الاحتلال الإسرائيلي يخنق فلسطينيي غزة أكثر فأكثر وسط اجتياح رفح

19 مايو 2024
فلسطينيون نازحون وسط اجتياح رفح، 17 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم لليوم الثالث عشر يمنع دخول 3000 شاحنة مساعدات وخروج 690 مريضاً وجريحاً، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة خلال العمليات الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
- نزوح حوالي 800 ألف فلسطيني وتحذيرات من تدهور ظروف العيش بسبب الاجتياح الإسرائيلي، مع عدم وجود مكان آمن في قطاع غزة، تعكس الوضع الإنساني الخطير.
- اتهامات للإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بتقاعسهم عن منع الإبادة الجماعية ومطالبات بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب وفتح المعابر لإدخال المساعدات، وسط تعقيدات إضافية بخروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة.

في ظلّ العملية الإسرائيلية البرية المستمرّة في رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأنّ الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال ثلاثة آلاف شاحنة مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع المحاصر، ومنع كذلك 690 مريضاً وجريحاً من الخروج إلى بلدان أخرى لتلقّي العلاج، بسبب إغلاق معبرَي رفح وكرم أبو سالم لليوم الثالث عشر على التوالي، الأمر الذي "يضاعف الأزمة الإنسانية العميقة". ويفاقم اجتياح رفح من معاناة الفلسطينيين المحاصرين في القطاع، فهو يأتي في سياق الحرب المدمّرة التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان أصدره اليوم الأحد، أنّه في سياق اجتياح رفح الذي حذّرت منه جهات عديدة، يمنع الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث عشر على التوالي إدخال المساعدات الغذائية والتموينية والأدوات والمستلزمات الطبية، ويمنع إدخال الوقود إلى المستشفيات وإلى الأجهزة التي تقدّم الخدمات الإنسانية، وكذلك يمنع سفر الجرحى والمرضى بعد احتلال معبر رفح الحدودي مع مصر وإغلاق معبر كرم أبو سالم. ويمثّل هذا، بحسب المكتب الحكومي، "خطورة واضحة في ظلّ انهيار المنظومة الصحية" واستهداف المستشفيات وتدميرها وحرقها وإخراجها عن العمل بصورة كاملة، مشيراً أنّ من شأن ذلك أن "يعزّز ارتكاب الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية" في القطاع.

في سياق متصل، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ نحو 800 ألف فلسطيني نزحوا منذ بداية اجتياح رفح وقد هجّرهم الاحتلال منها، خصوصاً نحو وسط قطاع غزة مع تفاقم العمليات العسكرية هناك. وإذ بيّنت وكالة أونروا، في تدوينة نشرتها على منصّة إكس اليوم الأحد، أنّ العائلات المهجّرة تنزح بحثاً عن الأمان، حذّرت من أنّ ظروف العيش تتدهور يوماً بعد يوم، وأن "لا مكان آمناً في قطاع غزة"، وهو ما تمضي بتأكيده منذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. 

اجتياح رفح مستمرّ رغم التحذيرات

وبيّن المكتب الإعلامي الحكومي أنّ إدارة الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لم تقم بواجبها ولم تمارس الدور المطلوب منها من أجل منع الإبادة الجماعية، بل منحت الاحتلال "الضوء الأخضر للاستمرار في جريمة الإبادة الجماعية، ومواصلة سياسات التجويع والحصار في مخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". ومن ثم، حمّل المكتب الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي كاملاً "مسؤولية استمرار حرب الإبادة الجماعية، وندين استمرار هذه الجريمة بكلّ العبارات، ونطالب كلّ دول العالم الحرّ والمنظمات الدولية والأممية إلى إدانة هذه الجريمة المستمرّة" منذ أكثر من سبعة أشهر.

ومع مضيّ قوات الاحتلال في اجتياح رفح من دون إيلاء أيّ أهميّة للتحذيرات الدولية والأممية التي تتخوّف من كارثة إنسانية كبرى، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "كلّ دول العالم الحرّ والمنظمات الدولية والأممية (الوكالات التابعة للأمم المتحدة) بـ"الضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية، وفتح المعابر فوراً قبل وقوع الكارثة الإنسانية، والسماح بإدخال المساعدات لأكثر من 2.4 مليون إنسان يعيشون في قطاع غزة، من بينهم مليونا نازح يعيشون على المساعدات بصورة أساسية ووحيدة".

من جهتها، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأحد، من النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لتقديم خدمات الطوارئ والعمليات والرعاية الأولية وغيرها إلى من يحتاجها، الأمر الذي يهدّد حياة المرضى والجرحى، مع استمرار إغلاق معبرَي رفح وكرم أبو سالم وسط عملية اجتياح رفح المتواصلة. أضافت وزارة الصحة أنّ رصيد المستشفيات وأماكن تقديم الخدمة من المستلزمات الطبية صار "صفراً" الأمر الذي يهدّد حياة المرضى والجرحى بالخطر. وناشدت الوزارة كلّ المؤسسات الإنسانية والأممية والدولية العمل من أجل توفير المستلزمات الطبية وإدخالها في ظلّ استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي وسيطرته على كلّ معابر قطاع غزة.

الدفاع المدني في غزة: "كمال عدوان" خارج الخدمة

من جهة أخرى، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في شمال قطاع غزة، اليوم الأحد، أنّ مستشفى كمال عدوان في مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع خرج عن الخدمة في ظلّ تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي وقصفه المتواصل محيط المستشفى. وأوضح الدفاع المدني أتى "في ظلّ تهديدات الجيش الإسرائيلي وقصفه المتواصل لمحيط المستشفى".

أضاف الدفاع المدني الفلسطيني في شمال قطاع غزة أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق قذائفه المدفعية في اتجاه مستشفى العودة في منطقة تلّ الزعتر بجباليا. وذكر أنّ فرق الإنقاذ والأطقم الطبية "انتشلت مئات الشهداء في جباليا من جرّاء القصف الإسرائيلي"، في حين أنّ آخرين ما زالوا "تحت الأنقاض".

وبعد أيام من اجتياح رفح الذي يخنق الفلسطينيين المحاصرين والمستهدفين أكثر فأكثر، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات توغّل جديدة في جباليا وعدد من المناطق المحيطة تحت غطاء ناري كثيف، في 11 مايو/ أيار الجاري، واستهدفت عشرات المنازل والبنية التحتية في المخيم الذي يقطنه عشرات الآلاف من سكانه ومن النازحين إليه من مناطق أخرى في شمال القطاع المعزول عن الوسط والجنوب. وقد أمرت حينذاك، قبل ثمانية أيام، جميع السكان والنازحين في مناطق جباليا وأحياء السلام والنور وتلّ الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا وعزبة ملين وأحياء الروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور بإخلائها فوراً، والتوجّه نحو "المأوى" في مناطق واقعة غربي مدينة غزة الشمالية.

المساهمون