استمع إلى الملخص
- بدأت الحملة في سبتمبر بعد تسجيل أول إصابة منذ 25 عامًا، حيث تم تطعيم أكثر من 560 ألف طفل، لكن تأجلت المرحلة الأخيرة من الجولة الثانية بسبب القصف.
- حذرت الأمم المتحدة من العواقب الوخيمة لتأجيل التطعيم، حيث لم يتلقَ أكثر من 119 ألف طفل الجرعة الثانية، مما يعرض حياتهم للخطر.
قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في شمال غزة ستستأنف السبت، بعدما سبّبت عمليات القصف الإسرائيلية على المنطقة وقفها. ويأتي الإعلان بعد يوم من تصريح وزير الصحة الفلسطيني، ماجد أبو رمضان، أن "التطعيم سيكون في محافظة غزة غداً، حيث لا يزال عدوان الاحتلال يحول دون استكمال المرحلة الثالثة من الجولة الثانية من حملة التطعيم في شمال غزة، وسيتم الإعلان عن موعد التطعيم في المحافظة لاحقاً".
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة إكس: "حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في شمال غزة جاهزة للاستئناف غداً. تأكدنا من الهدنة الإنسانية اللازمة في مدينة غزة للقيام بالحملة". وأضاف "للأسف، فإن المنطقة التي تغطيها الحملة تم تقليصها بشكل كبير مقارنة بجولة التطعيم الأولى، ما سيترك بعض الأطفال غير محميين ويواجهون خطراً أكبر بالإصابة".
#Polio vaccination in northern #Gaza is ready to resume tomorrow. We are assured of the necessary humanitarian pause in Gaza City to conduct the campaign. Unfortunately, the area covered is substantially reduced compared to the first round of vaccination, which will leave some…
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) November 1, 2024
وأمس الخميس، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل "بشكل عاجل" إلى تسهيل إتمام الحملة على وجه السرعة.
بدأت حملة التطعيم في الأول من سبتمبر/ أيلول بعدما أكد القطاع المحاصر أول إصابة بشلل الأطفال فيه منذ 25 عاماً. واستُكملت جولة أولى من التطعيم في أنحاء قطاع غزة وبدأت الجولة الثانية الضرورية من أجل المناعة كما هو مقرر في 14 أكتوبر/ تشرين الأول أولاً في وسط غزة ومن ثم في جنوبها، بفضل ما وصفت بأنها "هدن إنسانية" لم تحترمها إسرائيل. لكن منظمة الصحة أجّلت المرحلة الأخيرة في الشمال، والتي كان من المقرر أن تبدأ في 23 أكتوبر نتيجة "القصف الكثيف" الذي جعل الظروف الميدانية "مستحيلة".
وفي تبريرها الأساسي لتأجيل التطعيم في الشمال، قالت المنظمة إن المنطقة التي تمّت الموافقة على الهدن الإنسانية باتت تشمل مدينة غزة فحسب، ما يعني أن العديد من الأطفال لم يتمكنوا من تلقي الجرعة الثانية. وقالت إن من شأن ذلك "أن يعرّض لخطر كبير جهود وقف انتقال فيروس شلل الأطفال في غزة". وتفيد المنظمة أن هناك حاجة إلى التطعيم بجرعتين منفصلتين على الأقل لمنع انتقال فيروس شلل الأطفال، ما يعني أنه يتعيّن أن يتلقى 90 % من جميع الأطفال تحت سن العاشرة اللقاح.
وفي 28 أكتوبر، حذرت المتحدثة باسم منظمة يونيسف في غزة، روزاليا بولين، من عواقب عدم تلقي أكثر من 119 ألف طفل في شمال القطاع للجرعة الثانية من اللقاح المضاد لشلل الأطفال قبل منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. وقالت إنه "إذا تخطينا هذا الموعد النهائي، فستنخفض مناعة الأطفال الذين تلقوا الجرعة الأولى بسرعة". وأشارت بولين إلى اضطرار وكالات الأمم المتحدة الثلاث المشاركة في حملة التطعيم، وهي منظمة الصحة العالمية ووكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) ويونيسف، إلى جانب وزارة الصحة الفلسطينية، إلى تأخير بدء المرحلة الثالثة والأخيرة من الجولة الثانية لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال، بسبب تصاعد العنف في الشمال.
خطر تأجيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في الشمال
في 27 أكتوبر، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في بيان، إن تأجيل الجولة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة يُعرض حياة آلاف الأطفال للخطر. ووصف حالة المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في شمال غزة بأنها "لا تُطاق"، مجدداً دعوته إلى الوقف الفوري لإطلاق النار.
وفي 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، انتهت المرحلة الأولى من "حملة التطعيم ضد شلل الأطفال" في غزة، والتي بدأت مطلع الشهر نفسه، بتطعيم أكثر من 560 ألف طفل فلسطيني، وفق ما أعلنه مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
بحسب الأمم المتحدة، يحتاج أطفال غزة إلى جرعتين من اللقاح، كل منهما على شكل نقطتين عن طريق الفم. ولقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النمط 2 يُستخدَم لوقف انتقال الفيروس، وهو الشكل الأكثر انتشاراً ويوفر الحماية من الشلل ويوقف سريان الفيروس في المجتمع. وهو اللقاح الموصى به عالمياً للقضاء على فاشيات فيروس شلل الأطفال المتحور من النمط 2، وهو النوع الذي اكتُشِفَ في غزة، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
ويحول القصف الإسرائيلي دون استكمال المرحلة الثالثة من الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة. فمنذ 5 أكتوبر الماضي، بدأ جيش الاحتلال عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يتمثل مخطط إسرائيل في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي مطلق حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)