نظّم نازحون سوريون من مدينة كفرنبل الواقعة في جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، شمال غربي سورية، اليوم الجمعة، تظاهرة في أحد مخيمات النزوح الواقع شمالي المحافظة، طالبوا فيها بالسماح بالعودة إلى منازلهم التي هجّروا منها، مؤكّدين استمرارهم بالالتزام بمبادئ الثورة السورية حتى تحقيق أهدافها، وإسقاط رئيس النظام وكلّ من تلوّثت يداه بدماء السوريين.
ورفع النازحون المتظاهرون الذين تجمّعوا بالقرب من مخيّم "مهجّري كفرنبل" في جوار بلدة بارشا شمالي إدلب، أعلام الثورة السورية ولافتات كُتبت عليها عبارات من قبيل "عزيمتنا لن تكسرها وطأة النزوح" و"نموت ألف مرّة ولا نعود لحكم الأسد وعصاباته".
حسن آغا من منظّمي التظاهرة، أوضح لـ"العربي الجديد": "أتينا اليوم للمطالبة بحقّ العودة المشروط برحيل نظام الأسد ورموزه كافة. ولن ننسى المطالبة بإخلاء سجون النظام من المعتقلين، فالعالم نسي هذا الملف، حتى أهمّ المؤسسات على مستوى العالم كالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي".
بدوره قال الناشط وليد محمد لـ"العربي الجديد": "جئنا للتأكيد على ثوابت الثورة السورية وعلى أنّه لا عودة إلا برحيل الأسد، وأنّ أيّ تطبيع مع نظام الأسد من أيّ دولة عربية أو غربية أمر مرفوض. ونحن مستمرون بالمطالبة بحقوقنا حتى الاعتراف بها، وإيجاد حلّ لمأساة المهجّرين في المخيمات، وإعادتهم بكرامة إلى مدنهم وقراهم".
أمّا المهجّر من مدينة كفرنبل محمود السويد، فقال: "بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان نطالب بحقّ العودة، وفي الوقت نفسه نطالب قادة الفصائل العسكرية بالدفاع عن المدنيين وصدّ اعتداءات قوات النظام والميليشيات التابعة لها على التجمّعات السكنية في الشمال السوري".
ويحتفل بيوم حقوق الإنسان في 10 ديسمبر/كانون الأول من كل عام. ويرمز هذا اليوم لليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة في عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
الائتلاف السوري المعارض يستنكر تهرّب المجتمع الدولي
من جهته، استنكر الائتلاف الوطني السوري المعارض مواصلة المجتمع الدولي التهرّب من مسؤولياته تجاه حماية المدنيين وصيانة حقوق الإنسان في سورية منذ أكثر من عشرة أعوام.
وقال الائتلاف، في بيان له، اليوم الجمعة، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان: "اختار المجتمع الدولي أن يقف متفرّجاً على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام وحلفاؤه في سورية، وصولاً إلى فشله في منع استخدام الأسلحة الكيميائية أو حتى محاسبة المجرمين المسؤولين عن استخدامها".
وأوضح الائتلاف أنه "من واجب أي جهة أو مؤسسة أو منظمة دولية أو هيئة حكومية في العالم، وقبل أن ترعى احتفالاً لإحياء هذا اليوم، أن تعمل على إعادة إحياء الضمير الدولي الذي أصيب بالشلل والعجز عن تحمل المسؤوليات والوفاء بالالتزامات وبات خالياً من أي عزيمة لإحقاق العدالة وإنصاف الضحايا".
وتابع الائتلاف: "أي احتفال أو إحياء ليوم حقوق الإنسان دون تعهد حقيقي وفعلي باتخاذ ما يلزم لإنقاذ المدنيين والمعتقلين والمهجرين السوريين جراء بطش النظام وحلفائه على مدار عشر سنوات، ودون العمل على ملاحقة ومحاسبة المجرمين، لن يكون سوى ذرّ للرماد في العيون، ومحاولة للتغطية على مواقف عاجزة وجبانة سيدفع العالم ثمنها من أمنه وسلامته واستقراره في المستقبل القريب".
معاناة السوريين على مدى 10 أعوام
وفي سياق متصل، أصدر فريق "منسقو استجابة سورية" بياناً في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ذكّر فيه بمعاناة السوريين في خلال أكثر من عشرة أعوام من الحرب والقتل والتدمير والتهجير.
وأوضح الفريق في بيانه أنّ ثمّة:
- أكثر من ستة ملايين مدني نازح داخلياً
- وأكثر من مليون ونصف مدني يقطنون ضمن المخيمات
- وأكثر من 6.5 ملايين مدني لاجئين في مختلف دول العالم.
أضاف الفريق، في بيانه، أنّ قصف النظام وروسيا دمّر أكثر من 5487 منشأة حيوية، ما بين مستشفيات ومدارس، منها ما دُمّر بشكل كامل ومنها ما خرج عن الخدمة، فيما ارتفعت نسب الفقر إلى مستويات قياسية تجاوزت 90%.
وأكّد الفريق أنّه وثّق أكثر من 222 هجوماً بالأسلحة الكيميائية خلّفت وراءها آلاف الضحايا والمصابين المدنيين، بالإضافة إلى مقتل 25 مدنياً من جرّاء 189 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب منذ بداية يوليو/ تموز الماضي، لافتاً إلى أنّ أكثر 60% من الأحياء السكنية في سورية دُمّرت أو صارت غير قابلة للسكن.