أكّد مسؤولون عراقيون في العاصمة بغداد، اليوم الجمعة، بدء مشاورات بين أعضاء خلية الأزمة الصحية بشأن فرض قيود جديدة لمواجهة الارتفاع الكبير في معدل الإصابات بفيروس كورونا، وسط تحذيرات أطلقتها وزارة الصحة من احتمال خروج الأوضاع عن السيطرة.
وسجّلت البلاد، اليوم الجمعة، أكثر من 12 ألفاً و500 إصابة جديدة، مع 62 حالة وفاة في عموم مدن البلاد، في وقت حذّر القائم بأعمال وزارة الصحة، هاني العقابي، من عدم قدرة المستشفيات على استيعاب المزيد من المصابين.
وقال العقابي في تسجيل مصوّر له، الجمعة، إنّ "هناك 4000 مريض على أجهزة الأوكسجين. معامل الأوكسجين لا تستطيع أن تكفي الحاجة في ظلّ تزايد الإصابات"، ودعا المواطنين إلى ضرورة مساعدة الفرق الصحية من خلال أخذ اللقاح والالتزام بشروط الصحة والسلامة.
وأكّد مسؤول حكومي عراقي أنّ جميع الاحتمالات واردة لمواجهة الارتفاع السريع في عدد الإصابات، موضحاً، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنّ "خلية الأزمة الصحية تعمل حالياً على دراسة فرض قيود جديدة لمواجهة الارتفاع الكبير بالإصابات، بينها فرض حظر التجوّل وإغلاق أسواق ومجمّعات تجارية، وإيقاف الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والحكومية".
وتابع: "إلا أنّ أي قرار لم يتخذ بهذا الشأن حتى اليوم، لكن ما زالت الاجتماعات متواصلة لاتخاذ قرار قبل خروج الأوضاع عن السيطرة، بفعل عدم مبالاة شرائح كثيرة من العراقيين"، وفق قوله.
وفي السياق ذاته، قال مقرّر لجنة الأزمة البرلمانية، جواد الموسوي، إنه "إلى غاية الآن لا وجود لقرار بفرض حظر شامل للتجوّل"، مستدركاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، بالقول إنّ "هناك مقترحات لفرض حظر صحي يجري بحثه". وأضاف أنّ "الحظر المقترح لن يكون لمدة 24 ساعة، بل توجد فترة سماح تبدأ صباحاً وتنتهي في الساعة الثانية أو الثالثة بعد الظهر، من أجل السماح للمواطنين بتلقي اللقاحات، وممارسة بعض المؤسسات لمهامها، وإنجاز بعض الأعمال الخاصة".
ولفت إلى أنّ الحظر المقترح يمكن أن يكون "شبه شامل"، مضيفاً: "سيسمح للمواطنين الحاصلين على بطاقة اللقاح بالتجوّل لمدة 24 ساعة". ولفت إلى أنّ هذا المقترح سيكون بديلاً عن الحظر الشامل، وسيؤدي إلى إغلاق جميع الأماكن التي تشهد تجمعات.
وكانت مصادر في وزارة الصحة العراقية قد أكدت، في وقت سابق، رفع توصيات إلى لجنة الصحة والسلامة الوطنية تتضمن خيارين، أحدهما يوصي بفرض الحظر الشامل للتجوّل لمدة أسبوعين، والثاني يتضمن فرض حظر جزئي، بهدف وقف الانتشار السريع لكورونا خلال الموجة الثالثة للجائحة.
وحذّر المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، من خطورة الموجة الثالثة لكورونا، مضيفاً، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، اليوم الجمعة، أنّ "العراق يواجه جائحة خطيرة، وموجة ثالثة أخطر من سابقتها".
وتابع أنّ "مؤسساتنا الصحية قادرة على استيعاب الزيادة بعدد الإصابات، وصامدون في تقديم الخدمات"، موضحاً أنّ "عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية سيؤدي إلى خسارة مزيد من الأرواح".