المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال جلب إسرائيليين لمشاهدة تعذيب المعتقلين الفلسطينيين

12 فبراير 2024
786789
+ الخط -

كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، في تقرير له، عن جريمة جديدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، إذ أحضر جيش الاحتلال مجموعات من المدنيين الإسرائيليين ليشاهدوا ويصوروا بهواتفهم الخاصة جرائم التعذيب التي تُمارس ضدهم.

وتضمنت الشهادات الصادمة التي تلقاها المرصد الأورومتوسطي، من أسرى ومعتقلين فلسطينيين أفرج عنهم حديثاً، أنّ جيش الاحتلال استدعى عدداً من المدنيين الإسرائيليين خلال جلسات التحقيق معهم، لمشاهدة ما يتعرضون له من صنوف التعذيب والمعاملة غير الإنسانية، والتي تعمّد الجيش ممارستها في حضورهم.

انتهاكات بحق المعتقلين الفلسطينيين

وكان الأسرى والمعتقلون قد تعرّضوا للاحتجاز لفترات متفاوتة داخل مركز احتجاز في منطقة "زيكيم" على الحدود الشمالية من قطاع غزة، وآخر تابع لسجن "النقب"، بعد اعتقالهم خلال عمليات التوغل البري للاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع.

وقال المعتقلون المفرج عنهم لـ"الأورومتوسطي" إنّ جنود الاحتلال تعمّدوا عرضهم أمام المدنيين الإسرائيليين والادعاء بأنهم مقاتلون يتبعون لفصائل فلسطينية، وشاركوا في الهجوم على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي ومركزه جنيف بسويسرا في تقريره أنه وفقًا للشهادات التي تلقاها من المعتقلين الفلسطينيين، فإن مجموعات من المدنيين الإسرائيليين، يتراوح العدد في المجموعة الواحدة من 10 إلى 20 شخصًا سمح لهم بمشاهدة وتصوير الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المجردين من ملابسهم أثناء قيام جنود من جيش الاحتلال بضربهم بالهراوات المعدنية وعصي الكهرباء، وصبّ الماء الساخن على رؤوسهم، بالتوازي مع شتائم وإهانات لفظية وتهديدات للمعتقلين باللغة العربية.

وذكر "الأورومتوسطي" أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه الممارسات غير القانونية بتنفيذ التعذيب على مرأى من مدنيين إسرائيليين والسماح لهم بتوثيقها بهواتفهم.

الفلسطيني عمر أبو مدللة (43 عامًا) قال في شهادته لفريق "الأورومتوسطي": "تم اعتقالي من الحاجز المقام بالقرب من دوار الكويت الذي يفصل مدينة غزة عن المنطقة الوسطى، ضمن حملة اعتقالات عشوائية كانت تتم بناء على هيئة الأشخاص وأشكالهم، وقد تعرضت لتعذيب وتنكيل في جميع مراحل الاعتقال التي استمرت نحو 52 يومًا"، مشيرًا إلى أن جنودًا إسرائيليين "جلبوا مدنيين ليشاهدوا تعذيبنا ونحن عراة".

وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي أحضر عددًا من المدنيين الإسرائيليين في مراكز احتجازنا أثناء ضربنا، وكان يقول لهم هؤلاء مخربون من حماس قتلوكم واغتصبوا نساءكم في 7 أكتوبر، فيما كان المدنيون الإسرائيليون يصورون عملية الضرب والتنكيل والتعذيب التي تعرضنا لها عبر هواتفهم المحمولة، وكانوا يسخرون منا".

وتابع "حدث هذا الأمر خمس مرات أثناء احتجازي، مرة في "بركسات زيكيم"، وكنا معصوبي الأعين، ولكن أحد المعتقلين الذي كان يتحدث العبرية أبلغنا بأن الجنود كانوا يتحدثون إلى مدنيين إسرائيليين ويدَّعون بأننا مقاتلون تم القبض علينا، فيما تكرر الأمر ذاته أربع مرات أخرى في مركز الاعتقال في النقب، بإحضار مجموعات متتالية من الإسرائيليين داخل خيام ليشاهدوا تعذيبنا ويقوموا بتصوير الممارسات التي نتعرض لها من الجنود من دون أن يكون بيننا وبينهم أي احتكاك لفظي أو جسدي، وقد شاهدتهم بعيني في المرات الأربع لأننا لم نكن معصوبي الأعين في وقتها".

