تعد محطة نوفا كاخوفكا الكهرومائية الأوكرانية، الجاري إجلاء السكان من محيطها بعد تدمير سدها، الليلة الماضية، الدرج السادس (الأسفل والأخير) من سلسلة المحطات الكهرومائية على نهر دنيبرو، وهي واحدة من أهم عناصر منظومة الطاقة الموحدة في أوكرانيا.
تقع المحطة على بعد 100 كيلومتر من مصب دنيبرو في البحر الأسود، وعلى بعد 60 كيلومترا من مدينة خيرسون التي انسحبت القوات الروسية منها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويبلغ ارتفاع السد 30 متراً وطوله 3.2 كيلومترات، وكان يتم تشغيله بواسطة 28 صماما، وتبلغ القوة القصوى للمحطة 335 ميغاوات، كما يتم سحب المياه إلى قناة شمال القرم من أمام السد، ما يعني أن تدميره يهدد إمدادات المياه إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وتم تشغيل المحطة بكامل طاقتها في عام 1959، وسط سعي السلطات الشيوعية في الاتحاد السوفييتي آنذاك لإنجاز أكبر عدد ممكن من المشاريع العملاقة خلال فترة وجيزة.
وأتاح تشغيل المحطة حينها رفع منسوب المياه في دنيبرو بمقدار 16 مترا وتنظيم الملاحة بين خيرسون وزابورويجيا على مدار السنة، وأيضاً إنعاش الزراعة في القرم بواسطة منظومة متفرعة من القنوات.
ولما كانت بحيرة كاخوفكا الصناعية تتسع لـ18 كيلومترا مكعبا من المياه، فهذا يجعلها أكبر من البحيرات الواقعة أعلى مجرى دنيبرو مثل كييفسكويه وكريمينتشوغسكويه وكانيفسوكويه مجتمعة.
لكن هذا الكم الهائل من المياه العذبة تحول من مصدر رخاء إلى عنصر قلق بعد بدء الحرب الروسية المفتوحة على أوكرانيا في العام الماضي، وسط تحذيرات متكررة من وقوع المحطة الكهرومائية في قلب المعارك.
Russia blew up the dam of the Kakhovka hydroelectric power plant. What is happening and why it is dangerous? 🧵 pic.twitter.com/9VI2ukRobb
— SPRAVDI — Stratcom Centre (@StratcomCentre) June 6, 2023
تلك التحذيرات كتب لها القدر أن تتحقق الليلة الماضية بعد تدمير سد محطة كاخوفسكايا الكهرومائية، دون أن يتضح حتى الساعة من هي الجهة التي تقف وراء القصف على المحطة.
محطة زابوريجيا غير مهددة
أكدت إدارة محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا أنّ التدمير الجزئي لسد نوفا كاخوفكا الذي تستخدم مياهه لتبريد مفاعل المنشأة لا يمثل تهديداً لها.
وكتب مدير المحطة يوري تشيرنيتشوك على "تليغرام": "في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير"، مضيفاً "الوضع تحت سيطرة طواقم العمل".
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه ليس هناك "خطر نووي آني" في محطة زابوريجيا، وأوضحت المنظمة على "تويتر"، أنّ "خبراء الوكالة" الموجودين في الموقع "يراقبون الوضع عن كثب"، مع استخدام المحطة مياه النهر لتبريد وقود قلب المفاعل.
تواصل عمليات الإجلاء
تعمل السلطات الأوكرانية منذ صباح اليوم الثلاثاء، على إجلاء السكان من المناطق الخاضعة لسيطرتها في مقاطعة خيرسون على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو الذي يفصل أوكرانيا إلى الشطر الغربي الموالي للغرب والشرق الموالي لروسيا.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال عن تخصيص قطارات لإجلاء السكان من خيرسون إلى مدينة ميكولايف، مشيرا إلى أن تدمير المحطة يهدد 80 بلدة سكنية بالغمر.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية الأوكرانية في بيان تداولته وكالات إعلام أوكرانية وروسية: "تم وضع وحدات الشرطة الوطنية والهيئة العامة الأوكرانية بحالة طوارئ لإبلاغ وإجلاء السكان المدنيين من مناطق الغمر المحتمل بالضفة اليمنى لنهر دنيبرو، وتحديدا قرى نيقولايفكا وأولغوفكا ولفوفو وتياغينكا وبونياتوفكا وإيفانوفكا وتوكاريفكا وبونياتوفكا وبريدنيبروفسكويه وسادوفويه، وجزئيا مدينة خيرسون في جزيرة كورابيل".
وتم حث سكان هذه البلدات على فصل المعدات الكهربائية وجمع الوثائق والمستلزمات الضرورية واتباع تعليمات رجال الإنقاذ والشرطة.
إلى ذلك، أعلن عمدة نوفايا كاخوفكا الخاضعة لسيطرة روسيا فلاديمير ليونتييف أنه ليست هناك حاجة لإجلاء السكان من المدينة بسبب تهديد الغمر المحتمل، مقرا في الوقت نفسه بأنه قد يكون ضروريا لسكان بلدات واقعة أسفل مجرى دنيبرو.
وكشف ليونتييف، صباح اليوم، أن قصفا ليليا على محطة كاخوفكا الكهرومائية أسفر عن تدمير الصمامات، ما أدى إلى نزول المياه لأسفل المجرى.
بدوره، أفاد مصدر وكالة "تاس" الرسمية الروسية بأن سد المحطة دمر "بسبب الأضرار". وأكدت وكالة "إنترفاكس" الروسية هي الأخرى البيانات حول التدمير الجزئي للسد نقلا عن خدمة الطوارئ.