العراق: حزب "العمال الكردستاني" يجند الأطفال

05 فبراير 2022
تجنيد الأطفال بالإكراه (سفين حميد/ فرانس برس)
+ الخط -

يواجه مسلحو حزب العمال الكردستاني الذي يهيمن على مناطق واسعة من إقليم كردستان شمالي العراق المحاذي للحدود مع تركيا، وكذلك مدينة سنجار غربي الموصل، اتهامات بالتورط بعمليات تجنيد مراهقين وأطفال من الأكراد وأبناء الأيزيديين، وتوسيعها إلى ضواحي كركوك ومدينة طوز خورماتو التي تقع بين كركوك وصلاح الدين.

وتحدث قياديون أكراد في أربيل وكركوك عن إيواء معسكر جبال قنديل الذي يقع عند المثلث الحدودي العراقي - التركي - الإيراني، عشرات المجندين بدءاً من سن الـ14 من الجنسين، والذين كان أبلغ أهلهم الشرطة عن اختفائهم، قبل أن تظهر تحقيقات وجود بعضهم في هذا المعسكر، وتوفر أدلة على تجنيد أجنحة لـ"الكردستاني" تعرف باسم "الشبيبة" ضحايا آخرين من مناطق في سورية، أبرزها كوباني وقامشلو.

ويتهم النائب عن سنجار، محما خليل، في حديثه لـ"العربي الجديد" مسلحي "الكردستاني" بتجنيد مزيد من الأطفال من المدينة ومناطق تابعة لها. ويقول: "يمارس مسلحو الكردستاني الإرهاب مع أهالي سنجار، ويستغلون ظروف ومعاناة النازحين الأيزيديين لتجنيد عشرات الأطفال دون الـ18 عاماً، وارتكاب جرائم جديدة يحاسب عليها القانون الدولي". يضيف: "سنفتح هذا الملف خلال الدورة البرلمانية الحالية، من أجل دفع الحكومة العراقية إلى وضع حد لهذه المشكلة الخطيرة التي تواجه مناطقنا".

من جهته، يتحدث مسؤول فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني في سنجار، قادر قاجاغ، عبر الهاتف لـ"العربي الجديد" عن أن "عائلات في سنجار قدمت شكاوى كثيرة عن قيام حزب العمال ومليشيا اليبشة (وحدة حماية سنجار التابعة للكردستاني) بخطف أطفال وتجنيدهم بعد نقلهم قسراً إلى مناطق في جبلي سنجار وقنديل". ويتابع: "يحصل التجنيد بالإكراه، وقد قضى أطفال أخيراً في عمليات للكردستاني شمال العراق والهجمات التي يشنها مسلحوه ضد الجبهات التركية. والسلطات العراقية تعلم بهذا الملف لكنها لا تحرك ساكناً في شأنه، رغم أن عمليات الخطف لم تتوقف، وتسجل حالة على الأقل كل أسبوع".

في السياق، يقول مسؤول أمني كردي في قوات اللواء 80 التابعة لـ "البشمركة" التي تنتشر في مناطق شمال شرقي أربيل لـ"العربي الجديد": "سجلت 10 عمليات خطف لأطفال على الأقل منذ بداية العام الحالي في مناطق سوران وحفتانين وزاخو وسنجار. وتشير التحقيقات إلى أنهم في قبضة الكردستاني في قنديل حيث يتعرضون لعمليات غسل دماغ تشبه ما كان يفعله تنظيم داعش في ماكينة التجنيد التي امتلكها. وغالبية ضحايا هذا النوع من الخطف من سكان قرى قريبة من أماكن أنشطة الكردستاني، أو ضحايا استدرجوا عبر مواقع إلكترونية بوعود تأمين هجرتهم إلى فرنسا وألمانيا، قبل أن يجدوا أنفسهم في جبال قنديل". ويتحدث عن "تجنيد الكردستاني أطفال الأيزيديين، مستغلاً الآثار السلبية لجرائم داعش التي أفقرت ويتّمت آلافاً منهم".

الصورة
"الكردستاني" يجنّد أطفالاً عراقيين بالإكراه (الأناضول)
الفتيان والفتيات عرضة للتجنيد على حدّ سواء (الأناضول)

وفي يوليو/ تموز 2021، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن "الكردستاني لا يزال يجنّد الأطفال ويسلّحهم، ثم يزجهم في مناطق النزاع المسلح، لا سيما في جبال قنديل. وقد سلّح مئات منهم في سنجار وزجهم كعناصر مقاتلة في وحدات مقاومة المدينة، التابعة له، ثم أرسلهم إلى جبال قنديل لقتال الجيش التركي. كما تواصل وحدات حماية الشعب التابعة للكردستاني تسليح الفتيان والفتيات، وبعضهم دون الـ12 من العمر".

ورداً على الاتهامات الموجهة إلى "الكردستاني"، يقول أحد قادته في سنجار، كاوه شيخ موس، لـ"العربي الجديد": "الاتهامات كاذبة، وتطلقها وسائل إعلام تدعمها تركيا وحكومة إقليم كردستان". يضيف: "نعرف أن تجنيد الأطفال جريمة حرب طبقاً للقوانين والمواثيق والعهود الدولية، ولم تقم أي جهة في الكردستاني بهذا الفعل الشنيع، فنحن نعمل على حماية أمن مدننا، ولسنا في صدد شن حروب على أي طرف، ولا نورّط الأطفال بعملياتنا العسكرية أو خططنا لحماية أنفسنا".

وتتواصل منذ 17 يونيو/ حزيران 2020 عمليات "مخلب النمر" التركية التي تنفذ جواً وبرّاً لتحييد مسلحي "الكردستاني" في المناطق الحدودية ضمن إقليم كردستان شمالي العراق، ما أوقع خسائر كبيرة في صفوف الحزب، ودمر مخازن عتاد وذخيرة وأسلحة وسيارات له في مناطق زاخو ومخمور وقنديل وحفتانين. وتوغّلت القوات التركية إلى مناطق في العمق العراقي، واشتبكت مع مسلحي "الكردستاني" الذين يتخذون العراق نقطة انطلاق لهم لتنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.

المساهمون