البندق... فوائد صحية وعقلية وتجميلية لا تحصى

27 اغسطس 2024
تعد تركيا أكبر مصدر للبندق في العالم (داود جينش/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تاريخ البندق وفوائده البيئية**
يعود تاريخ البندق إلى أكثر من ستة آلاف سنة قبل الميلاد، ويُعتبر رمزاً للحكمة والمعرفة في تقاليد الزفاف بشمال أوروبا. تستغرق أشجاره من ستة إلى ثمانية أعوام لتصبح منتجة، وتساهم في منع تآكل التربة واحتجاز الكربون.

- **الفوائد الصحية للبندق**
يُعد البندق مصدراً للطاقة وأحماض الأوميغا 3، مما يحسن الذاكرة وصحة القلب. يحتوي على مضادات الأكسدة التي تقلل الكولسترول والالتهابات، ويحتوي على 180 وحدة حرارية و17 غراماً من الدهون الصحية.

- **تحسين القدرات العقلية والجهاز الهضمي**
يُحسن البندق المزاج والذاكرة، ويقلل القلق. يُعتبر مصدراً للألياف، مما يساعد في مكافحة الإمساك وانتفاخ القولون. يحتوي على إنزيمات مضادة للأكسدة تقلل خطر السرطان، وزيته مفيد للبشرة والشعر.

ينصح كثير من الأطباء وخبراء التغذية بتناول أنواع المكسرات المختلفة، ويحتل مكانة متميزة بين المكسرات، فإلى جانب كونه محبباً للكثيرين، تتنوع أيضاً فوائده للجسد والعقل.

يشكل البندق حالة استثنائية بين مختلف أنواع المكسرات، إذ برز في الأدب العالمي من خلال القصة الشهيرة "كسارة البندق"، كما أنه يشكل واحداً من أشهى المأكولات بالنسبة للصغار، ويدخل في صناعة الكثير من السلع الغذائية المحببة لهم. 
عرفه البشر طعاماً مفضلاً منذ عصور ما قبل التاريخ، وهو يعتبر رمزاً للحكمة والمعرفة، والخصوبة، ويبرز ضمن تقاليد الزفاف في أنحاء شمال أوروبا، وكان ذلك واضحاً في الكتابات اليونانية والرومانية، حسب ما ذكره موقع شركة notherwest hazelnut. 
وبحسب دراسة بحثية قام بها مجموعة من العلماء في عام 1995، تبين أن تناول البندق يعود إلى أكثر من ستة آلاف سنة قبل الميلاد، وتوجد رسوم قديمة لأشجار البندق في العديد من البلدان، من بينها دول أوروبية، وخصوصاً اسكتلندا، وهي شائعة جداً في تركيا، وموجودة في الولايات المتحدة، كما تم العثور على رسوم لأشجار البندق في الحضارة الصينية القديمة.
تستغرق أشجار البندق من ستة إلى ثمانية أعوام حتى تصبح منتجة، وهي تعيش لفترات طويلة، لذا يطلق عليها اسم "الشجرة المعمرة"، ويتراوح ارتفاعها بين نحو مترين إلى ما يقارب ستة أمتار، وتمر دورة حياة هذا النبات بعدة مراحل قبل أن تصبح ثماره جاهزة للأكل، أو لاستخدامها في صناعة المأكولات.
خلال فصل الشتاء، تحمل الرياح حبوب اللقاح من الأزهار الذكرية إلى الأزهار الأنثوية، وبعد التلقيح، تبدأ حبات البندق بالتكون، وتكون جاهزة للحصاد في أواخر الصيف وأوائل الخريف. وتتمتع شجرة البندق ببنية جذر دائمة، وهذا يعني أنه بالمقارنة مع المحصول الذي يكمل دورة حياته بالكامل في موسم نمو واحد، فإنها تعتبر من بين الأشجار الأكثر كفاءة في منع تآكل التربة، والحد من جريان المياه المفرط.
وبينت دراسة للمكتبة الوطنية للطب الأميركي، أن بساتين البندق لديها إمكانات مواتية لاحتجاز الكربون، مما يعني أنها تلتقط كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي من خلال التمثيل الضوئي، وبحسب الدراسات، فهناك أكثر من 300 نوع من البندق، ولكل منها خصائصه المميزة.
ووفق بيانات التجارة العالمية للبندق، ​يبلغ متوسط ال​​صادرات 2.3 مليار دولار سنوياً في جميع أنحاء العالم، وأهم الدول المصدرة للبندق تركيا التي تنتج نحو 70.2% من الصادرات العالمية، وإيطاليا (8.7%) وجورجيا (7.4%)، وتعد كل من ألمانيا وفرنسا وكندا من أكثر الدول المستوردة.

