البحث عن غريق فلسطيني في بحيرة طبريا يتواصل لليوم الخامس

26 يوليو 2022
عكورة مياه بحيرة طبريا وبرودتها تعيق عملية البحث عن جثمان الغريق (جاك جويز/فرانس برس)
+ الخط -

تستمر أعمال البحث في بحيرة طبريا عن المفقود رائد محاميد (49 عاماً) من مدينة أم الفحم، بعد أن وقع في البحيرة يوم الجمعة الماضي 22 تموز/يوليو الحالي، في أثناء تجواله مع أصدقائه على متن زورق في البحيرة قرابة الساعة السادسة مساءً.

ولاقت حادثة غرق وفقدان رائد، وهو محامٍ له ثلاثة أبناء، تجاوباً اجتماعياً واسعاً، إذ شارك مئات المتطوعين في البحث عنه، وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغ "رائد محاميد بعده هناك" مع نشر صورته وطلب المشاركة في البحث عنه.

وتعالت الأصوات من جميع الأوساط في المجتمع منذ فقدان محاميد على تقصير واستهتار عمل السلطات الإسرائيلية في البحث عنه لأنه عربي، وفي حديث مع حليمة محاميد، زوجة المفقود رائد، قالت لـ"العربي الجديد": "بمشيئة الله يكون نتيجة، اليوم هناك أمل، يوم أمس، كان عندي صرخة من أعماق القلب، لأنني توجهت إلى البحيرة وكان القسم الأكبر من فرق الإنقاذ قد أنهوا عملهم، فصدمت وصرخت من أعماق قلبي. حتى الآن ذهبت مرة واحدة إلى شاطئ البحيرة. ان شاء لله يرجعوا لي رائد سالم".

من جهته، قال نائل محاميد، شقيق المفقود لـ"العربي الجديد": "يجب إدخال جهاز السونار، ماسح صوتي، وتم إعطائي وعداً من قبل السلطات بأنهم سيدخلون سونار تابع لنجمة داوود الحمراء اليوم. أول من أمس وعدوني باستخدام السونار، واعتذروا لأسباب تتعلق بتضاريس البحيرة كما قالوا".

وعبّر نائل عن شكره للمجتمع الفلسطيني "مجتمعنا هو كل الخير مجتمع مترابط متعاضد كل مرة يفاجئني للأفضل، أتلقى يومياً اتصالات لتقديم المساعدة بالقوارب وفرق الغطاسين من الشمال إلى جنوب البلاد. أتقدم بالشكر لهم جميعاً".

وتحضر المنقذة حمامة جميل، ابنة قرية جسر الزرقاء، الملقبة بابنة البحر من فجر يوم السبت في بحيرة طبريا، وهي تنام كل ليلة هناك وتشارك في البحث عنه، وتقول: "دخلت البحر اليوم في الساعة الرابعة فجراً وغطست وبحثت في البحيرة. كل يوم أغطس في البحيرة فجراً. أنا موجودة على شاطئ البحيرة منذ فجر يوم السبت، لم أترك البحيرة ولم أعد الى بيتي".

وأضافت جميل: "بحثنا مع متطوعين عرب غطاسين ومع مطورات وزوارق وقوارب على أنواعها منذ السبت، لا شيء يساعد حتى الآن، المياه عكرة جداً ولا يمكن أن نرى قعر البحيرة، نحن بحاجة إلى معدات حديثة لا نملكها نحن الغطاسين لكن الدولة تمتلكها، حتى الآن لم يدخلوا جهاز السونار".

وهبّ العشرات من فرق الغطاسين من المجتمع العربي للبحث عن المفقود في بحيرة طبريا، ومنهم جمعية "المرجان" من القدس التي تأسست عام 2015، وشاركت منذ ثلاثة أيام في أعمال البحث عن رائد في طبريا.

وفي حديث مع سمير الشريف، مدير جمعية المرجان، قال لـ"العربي الجديد": "نحن بالأساس نادي غوص مرخص دولياً ومحلياً، وجدنا أنفسنا مجبرين على العمل المجتمعي والتطوعي نتيجة حالات الغرق، نحن نقوم بعملية انتشال الجثث بأسلوب صامت حفاظاً على مشاعر العائلة، لدينا فرق مركز من 6 إلى 10 أشخاص تقوم بالعمل، ونعمل وفق برنامج عمل ممنهج. نشارك منذ ثلاثة أيام في البحث عن رائد ببحيرة طبريا، لكن المشكلة أنه عند غرق رائد، كان هناك عاصفة هوائية والريح نقلت مكان القارب إلى مكان آخر مختلف عن مكان الغرق، ما يصعب تحديد مكان الغرق".

وأضاف شريف: "حسب خبرتنا وتجاربنا في بحيرات بالعالم، السونار لن يساعد في بحيرة طبريا، بل يساعد في البحار، المشكلة أن المياه في قاع البحيرة باردة جداً وعكرة، ويحتاج عوم الجثة إلى وقت".

واختتم شريف أقواله: "تأسست الجمعية عام 2015 بعدما غرق علي أبو غريبة من القدس، في بحيرة طبريا، وتوجهت حينها العائلة لكي نساعد في البحث عنه، وهذا كان السبب في إنشاء الجمعية".