العواصف الرعدية تودي بـ122 شخصاً في البرازيل وتخلف "مشاهد حرب"

18 فبراير 2022
استمرار البحث عن المفقودين بالانهيارات الطينية في بيتروبوليس (كارل دي سوزا/فرانس برس)
+ الخط -

استمر البحث عن المفقودين في الانهيارات الطينية التي دمرت بيتروبوليس بالبرازيل وسط هطول أمطار متقطعة، الجمعة، بعد ثلاثة أيام من هبوب عواصف رعدية عنيفة أودت بما لا يقل عن 122 شخصاً، وخلفت "مشاهد حرب" وفق عبارة الرئيس جايير بولسونارو، الذي عاين مناطق الكارثة من الجو.

وأفاد أحدث تقرير رسمي غير نهائي نشره الدفاع المدني منتصف النهار بالعثور على 122 جثة، أربع منها عثر عليها صباحاً في المدينة السياحية الواقعة على بعد 60 كيلومتراً، شمال ريو دي جانيرو. ووفقاً للشرطة، فُقد 116 شخصاً، وتم التعرف على 57 فقط ممن لقوا حتفهم حتى الآن.

ومن جهته، قال الرئيس البرازيلي، خلال مؤتمر صحافي بعد فترة وجيزة من معاينته الأضرار من مروحية: "رأيت الكثير من الدمار، مثل مشاهد الحرب".

وأضاف بولسونارو، الذي تنقل إلى بيتروبوليس مباشرة إثر عودته إلى البرازيل من زيارة رسمية لروسيا ثم المجر: "لقد تمكنا من تحديد خطورة ما حدث هنا".

وانطلقت، صباح الجمعة، صفارات الإنذار مرة أخرى في المناطق المعرضة للخطر في المدينة التي يقطنها 300 ألف نسمة، وسمعت عبارات من خلال مكبرات الصوت في الساعات الأولى من النهار "هناك مخاطر حدوث انهيارات أرضية في هذه المنطقة، احذروا، احصلوا على مكان آمن في مباني الاستقبال".

وأفاد صحافيو وكالة "فرانس برس" بهطول أمطار غزيرة في الصباح قبل أن تتراجع حدتها بعد ذلك.

وفي تصريح لـ"فرانس برس"، قال أتينور ألفيس دي ألكانتارا، وهو متقاعد يبلغ 67 عاما ويقع منزله في الجزء السفلي من منطقة ألتو دا سيرا الأكثر تضررا من الانهيارات الأرضية: "الجميع خائفون جدا، نقفز عند أدنى ضوضاء"، وأضاف: "من الجيد أن يزورنا الرئيس، لكن ذلك لن يغير شيئا".

شعور بالإهمال 

ولا يزال أكثر من 500 من عناصر الإطفاء، مع مروحيات وحفارات وكلاب بوليسية، متحمسين للبحث بلا كلل عن المفقودين، في حين ينحسر الأمل في العثور على ناجين، كما تطوّع مئات لتقديم يد المساعدة، بينهم عدد كبير من سكان الأحياء التي دمرها نحو 400 انهيار أرضي شهدته المدينة، وأجبروا على الحفر بأنفسهم في محاولة للعثور على أقارب لهم.

في ألتو دا سيرا، ابتلع انهيار طيني مدمر نحو 80 منزلاً.

وقال روبرتو أمارال، منسق مجموعة الإنقاذ من الكوارث الطبيعية في إدارة الإطفاء المدنية، لوكالة "فرانس برس": "قد يكون هناك 50 شخصاً تحت الأنقاض ونقلت 98 جثة بالفعل منذ الثلاثاء"، وأضاف: "نرغب في استكمال البحث في أسرع وقت، سنعمل حتى انتشال آخر جثة".

ويقول العديد من سكان بيتروبوليس إنهم يشعرون بإهمال السلطات، وردّ الرئيس بولسونارو عليهم: "يحق للسكان أن ينتقدوا، لكنها منطقة تعرف الكثير من المآسي المماثلة"، وتابع: "لسوء الحظ حدثت مآس أخرى هنا، نحن نفعل ما في وسعنا".

وتشير تصريحات الرئيس خصوصاً إلى عام 2011، عندما قضى أكثر من 900 شخص بسبب فيضانات وانهيارات أرضية في منطقة شاسعة، بينها بيتروبوليس ومدن نوفا فريبورغو وإيتايبافا وتيريسوبوليس المجاورة.

وهطلت، الثلاثاء، في بيترولوليس أمطار أعلى من المتوسط المعتاد للمتساقطات خلال كامل شباط/فبراير، وتسببت أمطار غزيرة الشهر الماضي بفيضانات وانزلاقات أتربة أودت بـ28 شخصا على الاقل في جنوب شرق البرازيل، وخصوصا في ولاية ساو باولو.

كما شهدت ولاية باهيا الواقعة في شمال الشرق، أمطارا غزيرة قضى من جرائها 24 شخصا في كانون الأول/ديسمبر.

وينسب خبراء غزارة الأمطار إلى ظاهرة "لا نينيا"، أي الانخفاض الواسع النطاق لدرجات الحرارة السطحية في وسط المحيط الهادئ، وإلى التغيّر المناخي.

(فرانس برس)

المساهمون