يضاف البندق إلى كثير من الأطعمة والحلويات (ديميتار ديلكوف/فرانس برس)
يضاف البندق إلى كثير من الأطعمة والحلويات (ديميتار ديلكوف/فرانس برس)

البندق... فوائد صحية

وللبندق الكثير من الفوائد الصحية، إذ يعتبر مصدراً مهماً للطاقة، ولذا يتم التوصية باستخدامه لجميع أفراد العائلة. وتؤكد أخصائية التغذية ريما شقير لـ"العربي الجديد"، أن "البندق يعد من أساسيات الأنظمة الغذائية الهامة لدعم صحة الإنسان، فالزيوت التي يحتويها البندق، كغيره من أنواع المكسرات، لديها فوائد مهمة في دعم الصحة العقلية والجسدية، كما يعتبر البندق مصدراً لأحماض الأوميغا 3 الذهنية، والتي لها فوائد مختلفة، من بينها تحسين أداء الذاكرة، ودعم صحة القلب والأوعية الدموية، ما يعني أن تناول البندق يومياً يساعد في تحسين الدورة الدموية، وهو ما له تأثير مباشر في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب". 
وتوضح شقير: "إضافة إلى احتوائه على أوميغا 3، فإن البندق مليء أيضاً بمضادات الأكسدة التي يمكن أن تدعم الحفاظ على مستويات معتدلة من ضغط الدم، وتحتوي كمية صغيرة من البندق على كميات عالية من المركبات الفينولية التي تساعد في تقليل الكولسترول وتكافح الالتهابات". 

حول العالم
التحديثات الحية

تضيف: "تناول كمية من البندق تعادل من ست إلى ثماني حبات يومياً، يعد مناسباً لأصحاب الحميات الغذائية، على اعتبار أن هذه الكمية تحتوي على 180 وحدة حرارية (كالوري) فقط، ونحو 4.7 كاربوهيدرات، إضافة إلى وجود 17 غراماً من الدهون الصحية". 
ووجدت دراسة أجريت في عام 2018، أن هناك صلة بين استهلاك المكسرات وتقليل الوزن وانخفاض خطر الإصابة بالسمنة، وبحسب الدراسة التي نشرها موقع Healthline الطبي، فإن بعض المشاركين الذين تناولوا المكسرات، كانوا أقل عرضة لزيادة الوزن من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
ووفق شقير: "يساعد تناول البندق في دعم الجهاز الهضمي، على اعتبار أنه مصدر مهم للألياف، وبالتالي فإن تناوله مع وجبة الفطور أو خلال النهار، يساعد في مكافحة مشاكل الإمساك، وانتفاخ القولون، ومعالجة أمراض الأمعاء".

تحتجز بساتين البندق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون (Getty)
تحتجز بساتين البندق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون (Getty)

وبحسب دراسة لموقع WebMD الطبي الأميركي، فإن البندق، مثل أنواع عديدة من المكسرات، يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض السرطان. وتؤكد الدراسة أن الإجهاد التأكسدي يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، ويساعد إنزيم أكسيد المنغنيزيوم الفائق ديسميوتاز، وهو أحد الإنزيمات المضادة للأكسدة الموجودة في البندق، على تقليل الإجهاد التأكسدي، ما يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، كما أن وجود كمية من الفيتامينات والمعادن، من ضمنها فيتامين (هـ)، يساعد في حماية الخلايا من أنواع الضرر الخلوي التي يمكن أن تؤدي إلى السرطان.

تحسين القدرات العقلية

ويساعد البندق أيضاً في تحسين المزاج، ومحاربة أمراض الشيخوخة. وحسب دراسة صادرة عن المكتبة الوطنية الأميركية للطب، فقد تبين أن له قدرة على تحسين الذاكرة، وأنه كان جزءاً مهماً في العلاج الذي كان يستخدمه القدماء لمعالجة الخرف. وبحسب الدراسة، فقد تم تغذية الفئران ببذور البندق لمدة أسبوع واحد، وأظهرت النتائج أن ذلك أدى إلى تحسين وتقليل السلوك المرتبط بالقلق، والذي تم تقييمه باستخدام متاهة. 
وتنصح أخصائية التغذية ريما شقير بضرورة تناول البندق، أو استخدامه مع بقية المكسرات، أو إضافته إلى أطباق الطعام، أو حتى استخدام زيته في النظام الغذائي، كونه يوفر فوائد صحية مهمة لدعم الصحة، والحفاظ على توازن النظام الغذائي، كما أن زيت البندق يساعد في تحسين البشرة، ودعم نمو بصيلات الشعر، وبالتالي فإن له فوائد تجميلية أيضاً.

المساهمون