موجة حر شديدة تجتاح مناطق في جنوب أوروبا ووسطها

11 يوليو 2024
سباحة في بحيرة بالعاصمة الرومانية بوخارست وسط موجة حر أوروبية، 9 يوليو 2024 (أسوشييتد برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **موجة حر شديدة وتحذيرات:** اجتاحت موجة حر جنوب ووسط أوروبا، حيث سجلت درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية. أصدرت السلطات في إيطاليا، رومانيا، وكرواتيا تحذيرات للمواطنين لتوخي الحذر.

- **حرائق غابات وأضرار بيئية:** اندلعت حرائق في ألبانيا، البوسنة، وإيطاليا، بالإضافة إلى اليونان. تواجه اليونان أعلى خطر حرائق منذ عقدين بسبب شتاء خفيف وربيع جاف.

- **تأثيرات صحية واستهلاك طاقة:** في صربيا، سجلت درجات حرارة قياسية، مما أدى إلى زيادة استهلاك الطاقة. تلقى العديد من الأشخاص العلاج بسبب الدوار والصداع الناتج عن الحرارة.

تحذيرات مناخية وحرائق غابات وأرصفة تذوب من الحرارة في المدن، هذه بعض ممّا خلّفته موجة حر شديدة دفعت درجات الحرارة إلى الارتفاع في أجزاء من جنوب أوروبا ووسطها لتسجّل نحو 40 درجة مئوية في عدد من المواقع. ومن إيطاليا إلى رومانيا، أصدرت السلطات تحذيرات أكدت فيها للمواطنين ضرورة توخّي الحذر والقيادة بعناية إذا كانوا في طريقهم لقضاء عطلة، وتناوُل كثير من المياه، وتجنّب الخروج في الساعات التي تُسجَّل فيها أعلى درجات حرارة في اليوم.

وقد أعلنت السلطات الإيطالية حالة تأهّب قصوى بسبب أحوال الطقس في سبع مدن، اليوم الخميس، معظمها في المناطق الوسطى من البلاد، وكذلك في العاصمة روما وترييسته في الشمال الشرقي. وحذّرت تلك السلطات من أنّ الأجواء الحارة تتفاقم بسبب الرطوبة وقد تؤثّر على الأشخاص الأصحاء والمرضى على حدّ سواء. يُذكر أنّ أزمة المناخ تُعَدّ المتّهمة الأولى في موجات الحر الاستثنائية التي يشهدها العالم، وليس فقط أوروبا.

بدورها، أصدرت السلطات في كرواتيا المجاورة، ومناطق أخرى أبعد شرقاً وجنوباً، تحذيرات مماثلة. وكانت مدينة دوبروفنيك التي تقع جنوبي البحر الأدرياتيكي والتي تُعَدّ المنتجع السياحي الرئيسي في كرواتيا، قد سجّلت 28 درجة مئوية عند الفجر. ووردت تقارير تفيد بنشوب حرائق غابات هذا الأسبوع في ألبانيا، بالقرب من الحدود مع اليونان، وكذلك في البوسنة وإيطاليا.

واستعرت حرائق عدّة، اليوم الخميس، في منطقة كورنثوس جنوبي اليونان وفي جزيرة ليسبوس اليونانية شرقي بحر إيجة. وأُصدرت تحذيرات لسكان المنطقة المحيطة بالعاصمة أثينا وأجزاء أخرى من وسط اليونان اليوم، وأخرى مشابهة لسكان شمال شرق البلاد ليوم غدٍ الجمعة. وأوضحت السلطات اليونانية أنّ البلاد تواجه أعلى خطر حرائق غابات منذ عقدَين في فصل الصيف هذا، بعد شتاء خفيف بلا أمطار غزيرة وربيع ترك المزروعات جافة إلى حدّ كبير. وبيّن خبراء الأرصاد الجوية أنّ درجات الحرارة كانت أعلى من المعلن رسمياً في المدن الكبرى، حيث تبعث الخرسانة الساخنة الحرارة فوق الأرض ويلين الأسفلت تحت أقدام الناس.