يتعمد جيش الاحتلال تعذيب المعتقلين الفلسطينيين عند حضور المدنيين، وكان هؤلاء الإسرائيليون أحيانًا يحضرون كلابهم معهم للنباح على الأسرى

وعندما حاول أحد المعتقلين ممن يتحدثون اللغة العبرية توضيح حقيقة الأمر للمدنيين الإسرائيليين بأنهم مدنيون ولا علاقة لهم بأي أنشطة عسكرية، "لم يجد ذلك نفعاً"، وفقاً لأبو مدللة، مشيراً إلى أنه تعرّض لتعذيب نفسي وجسدي شديد "لكن جلب مدنيين إسرائيليين ليوثقوا مشاهد التعذيب بادعاء جنود الجيش بأننا قتلنا واغتصبنا أقاربهم كان أمرًا مختلفًا ومشينًا".

كما أفاد المواطن "ض.ح" (42 عامًا) لـ"الأورومتوسطي": "خلال فترة اعتقالي، كان يتم إحضار مدنيين إسرائيليين لمشاهدة عمليات التنكيل والتعذيب التي كنا نتعرض لها، والتي كان يتعمد الجيش البدء فيها عند حضورهم، وكان هؤلاء الإسرائيليون أحيانًا يحضرون كلابهم معهم للنباح علينا، وكانوا يقومون بتصويرنا بهواتفهم الخاصة من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة "تيك توك"، وكان الجنود أنفسهم يقومون بالشيء ذاته.

تضارب رواية جيش الاحتلال

واستغرب المرصد الأورومتوسطي من تضارب ادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن من اعتقلهم وعذّبهم من المدنيين الفلسطينيين بحضور مجموعات مدنية إسرائيلية كانوا مقاتلين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر الماضي، مع الإفراج عنهم لاحقًا، ما يؤكد أن الرواية الإسرائيلية مغلوطة وغير صحيحة، واستخدمت للانتقام من المعتقلين الفلسطينيين والاعتداء على كرامتهم بكافة الوسائل.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن "جرائم التعذيب والمعاملة اللاإنسانية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفقًا لنظام روما الأساسي، وأن سلوك الجيش الإسرائيلي بتحويل هذه الممارسات إلى فقرات استمتاع لمدنيين إسرائيليين، وتصويرهم، ينطوي على اعتداء خطير على كرامة هؤلاء الأشخاص، ومعاملتهم معاملة مهينة وحاطّة بالكرامة، مما يشكل بحد ذاته جريمة حرب".

وحذر الأورومتوسطي من مغبة إقحام المدنيين الإسرائيليين في مراكز الاعتقال والاحتجاز، وعرض المعتقلين الفلسطينيين أمامهم خلال التعذيب وتركهم يستخدمون هواتفهم الشخصية في توثيق تلك الممارسات اللاإنسانية باعتباره نهجًا انتقاميًا، ويندرج في إطار ترويج مزيف لرواية إسرائيلية، ويكرّس من حالة التطرف ويغذي الكراهية ويؤجج الرأي العام الإسرائيلي الداخلي باتجاه ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات ضد الفلسطينيين.

وشدد على أن الغالبية العظمى ممن تم اعتقالهم من داخل قطاع غزة يخضعون للاحتجاز التعسفي دون توجيه تهم لهم أو عرضهم على القضاء، ولم يتم اتخاذ أي مقتضيات قانونية بحقهم، فيما يحرمون من المحاكمة العادلة ويتعرضون للإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، داعيًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تفقد مراكز وسجون احتجاز الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والتحقيق فيما يتعرضون له من انتهاكات وجرائم مروعة، والعمل على الكشف عن مصيرهم فورًا.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن الممارسات الإسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين مخالفة واضحة لما ورد في المواثيق والأعراف الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، بما في ذلك حظر قيام سلطة الاحتلال بنقل الأسرى من الأرض المحتلة إلى مراكز الاحتجاز في أراضيها، أو إخفائهم قسريًا، أو تعذيبهم، أو الاعتداء على كرامتهم، أو معاملتهم معاملة تحط من كرامتهم الإنسانية.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة في عمّان تطالب بكسر حصار غزة \ 8 11 2024 (العربي الجديد)

سياسة

نُظمت مسيرة حاشدة في وسط العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الجمعة، دعا خلالها المشاركون إلى كسر الحصار عن شمال غزة ووقف العدوان المتواصل على فلسطين ولبنان.
الصورة

سياسة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة عزون شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط انتشار عسكري كثيف
الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
أمام السفارة الأميركية في لندن، 2 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج أكثر من مائة ألف متظاهر وسط العاصمة البريطانية لندن للتنديد بموقف الحكومة البريطانية الداعم لحرب الإبادة في غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان
المساهمون