أكد مسؤول عراقي، أن العبوات الناسفة والألغام التي زرعها تنظيم "داعش" في محافظة الأنبار (غرب)، خلفت أكثر من 10 آلاف ضحية خلال السنوات الأربع الماضية، مشيرا إلى مساع لنزع وإزالة مخلفات التنظيم من المحافظة، قبل الانتقال إلى محافظة نينوى (شمال)
وسيطر تنظيم "داعش" على محافظة الأنبار التي تمثل ثلث مساحة العراق، لأكثر من ثلاث سنوات، بعد احتلاله للمدن الرئيسة فيها، وانسحاب قوات الجيش منها، في ظل اتهامات للمسؤولين في حكومة رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، على غرار ما حدث في الموصل في منتصف عام 2014.
ونقلت صحيفة "الصباح" الحكومية، الثلاثاء، عن مدير دائرة شؤون الألغام في وزارة الصحة والبيئة، ظافر محمود، قوله إن "الألغام والعبوات الناسفة التي تركها تنظيم داعش خلفت 10268 ضحية خلال السنوات الأربع الماضية. الفرق المختصة انتهت أخيرا من تخليص مدن المحافظة من تلك المخلفات، وكان آخرها مدينتي راوة، وعانة، وإحصاء عدد الضحايا تم بالتنسيق بين مؤسسات الصحة والبيئة والعمل في الأنبار، ضمن مساع لإعداد قاعدة بيانات وطنية من أجل إتاحتها للجهات الداعمة على المستويين الوطني والدولي، لتقديم الرعاية وإعادة التأهيل للضحايا".
وتابع محمود أن "الدائرة أرسلت فرقا إلى المناطق التي تعرضت لحوادث بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها عصابات داعش، إضافة إلى المخلفات الحربية المختلفة، والبيانات مبنية أيضا على نتائج زيارات قامت بها فرق متخصصة إلى أسر الضحايا خلال العام الحالي، والعمل نفسه سيبدأ في محافظة نينوى بعد إنجاز ملف الأنبار".
ولا يقتصر وجود الألغام في محافظات العراق على حقبة احتلال "داعش" لمناطق شمال وغرب البلاد بين عامي 2014 و2017، حسب ضابط في دائرة معالجة القنابل بوزارة الداخلية، والذي أكد لـ"العربي الجديد"، أن "المشكلة سببها الحروب المتكررة التي مر بها العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأعداد المتضررين زادت في المناطق التي خضعت لسيطرة داعش بسبب هذه المخلفات".
وتتصدر مدن شمال وغرب العراق قائمة الضحايا، فضلاً عن محافظات حدودية مع إيران، وإقليم كردستان، وكلها تعاني من الألغام المزروعة منذ الحرب العراقية الإيرانية، وأعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مطلع العام الحالي، وجود نحو 4 ملايين معوق في عموم البلاد، وأن قسما منهم تضرر بفعل مخلفات الحروب.