في الإطار نفسه، قال منديم روغوفا، أحد خبراء الأرصاد الجوية في كوسوفو المجاورة، إنّ درجات الحرارة في البلاد ارتفعت في المتوسّط بمقدار درجتَين ونصف درجة منذ ثمانينيات القرن الماضي. وحذّر من أنّ ما نشهده من موجة حر في الوقت الراهن قد تستمرّ حتى نهاية يوليو/ تموز الجاري. وبحسب تقديرات روغوفا، "من الممكن أن نشهد في المنطقة ارتفاعاً في درجات الحرارة يتخطّى 40 درجة مئوية، في أجزاء من ألبانيا ومقدونيا الشمالية واليونان وكذلك في أجزاء من صربيا".

وفي براغ عاصمة جمهورية التشيك حيث بلغت الحرارة 34 درجة مئوية أمس الأربعاء قبل أن تتراجع قليلاً اليوم الخميس، وفّرت حديقة الحيوان في المدينة عشرة أطنان من الثلج لتخفيف وطأة الحرارة عن الحيوانات. وقد وزّع القائمون على الحديقة الثلج بطريقة استراتيجية حولها، أمس الأربعاء، الأمر الذي أقام مناطق باردة تستطيع الحيوانات اللجوء إليها هرباً من درجات الحرارة المرتفعة بطريقة استثنائية. وفي العاصمة الرومانية بوخارست، سجّلت مقاييس الحرارة في الشوارع 42 درجة مئوية، يومَي الثلاثاء والأربعاء الماضيَين، على الرغم من أنّ القياسات الرسمية المعلنة كانت أقلّ ببضع درجات.

الصورة
دب قطبي وثلج في حديقة حيوانات في براغ وسط موجة حر في أوروبا - جمهورية التشيك - 10 يوليو 2024 (أسوشييتد برس)
دب قطبي يبرّد نفسه بالثلج في حديقة حيوانات بالعاصمة التشيكية براغ وسط موجة حر أوروبية، 10 يوليو 2024 (أسوشييتد برس)

من جهتها، سجّلت صربيا المجاورة درجات حرارة قياسية حتى الآن، في موسم الصيف هذا، وقد بلغت 35 درجة مئوية في شمال البلاد صباح اليوم الخميس. وفي العاصمة بلغراد، أفاد أطباء بأنّهم قدّموا العلاج إلى أشخاص انهاروا أو شعروا بدوار أو اشتكوا من صداع بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ولفتت السلطات الصربية إلى أنّ استخدام مكيّفات الهواء أدّى إلى استهلاك ضخم للطاقة مماثل للمستويات التي تشهدها البلاد عادة في فصل الشتاء، عندما يستخدم كثيرون في الدولة المطلة على حوض البلقان الكهرباء للتدفئة.

وفي موجة حر سابقة سُجّلت في شهر يونيو/ حزيران الماضي، واجهت مونتينيغرو (الجبل الأسود) والبوسنة وكرواتيا وألبانيا انقطاعاً كبيراً في التيار الكهربائي، بسبب زيادة الأحمال وانهيار خط توزيع إقليمي. وفي وقت سابق من شهر يوليو الجاري، اجتاحت عاصفة قوية المنطقة، بعد أيام من ارتفاع حاد في درجات الحرارة، الأمر الذي أسفر عن مقتل شخصَين وإلحاق أضرار بالمنازل وتساقط أشجار وإغراق شوارع.

ويشرح خبراء أنّ تغيّر المناخ الناجم عن أنشطة بشرية هو السبب في حدوث تقلّبات مناخية شديدة وعواصف وموجات حر تتزايد صعوبة التنبّؤ بها. في هذا الإطار، صرّح مدير معهد "بيار سيمون لابلاس" الفرنسي المتخصّص في بحوث علوم المناخ روبير فوتار، في وقت سابق، بأنّ على الرغم من عدم ارتباط مناطق العالم مناخياً، فإنّ تغيّر المناخ يفاقم ظواهر الطقس المتطرّفة في كلّ بقاع كوكب الأرض. من جهته، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في وقت سابق، إلى "فتح أبواب الجحيم" وسط الأزمة المناخية القائمة.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون