من بين نحو 130 إثنية وعرقية تعيش في مدينة أوديسا جنوب غربي أوكرانيا، تلعب الجالية العربية دوراً بارزاً في التعايش بين مكونات المجتمع، وظهر ذلك بوضوح خلال الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير/شباط.
منذ نشأت الدولة الأوكرانية في مطلع تسعينيات القرن الماضي، استقبلت أراضيها، ومنها أوديسا، العديد من أبناء الجنسيات العربية، والذين وجدوا فيها الوطن الذي افتقدوه في بلادهم الأم.
التقى مراسل "العربي الجديد"، عدداً من أبناء الجالية العربية في أوديسا، للتعرف على دورهم في المدينة الساحلية التي تعد الرئة الاقتصادية لأوكرانيا نظراً لمينائها الاستراتيجي على البحر الأسود، والذي يضم مرفأين أحدهما لتصدير الحاصلات الزراعية، والآخر للمواد النفطية والكيميائية.
طبيب الأسنان السوري غانم فياض أحد العرب الذين قدموا إلى أوديسا، وصنع لنفسه اسماً في مجال طب الأسنان بالمدينة، يقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجالية العربية في أوديسا تضم العديد من النماذج الناجحة في مختلف المجالات، ومنهم رجل الأعمال السوري الأصل، عدنان كيوان، والذي نجح في إقامة كثير من المشاريع الاستثمارية والخيرية الكبيرة".
ويضيف فياض: "الجالية العربية مثل العديد من الجاليات الأخرى في المدينة، وقفت إلى جانب الدولة الأوكرانية بعد العدوان الروسي، وقدمت العديد من المساعدات للمواطنين، وللسلطات الرسمية، وأنا وغيري مصرون على البقاء في البلاد، وعدم المغادرة".
ويقول صالح الضاهر، رئيس منظمة الدرع لحقوق الإنسان في أوديسا، إنّ "الوضع منذ بداية الحرب الروسية أصبح صعباً في المدينة، وساهم أبناء الجالية العربية بإجلاء بعض أفراد الجالية من الطلبة والمقيمين إلى دول آمنة مثل مولدوفا ورومانيا، وهؤلاء بلغ عددهم نحو 4500 شخص".
من خلال 7 مراكز إسلامية، تلعب الجالية العربية دوراً مهماً في التعريف بالهوية العربية والإسلامية بين مكونات المجتمع، وخلال السنوات الأخيرة، شهدت اعتناق العديد من الأوكرانيين، ومن جنسيات أخرى، الإسلام،
من بين هؤلاء فيتالي الذي يقول لـ"العربي الجديد": "بعد رحلة بحث طويلة، وجدت في الإسلام الدين الذي أرغب في اتباعه نظراً لما شهدته من حسن أخلاق المسلمين في هذه المدينة".