السيول تجتاح مناطق جنوب غرب ليبيا

16 اغسطس 2024
هكذا بدا المشهد في تهالة الليبية وقد اجتاحتها السيول، 16 أغسطس 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اجتاحت السيول مناطق جنوب غرب ليبيا، مما أدى إلى محاصرة المواطنين وانقطاع الاتصالات وانجراف الطرقات.
- تشكلت فرق طوارئ من حكومتي طرابلس وبنغازي لإجلاء السكان وتقديم الإمدادات، مع نزوح كامل لسكان تهالا.
- حذرت السلطات من تفاقم الأوضاع مع استمرار الأمطار، وأصدرت أوامر بتقديم الدعم الكامل للمناطق المتضررة، مع تأكيد عدم تسجيل أضرار بشرية حتى الآن.

اجتاحت السيول عدداً من مناطق جنوب غرب ليبيا بعد أمطار غزيرة هطلت عليها. وقد وجّهت حكومتَا البلاد في طرابلس وبنغازي بتشكيل فرق طوارئ وإرسال إمدادات إلى المناطق المتضررة. وشملت المناطق التي اجتاحتها السيول في جنوب غرب البلاد، منذ مساء أمس الخميس، غات وتهالة والقطرون، وقد حاصرت المياه مواطنين في منازلهم قبل أن تتمكّن فرق الطوارئ من إجلائهم، وسط انقطاع تام للاتصالات وانجراف أجزاء كبيرة من الطرقات التي تصل تلك المناطق بعضها ببعض.

وقال المتحدث باسم غرفة الطوارئ في المنطقة الجنوبية حسن عثمان لـ"العربي الجديد" إنّ "كميات كبيرة من الأمطار هطلت على المناطق الثلاث، فيما غمرت السيول المتدفّقة من محيطها أجزاء واسعة منها". وأضاف أنّ "تهالا تُعَدّ أكثر المناطق تضرّراً بالسيول، إذ اجتاحتها السيول بالكامل ونزح كلّ سكانها إلى خارجها"، مطالباً السلطات بالإسراع في مدّ نازحي المدينة بالخيام.

ووصف عثمان تهالا بأنّها "منكوبة"، وناشد مؤسسات المجتمع المدني والجهات الإغاثية التوجّه سريعاً إلى المنطقة للمساعدة في تقديم العون إلى أهالي المدينة الذين باتوا ليلتهم في العراء".

وبينما تناقلت وسائل إعلامية تصريحات نسبتها إلى مسؤولين في جهاز الطوارئ والإسعاف تفيد بوفاة ثلاثة أطفال من جرّاء السيول، نفى عثمان الخبر، مبيّناً أنّ "لم تُسجّل أضرار بشرية في المناطق التي اجتاحتها السيول حتى الآن". وأشار عثمان إلى "تسجيل إصابات بلدغات عقارب في القطرون، من دون خسائر في الأرواح".

وحذّر عثمان من تفاقم الأوضاع في جنوب غرب البلاد، مع توقّع استمرار هطول الأمطار الغريزة وجريان الأدوية. وشرح أنّ "شبكات الطرقات انهارت وخطوط الاتصال تعطّلت كلياً، الأمر الذي قد يؤثر في القدرة على الوصول إلى مناطق عدّة، ولا سيّما غات"، مبيّناً أنّ "الدعم الخاص بالإسعاف والإمداد الإنساني والصحي ما زال ضعيفاً". وتابع أنّ كلّ جهود الإنقاذ والإغاثة التي تبذلها غرفة الطوارئ في الجنوب "ما زالت ذاتية، ونتوقّع وصول إمدادات قريباً".

وكانت تقديرات المركز الوطني للأرصاد الجوية الحكومي قد أشارت إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار وجريان الأودية في مناطق الجنوب الغربي، كذلك لفت اليوم في تقديراته إلى إمكانية استمرار تعرّض المنطقة إلى مزيد من الأمطار.

من جهتها، أصدرت حكومة الوحدة الوطنية، اليوم الجمعة، أوامر بتشكيل لجنة طوارئ لمتابعة الأوضاع في غات وتهالة والقطرون، والبدء في تقديم الدعم اللازم، والعمل على رفع الضرر عن المواطنين. كذلك توجّهت الحكومة إلى مركز طب الدعم والطوارئ وجهاز خدمات الإسعاف والطوارئ ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة والشركة الليبية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات القابضة والشركة العامة للكهرباء، من أجل تقديم الدعم الكامل لبلديات الجنوب المتضرّرة.

في الإطار نفسه، أصدرت الحكومة المكلفة من مجلس النواب أوامر برفع حالة الطوارئ في مناطق الجنوب الغربي، وتوجّهت إلى وزارتَي الداخلية والصحة لتقديم كلّ الدعم إلى المناطق المتضررة، ولا سيّما في مستشفيات المناطق المجاورة للمناطق المتضرّرة.

المساهمون