بين النزوح وتحصيل لقمة العيش.. أهالي جبل الزاوية ينقسمون بين المخيمات وبلداتهم

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
14 اغسطس 2021
سورية
+ الخط -

يعيش عبد الباسط حاج ياسين، وحيداً مع فأسه وأشجاره في قرية الموزرة التي تتبع ناحية احسم بجبل الزاوية، شمال غرب سورية، رغم أنه من عائلة كبيرة في المنطقة وأب لثمانية أولاد وجد لعدد من الأحفاد.

قبل عام ونصف، عندما حاول جيش النظام السيطرة على جبل الزاوية، أرسل أسرته إلى مخيمات كللي الواقعة شمال البلاد، والآمنة نسبياً، وبقي وحيداً مخاطراً بحياته كي يبقى في منزله وبستانه تحت القصف المستمر على قرى جبل الزاوية، من قبل قوات النظام وحلفائها المتمركزة جنوب محافظة إدلب.

يعتني عبد الباسط برفاق حياته ومؤنسي وحدته من أشجار المحلب والكرز التي تشتهر بزراعتها منطقة جبل الزاوية، فهي مصدر رزقه الوحيد، ناهيك عن شعور عبد الباسط بأنّ حياته وكرامته مرتبطة بأرضه مسقط رأسه، وهو يكافح للبقاء فيها ويقول في حديثه لـ"العربي الجديد": "صابر على هذه الحياة رغماً عني، نزح أفراد عائلتي إلى المخيمات عندما هجم النظام خوفاً على حياتهم، وأنا أزورهم كلّ شهر تقريباً حسب ظروف العمل".

وأضاف: "ما يجعلك تصبر على المرّ هو الأمرّ منه، والبستان هو مصدر رزقي الوحيد ولدي عائلة يجب أن أصرف عليها، خاصة في ظلّ ارتفاع الأسعار، لذلك أخاطر بنفسي هنا ولا أستطيع المخاطرة بحياة الأولاد".

قضايا وناس
التحديثات الحية

 

سبعين كيلومترا هي المسافة التي يقطعها عبد الباسط على دراجته النارية  ليصل إلى مخيمات كللي حيث تعيش زوجته بديعة حاج ياسين، مع من تبقى من عائلتهما التي شتّتتها الحرب في ظروف قاسية بمنطقة جبلية، وتركتها تعاني من حرارة الصيف وبرد الشتاء ومرارة البعد عن البيت والزوج. 

تقول بديعة لـ"العربي الجديد": "لا يوجد هنا قصف، لكن القهر لا ينتهي. فأنا دائماً قلقة على زوجي وابني ومن تبقى من أقاربي في القرية، و لطالما أقضي وقتي في البكاء عندما يشتد القصف عليهم وأخاف كثيراً. أخاف من الغد ولا أريده أن يأتي، فكلّ يوم يأتينا أصعب من الذي قبله". 

وتتابع بديعة حديثها بحزن وحرقة، وتقول: "نحن في وضع صعب للغاية، لدي ثمانية أولاد، استشهد واحد منهم وبقي سبعة، خمسة شباب وابنتان، ومع ذلك لم يتبقّ أحد منهم. ابنتي لاجئة في تركيا، وشقيقها وشقيتها في لبنان، وشابان في ليبيا وآخر في القرية". 

بسبب خرق الهدنة بشكل مستمر ويومي على قرى جبل الزاوية من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، نزح معظم أهالي المنطقة، وعمد السكان إلى إبقاء أحد أفراد الأسرة في المنزل، للقيام بأعمال الزراعة في الأراضي التي هي مصدر رزقهم الوحيد، وللحفاظ على الأرزاق بشكل عام. 

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
المساهمون