غرقت شوارع العاصمة العراقية بغداد، مجدّداً، بمياه الأمطار التي بدأت بالهطول منذ مساء الأربعاء حتى صباح الخميس، وبنسب متفاوتة، وسط استنفار خدمي للسيطرة على المياه.
وتُحرج مياه الأمطار الحكومات العراقية المتعاقبة، والتي فشلت على مدار سنوات بالسيطرة عليها، لاسيما وأن أغلب خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطلة أو لم يتم تطويرها بما يتناسب مع الزيادات السكانية في العاصمة.
ومنذ أمس الأربعاء، أعلنت هيئة الأنواء الجوية، أن الطقس في المنطقة الوسطى (ومنها بغداد) سيكون غائماً مصحوباً بتساقط أمطار متوسطة الشدة تكون رعدية، بينما سيكون الطقس في المنطقة الشمالية غائماً جزئياً مع تشكل الضباب صباحاً ويزول تدريجياً، وفي المنطقة الجنوبية سيكون غائماً مصحوباً بتساقط أمطار خفيفة إلى متوسطة الشدة تكون رعدية في الأقسام الشرقية منها".
وأضافت أن "طقس يوم غد الجمعة في المنطقة الوسطى سيكون غائماً مصحوباً بتساقط أمطار خفيفة إلى متوسطة الشدة وغزيرة في الأقسام الشرقية منها مع حدوث عواصف رعدية، كما سيكون الطقس في المنطقة الجنوبية غائماً مصحوباً بتساقط أمطار متوسطة إلى غزيرة الشدة".
ولم تفصح الجهات الخدمية ومنها أمانة العاصمة عن خطتها لمواجهة الأمطار، والتي قطعت صباح اليوم، أوصال بعض المناطق كما دخلت إلى بعض المنازل في المناطق القديمة تحديدا، إلا أن مسؤولين في الأمانة أكدوا حالة الاستنفار، وأن السيارات الحوضية تعمل منذ ساعات الصباح الأولى على سحب المياه من الشوارع.
وقال علاء الفتلاوي وهو مسؤول في شعبة الخدمات في الأمانة، إن "الأمانة استنفرت آلياتها لمواجهة الأمطار، ونحن نعمل وفقا لتقارير هيئة الأنواء الجوية، ولنا استعدادات مسبقة لتخفيف المياه في الشوارع"، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن "فرق الأمانة عملت خلال الفترة الأخيرة على تنظيف شبكات تصريف المياه، وإن كان أغلبها قديماً وغير كاف لتصريف المياه، إلا أن الخطة تركز على جانب سحب المياه بالسيارات الحوضية، وهذا ما نركز عليه".
وأوضح، أن "خطتنا موضوعة بحسب المناطق، إذ إنه مؤشر لدينا أن بعضها يكون أكثر ضررا بمياه الأمطار، لذا فإننا نركز جهدنا عليها، فضلا عن الشوارع الرئيسية والتقاطعات والأنفاق، والتي تؤثر على حركة السير والمرور".
وكانت المياه قد استمرت في شوارع العاصمة بغداد، خلال موجة المطر السابقة في منتصف الشهر الماضي، لنحو 6 أيام وهي تغطي الشوارع في المناطق السكنية، بسبب عدم وجود قدرة استيعابية وانسدادات بشبكات التصريف، وقد تسببت بمنع تنقل الأهالي.
وتواجه الحكومات العراقية المتعاقبة بعد العام 2003 اتهامات كبيرة بإهمال ملف الخدمات، وعدم تطوير شبكات الصرف الصحي في بغداد والمحافظات، ما يتسبب بغرق الشوارع مع أقل موجة أمطار.