الأقساط الجامعية هاجس يرافق الطلاب في شمال غرب سورية

22 أكتوبر 2023
يعاني الشمال السوري من غلاء المعيشة وضعف الموارد (العربي الجديد)
+ الخط -

مع انطلاق العام الدراسي الجامعي الجديد في شمال غرب سورية، تبرز أزمة تأمين القسط الجامعي وتصبح محور أغلب أحاديث الطلاب وذويهم في ظل ضيق  ذات اليد وارتفاع تكاليف الحياة.

بحسبة بسيطة، يخبرنا الحاج مصطفى العواد أنه مضطر لدفع أكثر من 500 دولار كلفة دراسة ولديه في الجامعة، يقول العواد لـ"العربي الجديد": "عندي ولدان يدرسان في كلية الآداب بجامعة إدلب، ويبلغ قسط كل واحد منهم 150 دولاراً، تضاف إليها مائة دولار ما بين أجور نقل للجامعة وثمن محاضرات وقرطاسية، وهو مبلغ ضخم على غالب فئات الشعب".

يضيف العواد: "أنتظر موسم الزيتون، وكلّي أمل أن يكون الموسم جيداً ليؤمن مؤونة البيت من الزيت والزيتون، وأن يفيض ما يكفي لدراسة الأولاد، وفي حال لم يكن الموسم كافياً سيضطر أولادي لإهمال الدوام في الجامعة والاعتماد على الدراسة في المنزل، إذ لا أملك مورداً آخر ممكن أن يسد احتياجاتهم الجامعية".

وتابع العواد: "لا أعرف التقييم الذي وضعت على أساسه الرسوم الجامعية، دون مراعاة وضع الأهالي في الشمال السوري، فتأمين مائة وخمسين دولاراً كل عام ليست بالأمر السهل، ويقف غالب الأهالي عاجزين عن دفعها ما يجبرهم على الاستدانة على أمل توفر مورد دخل آخر وتسديدها".

من جانبه يقول علاء العبد الل، طالب في كلية العلوم بجامعة إدلب لـ"العربي الجديد"، إن والده عاجز عن دفع كلفة دراسته وشقيقه الذي يدرس في كلية الهندسة، إذ لا يتوفر لديهم أي مصدر دخل، وحياة النزوح استهلكت مخزونهم المادي، وهو ما دفعه للعمل في أحد مطاعم المدينة بدوام مسائي ليتمكن من جمع كلفة دراسته ويساهم ببعض نفقات المنزل".

يضيف علاء: "أتقاضى شهرياً ما بين 100 إلى 125 دولاراً شهرياً، أدفع نصفها كمصروف في المنزل، وأوفر الباقي لدفع قسط الجامعة حتى لا أفقد دراستي، رغم حاجتنا الملحة لمزيد من الدخل في المنزل".
تأثرت دراسة علاء نتيجة قضاء غالب وقته في العمل من دون أن يتمكن من مجاراة زملائه والاطلاع على المنهاج أولاً بأول، لكن أمام حلين أحلاهما مر حسب قوله، ففضل متابعة الدراسة والعمل حتى لو رسب في إحدى السنوات والمهم لديه أن يستمر في السعي للحصول على شهادته الجامعية".

تتراوح رسوم الدراسة الجامعية في الشمال السوري ما بين 150 دولاراً إلى 250 دولاراً في الجامعات العامة، بينما تصل رسوم الجامعات الخاصة لأكثر من 1500 دولار، بحسب من التقيناهم من الطلاب، وهو ما جعل الجامعات الخاصة حكر على فئة صغيرة من المجتمع.
في سياق آخر تدفع بعض المنظمات والجمعيات الخيرات الرسوم الجامعية للطلاب العاجزين عن الدفع بعد التأكد من وضعهم المادي، إلا أن مشكلة المصروف والتنقلات نحو الجامعة تبقى مشكلة لا يمكن الاستهانة بها.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

يقول سعيد العمري وهو طالب في كلية طب الأسنان بجامعة حلب ويقيم في إدلب لـ"العربي الجديد": "الدوام في الكليات التطبيقية يعتبر إلزامياً ما يفرض علي الإقامة في إعزاز واستئجار منزل مع بعض الأصدقاء، أتكلف شهرياً 25 دولاراً أجرة منزل ومثلها ثمن طعام بالحد الأدنى، ما يعني أنني سأدفع ضعف قسطي الجامعي ثمن الإقامة في إعزاز، فضلاً عن أجور النقل والمواصلات والتي تعتبراً هاجساً آخر لكل طالب جامعي".

يأمل من التقيناهم من الطلبة أن تتوجه المنظمات التعليمية لدعم الجامعات بشكل مباشر، وهو ما يخفض قيمة الأقساط أو يجعلها رمزية وبالتالي تبقى باقي المصاريف أقل صعوبة كونها موزعة على كامل العام الدراسي.

المساهمون