الاحتلال يحشر فلسطينيي غزة في رفح: 12 ألفاً في كيلومتر واحد

29 ديسمبر 2023
يتدفّق الفلسطينيون أفواجاً إلى رفح في أقصى جنوبي قطاع غزة (عبد الرحيم الخطيب/ الأناضول)
+ الخط -

كشفت الأمم المتحدة أنّ 100 ألف فلسطيني اضطرّوا إلى النزوح إلى منطقة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والقريبة من الحدود مع مصر في الأيام الأخيرة، الأمر الذي أدّى إلى حشر كلّ 12 ألف نسمة في كيلومتر مربّع واحد.

ويأتي ذلك على خلفية الهجمات التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المناطق الوسطى من القطاع المحاصر ومنطقة خانيونس الجنوبية، في إطار الحرب المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقد أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الجمعة، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي شنّت قصفاً عنيفاً على قطاع غزة من البرّ والجوّ والبحر طوال يوم أمس الخميس، موضحاً أنّ الوضع في خانيونس، التي تتعرّض لهجوم إسرائيلي مكثّف، وكذلك دير البلح (وسط)، دفع 100 ألف فلسطيني إلى التوجّه إلى رفح الحدودية.

أضاف المكتب الأممي أنّ رفح صارت تُعَدّ المنطقة الأكثر كثافة سكانياً في قطاع غزة، وفقاً للبيانات الأخيرة الصادرة في العشرين من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، والتي تظهر الاكتظاظ السكاني المسجّل في كلّ كيلومتر مربّع واحد من رفح، مع 12 ألف نسمة.

يُذكر هنا أنّ رقم 12 ألف قد يكون ارتفع في خلال الأيام التسعة الماضية، مع تزايد عدد الهاربين من آلة الحرب الإسرائيلية. وقد أدّى تدفّق النازحين إلى رفح إلى تفاقم الأوضاع بالمنطقة المكتظة أصلاً، في ظلّ محدودية الموارد.

أكثر من 85% من سكان غزة نازحون

وبحسب بيانات مختلف وكالات الأمم المتحدة المعنية، أدّى الهجوم الجوي والبري غير المسبوق الذي تشنّه القوات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى نزوح أكثر من 85 في المائة من سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.

وقد راحت أعداد كبيرة من الفلسطينيين تبحث عن مأوى في المناطق التي تدّعي إسرائيل أنّها آمنة، في حين أنّها تتعرّض بدورها للقصف بخلاف ادّعاءات الاحتلال. وهو ما خلّف شعوراً يائساً لدى الفلسطينيين بأنّ "لا مكان آمناً" في القطاع المحاصر والمستهدف، علماً أنّ الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تمضي في تكرار ذلك منذ الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي، من دون أن تتمكّن من إحداث أيّ فرق.

ويصل النازحون إلى رفح بالشاحنات والعربات وكذلك على الأقدام، ويبحثون عن مكان يؤويهم. ويعمد هؤلاء، الذين لم يتمكّنوا من العثور على أمكنة لهم في الملاجئ المكتظة بالفعل، إلى نصب خيام على جوانب الطرقات.

في سياق متصل، تقول مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما إنّ "الناس يستخدمون أيّ مساحة خالية لبناء الأكواخ. بعض منهم ينام في السيارات، وبعض آخر في العراء".

يُذكر أنّ العدوان الإسرائيلي الآخذ في الاتساع، والذي تسبّب في تدمير جزء كبير من الشمال بالفعل، يتركّز راهناً على مخيّمات اللاجئين في البريج والنصيرات والمغازي في وسط غزة، حيث سوّت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية المباني بالأرض.

وبالتزامن مع ذلك، ما زال العدوان مستمراً على شمالي القطاع الذي صارت مساحات كبيرة منه أشبه بمدينة أشباح، فيما تحوّلت مدينة خانيونس في الجنوب إلى ساحة معركة مشتعلة، لا سيّما أنّ سلطات الاحتلال تزعم أنّ قادة حركة حماس يختبئون في هذه المدينة.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون