استمع إلى الملخص
- أكد رئيس "التجديد الطلابي"، مصطفى العلوي، أن الإضراب يهدف لدعم الشعب الفلسطيني والتأكيد على وحدة المصير العربي، داعياً الجامعات والدولة للتراجع عن التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل.
- يأتي الحراك في سياق تصعيد من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي أعلن عن يوم احتجاجي وطني يشمل إضراباً شاملاً ووقفات ومسيرات، مطالباً بإسقاط اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
شهدت جامعات مغربية، اليوم الاثنين، تحرّكات طالبية تضامناً مع فلسطين والفلسطينيين، في ذكرى مرور عام على عملية طوفان الأقصى التي انطلقت من قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن المنتظر أن يتواصل الحراك الطالبي المغربي من خلال تصعيد جديد أعلن عنه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أكبر تنظيم طالبي في البلاد) يشمل إضراباً شاملاً بعد غدٍ الأربعاء، ضدّ التطبيع الأكاديمي مع حكومة إسرائيل وجامعاتها.
واليوم الاثنين في السابع من أكتوبر 2024، خاض آلاف الطلاب المغاربة إضراباً وطنياً ونظّموا وقفات ومسيرات داعمة للقضية الفلسطينية ومناهضة للتطبيع مع إسرائيل في جامعات مغربية عدّة، بناءً على دعوة أطلقتها منظمة "التجديد الطلابي" التي تُعَدّ من أبرز الفصائل الطالبية في المغرب.
يقول رئيس "التجديد الطلابي" مصطفى العلوي لـ"العربي الجديد" إنّ "الإضراب في الجامعات المغربية، اليوم، أتى في سياق إحياء المنظمة ذكرى السابع من أكتوبر المجيدة"، مبيّناً أنّ منظمته "تريد من خلال هذا الإضراب توجيه رسائل عدّة، أولاها إلى كلّ من يهمّه الأمر ومفادها أنّنا، بصفتنا طلاباً مغاربة وتنظيماً طالبياً ينتمي إلى الحركة الطالبية المغربية، لم ولن نكلّ من القيام بكلّ الخطوات المتاحة، من مسيرات ووقفات وحلقات وندوات وإضرابات وطنية، من أجل إسناد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المظلوم وإسناد أمّتنا العربية في مواجهة العدوان الصهيوني الذي لم يعد يقتصر على قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية (المحتلة) وأراضي فلسطين 48، إنّما امتدّ ليشمل لبنان والعراق واليمن".
يضيف العلوي أنّ الرسالة الثانية من خلال الإضراب "تُوجَّه إلى الشعب الفلسطيني خصوصاً"، ومفادها أنّه "على الرغم من البعد الجغرافي عن فلسطين، فإنّ تنظيم طلاب المغرب الإضراب وحفاظهم بعد عام من عملية طوفان الأقصى على الوتيرة نفسها من الحضور ودعم المقاومة والشعب الفلسطينيَين، يأتيان لتأكيد انتمائنا إلى جسم هذه الأمة وإدراكنا وحدة مصيرنا".
ويتابع المسؤول الطالبي أنّ "إضراب اليوم يبعث أيضاً برسالة إلى جامعات المغرب ومِن ورائها الدولة المغربية، عنوانها الرئيس أنّنا ما زلنا مصرّين على إنهاء التطبيع الأكاديمي والشراكات التي تجمع جامعات مغربية مع جامعات صهيونية. وندعو تلك الجامعات إلى التراجع عن تلك الشراكات، وندعو الدولة إلى التراجع عن التطبيع مع الكيان الغاصب". ويلفت العلوي إلى أنّ "التفاعل مع القضية الفلسطينية لم يعد، مثل ما كان في السابق، موسمياً يرتبط بإحياء مناسبات من قبيل يوم الأرض أو ذكرى النكبة، إنّما صار اليوم ملزماً لنا جميعاً بالبقاء في خندق دعم القضية الفلسطينية وإسنادها ونصرتها، لأنّ ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله".
ومنذ إطلاق عملية طوفان الأقصى قبل عام في السابع من أكتوبر 2023، بدا التأييد الطالبي لقطاع غزة واضحاً في المغرب، وظهر ذلك من خلال فعاليات نُظّمت في جامعات عدّة تحت عناوين داعمة للفلسطينيين ومساندة للمقاومة ورافضة للتطبيع. ومع توالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، شهدت الجامعات المغربية حراكاً طالبياً واسعاً، وقد احتشد آلاف الطلاب في وقفات ومسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في القطاع، وتظاهر آخرون في خارج أسوار الجامعات رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الضحايا.
وقد أتى إضراب اليوم في وقت من المنتظر فيه أن يتواصل الحراك الطالبي المغربي من خلال تصعيد جديد للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ويشمل ذلك إضراباً شاملاً احتجاجاً على التطبيع الأكاديمي ما بين الحكومة المغربية والجامعات الإسرائيلية، وذلك بعد مرور عام كامل على طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأعلنت الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب عزمها تنظيم يوم احتجاجي وطني، بعد غدٍ الأربعاء، في كلّ جامعات البلاد تخليداً لذكرى طوفان الأقصى الأولى.
وأصدر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بياناً أوضح فيه أنّ اليوم الاحتجاجي الذي سينظّمه تحت شعار "نُخلّد ذكرى أكتوبر الطوفان حتّى تتحرر الأرض ويتوقّف العدوان"، سوف يشتمل على إضراب شامل وكذلك على وقفات ومسيرات طالبية احتجاجية داعمة للمقاومة في قطاع غزة ولبنان ومنددة بحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة. وإذ طالب الاتحاد مجدّداً بإسقاط كلّ اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، دعا طلاب الجامعات إلى الانخراط في الإضراب والتظاهرات.
وكان مسار التطبيع الأكاديمي في المغرب قد انطلق في فبراير/ شباط 2021، حين اتفق وزير التعليم العالي المغربي مع نظيره الإسرائيلي على إطلاق برنامج لتبادل الوفود الطالبية وإجراء مسابقات تعليمية باللغتَين العربية والعبرية، الأمر الذي قوبل حينه بمعارضة شديدة من قبل الجمعيات والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع. وعلى الرغم من تلك المعارضة، وقّع الوزيران اتفاقية التعاون الأولى بين الجامعات ومراكز الأبحاث في مايو/ أيار 2022. يُذكر أنّ الحكومة المغربية كانت قد أعلنت، في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد توقّفها في عام 2000 على خلفية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.