استمع إلى الملخص
- المخيمات مثل "اليوناني" و"سهلة البنات" تفتقر إلى النقاط الطبية، مما يضطر النازحين للتنقل لمسافات طويلة لتلقي العلاج، خاصة في فصل الشتاء حيث تزداد الأمراض التنفسية.
- تنقسم المخيمات إلى نظامية مدعومة وعشوائية تفتقر للدعم، حيث يبلغ عدد المخيمات العشوائية 62 مخيماً، معظمها في ريف الرقة، وتعاني من نقص الدعم الدولي.
يشتكي عدد من قاطني المخيمات العشوائية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، شمال شرق سورية من غياب النقاط الطبية والخدمات الصحية الأساسية، ما يفاقم معاناة النازحين وخاصة المرضى منهم وأصحاب الأمراض المزمنة.
وفي السياق، قال الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بـ"الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سورية، شيخموس أحمد، خلال حديثه لـ"العربي الجديد": إنه منذ بداية عام 2023، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن توقف دعمها للقطاع الصحي في المخيمات، وبالأخص مخيم الهول، والمشافي الخاصة التي كانت تستقبل الحالات الساخنة، التي تحتاج إلى عمليات في مدينة الحسكة. وأضاف "لقد تضرر القطاع الصحي وسط نقص حاد في المعدات والكوادر الطبية وسيارات الإسعاف، ناهيك عن أزمة الأدوية وخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة وحليب الأطفال". وأكد المتحدث "لقد ناشدنا منظمة الصحة العالمية بالتحرك، لكن هناك سياسة بوقف دعمها للقطاع الصحي في المنطقة. هناك بعض المنظمات غير الحكومية، مثل أطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي ومنظمات أخرى تقدم الدعم، لكنها ذات إمكانيات ضعيفة. إضافة إلى ذلك، لدى منظمة الهلال الأحمر الكردي نقاط طبية في أغلب المناطق، لكنها أيضاً بحاجة إلى دعم ومساندة من المنظمات الدولية".
ووفقاً للمتحدث، فإن هناك دعماً مقدماً من بعض المنظمات غير الحكومية والمحلية، لكن حاجة النازحين كبيرة جداً، إذ إن الأعداد الموجودة في المخيمات كبيرة، وتحتاج إلى مساعدات دولية أممية تدخل بشكل مباشر دون أن تتعرض لأي ابتزاز أو تسلط من جهة خارج المنطقة. لذلك، فإن الدعم المقدم لمناطق شمال وشرق سورية، مقارنةً بباقي المناطق، قليل جداً ولا يفي بالغرض".
ومن المخيمات التي تفتقر للرعاية الصحية ولا يوجد فيها نقاط طبية مخيم اليوناني في ريف محافظة الرقة، إذ يعيش قاطنوه حالة من المعاناة وسط غياب الخدمات الصحية، كما أوضحت صبحية الخالدي النازحة من ريف حمص، والتي تقيم في المخيم. وقالت لـ"العربي الجديد": "نذهب لتلقي العلاج في مدينة الرقة، هناك بعض الأعباء تثقل كاهلنا منها النقل، والانتظار، الوضع هنا سيئ للغاية من ناحية الخيام والصحة، ومع حلول فصل الشتاء يزداد الوضع سوءاً، والصغار يمرضون على الدوام، في حال وجود مستوصف في المخيم فإنه سيخفف عنا الأعباء كثيراً.
المخيمات العشوائية شرق سورية بلا اهتمام
كما تفتقر مخيمات "سهلة البنات" و"المقص"، في محافظة الرقة و"حوايج ذيبان" بريف دير الزور الغربي إلى النقاط الطبية التي تخدم النازحين وتلبي احتياجاتهم البسيطة للرعاية دون الحاجة إلى تكبد عناء التنقل إلى مكان آخر، خاصة مع قدم الشتاء، حيث تتحول الطرق إلى طينية موحلة، وتكثر الأمراض التنفسية التي تصيب الأطفال أكثر كنزلات البرد والزكام، والتهاب القصيبات الهوائية، والأنفلونزا.
بدوره كشف مصدر في الهلال الأحمر الكردي لـ"العربي الجديد"، أن الكثير من المخيمات العشوائية شمال شرق سورية تفتقد للنقاط الطبية، كون المنظمات تصرف اهتمامها عنها.
وتقسم المخيمات في شمال شرق سورية إلى قسمين، مجموعة نظامية معترف بها من المنظمات التابعة للأمم المتحدة وتنال دعماً منها ومن منظمات دولية شريكة، وعددها 16 مخيماً، مثل مخيمات الهول والعريشة وروج. ومخيمات أخرى عشوائية، أنشئت من قبل السكان النازحين في أرياف محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، ويبلغ عددها وفق إحصائيات الإدارة الذاتية 62 مخيماً، العدد الأكبر منها في ريف محافظة الرقة.