أعلنت السلطات العراقية، اليوم الأحد، عقد اجتماع عراقي دولي لتفكيك مخيم الهول السوري وإنهائه، والذي يضم عائلات عراقية نزحت إبان اجتياح تنظيم "داعش" عدداً من محافظات البلاد صيف العام 2014.
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد أعلنت أخيراً قرب عودة 150 أسرة عراقية نازحة موجودة في مخيم الهول السوري، الذي تديره قوات سورية الديموقراطية (قسد) في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية. وهذه هي الدفعة الخامسة التي يستعد العراق لإعادتها منذ إطلاق برنامج العودة العام الماضي.
ووفقا للمكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، فقد ترأس الأخير الجلسة التأسيسية لمجموعتي العمل العراقية والدولية، المعنية بتنفيذ الإطار الدولي لإعادة العراقيين من شمال شرق سورية، وتفكيك مخيم الهول السوري. وأوضح أن "الأعرجي افتتح أعمال الجلسة بكلمة أكد فيها أهمية العمل على إنهاء التهديد الذي يسببه مخيم الهول، وتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه هذا الملف، وأن الحكومة العراقية اتخذت قراراً شجاعاً وباشرت بتنفيذه منذ مايو/ أيار عام 2021 (إعادة عائلات عراقية من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى جنوبي الموصل)".
وتابع المكتب أن "الأعرجي قدم الشكر للجانب الدولي لاهتمامه بهذا الملف وتقديمه الدعم للحكومة العراقية"، موضحاً أنه "نتج عن الجلسة تشكيل أربع مجموعات فرعية عراقية ودولية، في مجالات الحماية القانونية للأطفال، الأمن والمساءلة للبالغين، إعادة التأهيل، وإعادة الاندماج والخدمات الانتقالية". وأكد "إعلان بدء العمل المشترك تحت رعاية الحكومة العراقية والأمم المتحدة لإنهاء هذا الملف الخطير والحساس".
وكان الأعرجي قد بحث نهاية الشهر الماضي مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، ملف مخيم الهول السوري. وبحسب بيان رسمي عراقي صدر عن الحكومة في حينها، فإن الأعرجي شدد على أهمية أن يأخذ المجتمع الدولي دوره في إنهاء ملف مخيم الهول، لما يمثله بقاء هذا المخيم من خطر حقيقي على العراق والمنطقة، مؤكداً تعاون العراق مع المجتمع الدولي لإنهاء هذا الملف.
ويضم المخيم الواقع شمال شرقي سورية، ويخضع لسلطة "قوات سورية الديموقراطية" (قسد)، 29 ألف عراقي من أصل نحو 70 ألفاً يقيمون فيه، بحسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية.
وترفض المليشيات الحليفة لإيران والأحزاب المرتبطة بها، مساعي الحكومة لإعادة تلك العائلات، ولم تكتف بتوجيه الاتهامات لتلك العائلات والقول إنها "متورطة بالإرهاب"، بل أجبرت الحكومة على وقف برنامج نقل العائلات لفترات طويلة، مهددة باستهدافها.
ولا تعد العائلات التي تعاد من مخيم الهول، من العائلات المحسوبة على ما يعرف بـ"عائلات داعش"، إذ أكدت السلطات العراقية أن هذه الأسر نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.
وأطلقت السلطات العراقية في بغداد، بالتعاون مع منظمات أممية، سلسلة برامج نفسية وتعليمية تستهدف الأسر التي أُعيدت واستقرت في مخيم الجدعة الواقع في ضواحي مدينة الموصل شمالي العراق، وقد تمكنت الشهر الماضي من إعادة عشرات العائلات من مراكز التأهيل الى مناطقها الأصلية بعدد من المحافظات العراقية.