب عام 2007، ثم رئيسة لجنة تقييم اللجنة الأولمبية الدولية للألعاب الأولمبية لسنة 2012، ولجنة التنسيق للألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2016، ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ما بين 2012 و2016.
مهدت إنجازاتها الطريق أمام العديد من النساء العربيات ليس فقط للمشاركة في الأنشطة الرياضية، ولكن أيضاً للمنافسة على أعلى المستويات.
-
توحيدة بن الشيخ.. أول طبيبة تونسية
تعتبر توحيدة بن الشيخ، وهي من مواليد الثاني من يناير/كانون الثاني 1909 في تونس، أول تونسية تصبح طبيبة. وهي من أسرة متوسطة الحال آمنت بالعلم، تلقت تعليمها الأساسي في أول مدرسة عامة في تونس للفتيات المسلمات (ليسيه دي لا رو دو روسي)، تعلمت اللغتين العربية والفرنسية ودراسة القرآن والمواد الحديثة، فكانت بن الشيخ في الصفوف الأولى للنساء المتعلمات في البلاد إلى حدود المرحلة الثانوية، قبل أن تلتحق بكلية الطب في فرنسا لمواصلة دراستها ونيل الاختصاص في طب الأطفال، وحصلت على شهادة في الطب عام 1936.
كانت رائدة في مجال الطب النسائي، ولا سيما في وسائل منع الحمل والإجهاض، وفق موقع Word history. عند عودتها إلى تونس، أقام لها الأطباء المحليون مأدبة عشاء على شرفها، على اعتبار أنها أول امرأة من تونس تتخصص في الطب.
تولّت الطبيبة التونسية بعد الاستقلال العديد من المناصب، منها إدارة قسم التوليد وطب الرضيع في مستشفى شارل نيكول في العاصمة من سنة 1955 إلى سنة 1964، كما أنشأت في المستشفى ذاته قسماً خاصاً بالتنظيم العائلي سنة 1963.
وبالإضافة إلى شغفها بمهنة الطب وتوليها منصب رئيسة قسم التوليد وطب الرضيع في مستشفى عزيزة عثمانة بتونس، تم تعيينها في منصب مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي عام 1970، كما ساهمت في الحياة الفكرية من خلال كتاباتها، وأشرفت على أول مجلة تونسية نسائية ناطقة بالفرنسية صدرت من عام 1936 إلى عام 1941 تحت عنوان "ليلى".
في 1950 أسست الطبيبة التونسية جمعية القماطة للعناية بالرضع من أبناء العائلات المعوزة، كما ساهمت في تأسيس لجنة الإسعاف الوطني. وفي سنة 1958، أصبحت عضواً في عمادة الأطباء التونسيين.
تصدّرت صورة الطبيبة التونسية توحيدة بن الشيخ ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دنانير التي منحها البنك المركزي الرواج القانوني، في 27 مارس/آذار 2020، اعترافا بجميل المرأة على الطب التونسي، ودورها الكبير في نشر الرعاية الصحية في البلاد وتكوين أجيال من الأطباء والممرضين في فترة الاستعمار وغداة استقلال تونس، في وقت كانت فيه البلاد تواجه الفقر وانتشار الأوبئة والأمراض القاتلة.
-
هدى شعراوي.. رائدة الحركة النسائية المصرية
ولدت هدى شعراوي لعائلة مصرية عريقة في مدينة المنيا بصعيد مصر في 23 يونيو/حزيران من عام 1879، هي ابنة محمد سلطان باشا الشعراوي (الرئيس الأخير لمجلس النواب المصري). وكانت والدتها إقبال هانم من أصول شركسية.
بدأت هدى تعليمها مع إخوتها في سن مبكرة، حيث تلقت دروساً في قواعد اللغة والخط في عدة لغات.
كانت رائدة في الحركة النسائية في نهاية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، ورفضت بقاء النساء في المنازل، ونادت بضرورة مشاركتهن في الحياة السياسية والاجتماعية.
وتوفيت في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947.
يذكر أن الاحتفال باليوم الدولي للمرأة، الذي يوافق 8 مارس/آذار من كل عام، يأتي في سياق تأكيد الأمم المتحدة أن تحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقتٍ مضى، وأن ضمان حقوق النساء والفتيات في شتى نواحي الحياة هو السبيل الوحيد لبناء اقتصادات مزدهرة وعادلة، وكوكب صحي يصلح لحياة الأجيال القادمة.