استمع إلى الملخص
- دعا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز المواطنين إلى توخي الحذر، مؤكدًا أن أولوية الحكومة هي البحث عن المفقودين. تدعم وزارة الدفاع جهود الإنقاذ، وتم توقيف 50 شخصًا بتهم النهب.
- تسببت الفيضانات في انقطاع الكهرباء وقطع الطرقات، مع تعليق حركة القطارات بين مدريد وفالنسيا. تعزى هذه الظواهر إلى "غوتا فريا"، ويشير العلماء إلى أن التغير المناخي يزيد من تواترها.
ارتفعت حصيلة الضحايا إثر فيضانات إسبانيا الجارفة إلى 205 قتلى، فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين بين الأنقاض. وتعدّ هذه الكارثة الطبيعية الأسوأ التي شهدتها البلاد منذ أكثر من خمسين عاما. وأعلنت السلطات المحلية في إقليم فالنسيا، أكثر المناطق تضرراً، أن عدد الجثث التي انتُشلت في فالنسيا بلغ 202 جثة. كما لقي 3 أشخاص مصرعهم في منطقة "قشتالة والمنشف" والتي تعتبر ثاني أكثر المناطق تضرراً جراء الكارثة.
ولا تزال جهود البحث والإنقاذ مستمرة للعديد من المفقودين جراء الفيضانات، التي وصفها معهد الأرصاد الجوية الإسباني بأنها "الكارثة الطبيعية الأكثر دموية في تاريخ البلاد". وبالإضافة إلى فرق الإطفاء والشرطة والدرك والمدنيين، يشارك أكثر من 1500 جندي إسباني في جهود البحث والإنقاذ. وكانت حصيلة سابقة تشير إلى 158 قتيلاً.
وطلب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، من المواطنين "توخي الحذر في الأماكن ذات التحذير الأحمر والبرتقالي والامتثال لتحذيرات السلطات" بسبب استمرار الظروف الجوية السيئة في أجزاء مختلفة من البلاد. وأضاف أن أولوية الحكومة هي البحث عن المفقودين وإنقاذهم.
بدورها، ذكرت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز أن الجيش يدعم جهود البحث والإنقاذ بنحو 1500 جندي و400 مركبة و15 طائرة هليكوبتر. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الملك فيليب السادس سيزور المناطق المنكوبة نهاية الأسبوع المقبل.
وفي سياق متصل، أعلنت سلطات فالنسيا توقيف نحو 50 شخصاً بتهم تتعلق بالنهب خلال الكارثة، وأمرت المحكمة بحبس 4 منهم.
وبحسب معهد الأرصاد الجوية الحكومي، فإن مستوى هطول الأمطار في منطقة فالنسيا غير مسبوق، واصفاً الوضع بأنه "أسوأ فترة خلال قرن". وأضاف المعهد أن "كميات الأمطار الغزيرة التي هطلت في ثماني ساعات فقط تعادل إجمالي الأمطار المتساقطة خلال عام كامل".
وشهدت فالنسيا طقساً مشمساً بعد 48 ساعة على المأساة، ما أظهر مشاهد الخراب الذي تعرضت له أحياؤها. وتضم منطقة بايبورتا في الضواحي الجنوبية لمدينة فالنسيا 25 ألف نسمة وتعد من الأكثر تضرراً جراء السيول الموحلة. وحاول السكان تنظيف الشوارع التي يكسوها الوحل رغم أنهم ما زالوا تحت تأثير الصدمة. وقال ديفيد روميرو، وهو موسيقي يبلغ 27 عاماً لوكالة "فرانس برس": "دُمّرت كل المحال التجارية".
فيضانات إسبانيا.. حالة تأهب قصوى
إلى ذلك، زار زعيم "الحزب الشعبي" المعارض المحافظ ألبرتو نونيز فيخو فالنسيا قبل وصول سانشيز بهدف دعم حاكم المنطقة كارلوس ماثون عضو حزبه الذي يتعرض لانتقادات منذ الأربعاء بسبب تأخّر واضح في تنبيه السكان. وأشارت السلطات إلى أنّ آلاف الأشخاص لا يزالون محرومين من الكهرباء في المنطقة. ولا تزال طرقات كثيرة مقطوعة، فيما تنتشر هياكل سيارات على الطرق التي اجتاحتها سيول موحلة.
وقال إيليو سانشيز، أحد سكان بلدة سيدافي البالغ عددهم عشرة آلاف نسمة، والتي ألحق فيها سوء الأحوال الجوية دمارا، لوكالة "فرانس برس"، إن الليلة الماضية كانت مروعة، موضحا "لم أكن أتخيل قط أنني سأختبر وضعا مماثلا". وأضاف الكهربائي البالغ 32 سنة: "رأينا شاباً في منطقة مفتوحة لجأ إلى سطح سيارته، ثم حاول القفز فوق سيارة أخرى، لكن التيار جرفه".
وأكد رئيس منطقة فالنسيا كارلوس ماثون أن أجهزة الطوارئ تمكنت من الوصول إلى كل المناطق المتضررة، بعدما ظلّت قرى عدة معزولة عن بقية البلاد لفترة طويلة الأربعاء. وأعلنت وزارة النقل تعليق حركة القطارات فائقة السرعة بين مدريد وفالنسيا منذ الأربعاء، لافتة إلى أنّ توقف نشاط وسائل النقل هذه سيستمر على الأقل "أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع". وأفادت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية بتساقط أكثر من 300 لتر من المياه لكل متر مربع ليل الثلاثاء الأربعاء في بلدات عدة في منطقة فالنسيا، فيما شهدت قرية تشيفا الصغيرة أعلى معدّل مع 491 لترا لكل متر مربع. وأوضحت الهيئة أنّ كميات الأمطار هذه تعادل "عاما كاملا من المتساقطات".
وتشهد منطقة فالنسيا وساحل البحر الأبيض المتوسط الإسباني بشكل عام في فصل الخريف ظاهرة جوية تسمى "غوتا فريا" (النقطة الباردة)، وهي منخفض جوي منعزل على ارتفاعات عالية يسبّب هطل أمطار مفاجئة وعنيفة جدا تستمر أحيانا لأيام عدة. ويحذر العلماء من أن الظواهر الجوية القصوى مثل موجات الحر والعواصف صارت أكثر تواترا وأطول أمدا وأكثر شدة بسبب التغير المناخي.
(فرانس برس، الأناضول)