القصف التركي يقطع الكهرباء والأوكسجين عن مشافي شمال شرقي سورية

20 يناير 2024
استهدف القصف التركي منشآت الطاقة ومحطات توليد الكهرباء والغاز والمياه (فرانس برس)
+ الخط -

تضررت المشافي والمراكز الصحية والعيادات الطبية نتيجة القصف التركي الأخير على مناطق شمال شرقي سورية، والتي استهدفت البنية التحتية والخدمية ومنشآت الطاقة ومحطات توليد الكهرباء والغاز والمياه، مما أدى إلى توقف الكثير منها عن العمل جزئياً أو كلياً نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي.   وفي هذا الصدد قال الطبيب يحيى سعدون المدير العام للمشفى السوري التخصصي في مدينة القامشلي لـ" العربي الجديد" إنّ المشفى يواجه صعوبة في تأمين التيار الكهربائي بعد الضربات الجوية والمدفعية التي طاولت منشآت الطاقة في شمال وشرق سورية، إضافة إلى صعوبة توفير أسطوانات الأوكسجين بعد استهداف المعمل الوحيد لإنتاجها في المنطقة وخروجه عن الخدمة.   وأضاف "هذه الظروف أجبرتنا على تشغيل جميع خدمات المشفى على طاقة مولدات الكهرباء الخاصة، وهنا نواجه مشكلة في تأمين الوقود بأسعار السوق السوداء، وهذا الأمر يزيد من حدة الصعوبات ومعاناة المواطنين والمرضى". وتابع "لا نعلم متى تنتهي هذه الصراعات على الساحة، وقد باتت المؤسسات الطبية غير قادرة على تحمل هذه التكاليف على المدى البعيد، فكل مؤسسة طبية تمتلك منظومة تخزين على البطاريات فقط لا تتجاوز ساعات، بينما يتطلب الأمر وجود كهرباء متواصلة لإعادة الشحن لاستمرار الخدمات الطبية وتفادي أي نوع من فقدان الأرواح". من جانبها تشكو مريم المحمد، من مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد"، معاناتها، إذ يحتاج ابنها أحمد بشكل شبه يومي للأوكسجين الطبي. وتضيف: "اليوم راجعت 3 مشافٍ، ولم تستقبلني لأن الأوكسجين غير متوفر والكهرباء مقطوعة عن المدينة والمنطقة عموماً". شهد العلي، من أهالي ناحية القحطانية، شمال شرقي محافظة الحسكة، أكدت في حديث لـ"العربي الجديد"، أن انقطاع التيار الكهربائي عن منطقتهم أدى إلى تعريض والدتها المسنة والمريضة لخطر حقيقي، نتيجة تعطل الأجهزة الطبية الكهربائية اللازمة لحالتها الصحية.   وأوضحت العلي أنها اضطرت في ظل انقطاع الكهرباء إلى نقل والدتها إلى المستشفى للعناية بها، وتحملت جراء ذلك مبالغ مالية ليست بالقليلة.

كارثة إنسانية بسبب القصف التركي يقول بسام سعدون، وهو ممرض في مركز غسيل الكلى، من سكان مدينة الحسكة، لـ"العربي الجديد"، إن انقطاع الكهرباء التي تعمل بها كافة الأجهزة الطبية، في المشفى، كارثة إنسانية حقيقية ونحن لا نتحدث فقط عن الأجهزة الخاصة بغسيل الكلى مثلاً، بل عن أجهزة أبسط من ذلك بكثير يحتاجها الأطباء كل دقيقة ولا يمكن تشغيلها إلا بالكهرباء.   وأضاف "قد يستغني المستشفى عن بعض الأدوية لكن لا يمكنه الاستغناء عن الكهرباء، والخطورة تكمن في أن المرضى الموصولين بأجهزة التنفس الاصطناعي سيموتون خلال 3 دقائق فقط".   وتابع "في أغلب مشافي المنطقة يتم تشغيل المولدات الكهربائية الاحتياطية إذا انقطعت الكهرباء من 5 إلى 10 دقائق، وإذا لم تعمل المولدات الاحتياطية، فإن مصير المرضى الحتمي هو الموت، ونحن نتحدث الآن عن انقطاع دائم للكهرباء في منطقة شمال شرقي سورية، والمولدات الاحتياطية تعمل منذ سنوات مع بدء المعارك والنزاعات العسكرية منذ وقت طويل".

  وكانت أهين سويد الرئيسة المشتركة لمكتب الطاقة والاتصالات، التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية، قالت في كلمة لها خلال مؤتمر صحافي الخميس حضره مراسل "العربي الجديد"، إن القصف التركي على مناطق شمال وشرق سورية أدى إلى تخريب محطة السويدية للطاقة الكهربائية وهي المحطة الوحيدة هناك، إضافة لتدمير ستة منشآت لتوزيع الكهرباء في المنطقة ومحطات نفطية كمحطة العودة الرئيسية ومحطات الغاز التابعة لها. واعتبرت الإدارة الذاتية أن هذه الاستهدافات تهدف لتدمير مقومات الحياة والتحريض على الهجرة، ونوهت في الوقت ذاته إلى قلة موارد الإدارة في إصلاح هذه المنشآت خاصة في الفترة القريبة.
المساهمون