اللاجىء رحمت الله ولي: لا جنسية باكستانية لبناتي

07 نوفمبر 2021
رحمت الله ولي (العربي الجديد)
+ الخط -

قدِم اللاجئ الأفغاني رحمت الله إلى باكستان حين كان عمره ثمانية أشهر فقط، وتوفي والده حبيب الله فوراً بعدما أصيب بالتهاب في رئتيه لم يقوَ على مقاومته خلال رحلة عبور الطرق الجبلية الوعرة إلى هذا البلد، فعاش رحمت الله كل حياته في باكستان، حتى أصبح الآن فوق الثلاثين من العمر وأباً لثلاثة بنات، في حين لم يزر بلاده أبداً.
تحمل زوجته الجنسية الباكستانية علماً أنها متحدرة من عائلة أفغانية غادرت أسرتها إلى باكستان خلال حكم الملك ظاهر شاه. وهما مرتبطان منذ ثمانية سنوات، لكنه لم يحصل حتى الآن على الجنسية الباكستانية.
يقول: "أنفقت أموالاً كثيرة في محاولة الحصول على الجنسية الباكستانية، لكن القوانين المعقّدة في البلاد والفساد الموجود منعا ذلك بحجج وذرائع مختلقة أحياناً".
يضيف: "المعضلة الأساس هي مصير بناتي الثلاث. وأنا لا أستطيع الذهاب إلى أفغانستان لأن زوجتي وأسرتها ترفض ذلك. وقد وعدتها عند الزواج أنني لن آخذها إلى أفغانستان، لذا يجب أن أبقى في باكستان. لكن بناتي لسن باكستانيات ولا يملكن أوراقاً أفغانية، أي بطاقات لجوء، والتي يعني استصدارها لهن عدم حصولهن على الجنسية الباكستانية بعدها أبداً". 
يروي رحمت الله أن أسرته عاشت أياماً صعبة للغاية بعد وفاة والده إثر الوصول إلى باكستان. وانتظرت حتى كبر الابن الأكبر سميع الله الذي مارس أعمالاً مختلفة لكسب لقمة العيش لأشقائه.
عاشت أسرة رحمت الله لسنوات طويلة في مخيم كتشه كري شمال غربي باكستان. وبعدما أزالت السلطات هذا المخيم، تم تشتيت أسرته، إذ بقي أخوه الأكبر سميع الله في مدينة بشاور مع باقي أعضاء الأسرة، في حين ترك رحمت الله المدينة بعدما تزوج، وانتقل إلى مدينة روالبندي التي يعيش فيها ويعمل في دكان صغير يملكه لبيع مستلزمات الحفلات والاجتماعات، وبينها السجاد والأطباق وغيرها التي يقوم بتأجيرها. ويقول: "حياتي جيدة، وأكسب ما يكفي لتلبية احتياجات أسرتي".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ورغم أنه يعمل منذ سنوات، لكنه لم يستطع حتى الآن شراء منزل أو شقة، ولا يزال يعيش في منزل صغير بالإيجار، علماً أنه غير قادر في حال شراء منزل تسجيله باسمه، بل باسم زوجته لأنه لا يملك هوية باكستانية.
وعلى غرار غالبية اللاجئين يبدي رحمت الله سعادته بتعامل المواطنين الباكستانيين، لكنه مستاء من تصرفات الشرطة في حق اللاجئين، رغم أنها لا تشمله مباشرة.

المساهمون