يكشف إعلان السلطات الأردنية المتوالية ضبط عمليات تهريب مخدرات من سورية، أنها في حالة حرب متواصلة. وأحبطت البلاد اليوم الخميس محاولة تهريب 15 كيلوغراماً من حبوب الكبتاغون المخدرة في مركبة في مركز جمرك جابر (نصيف) الحدودي مع سورية.
وقال الناطق الإعلامي لدائرة الجمارك فادي القضاة في بيان إنه "تمّ الاشتباه بمركبة خصوصية، وفي أثناء التفتيش الدقيق وجدت المضبوطات مخبأة بطريقة فنية متقنة بإحكام داخل جسم المركبة. وعلى الفور، تمّ تنظيم محضر ضبط أصولي بالمحتويات المهربة، وتسليمها مع السائق إلى إدارة مكافحة المخدرات لإجراء المقتضى القانوني".
وقبل 4 أيام، أحبط الجيش الأردني عملية تهريب كبيرة، وعثر على 154 كفّ حشيش و900 ألف حبة كبتاغون. وخلال الأسبوع الحالي، أعلنت الأجهزة الأمنية إحباط عدة محاولات تهريب، منها ضبط مركبات شحن على الحدود الشمالية محملة بكمية من الخُضَر ضُبط بداخلها 358 ألف حبة كبتاغون كانت مخبأة بشكل غير ظاهر داخل صناديق خشبية، وأُلقي القبض على 3 أشخاص، أحدهم من جنسية عربية تورطوا بالقضية.
وفي قضية ثانية، أُلقي القبض على شخص صُنّف بأنه خطير بعد متابعته، وتمت مداهمة مكان وجوده غربي العاصمة، وأُلقي القبض عليه وضُبطت بحوزته كمية من مادة الكوكايين المخدرة، بالإضافة إلى القبض على شخصين من المتورطين معه بترويج المخدرات.
وتمكن العاملون في إدارة مكافحة المخدرات من القبض على مطلوب بعد تحديد مكان وجوده في محافظة البلقاء، وضبط وبحوزته 500 حبة مخدرة وكمية من مادة الحشيش وسلاحان ناريان.
ويواجه الأردن منذ سنوات تحديات كبيرة على الحدود الشمالية تهدد أمنه واستقراره وتستنزف موارده؛ فالحرب المستمرة في سورية ساهمت في زيادة تهريب المخدرات والعمليات الإرهابية.
وبحسب بيانات أخيرة صادرة عن القوات المسلحة الأردنية، رصدت الكثير من شبكات التهريب العاملة ضمن المنطقة الجنوبية السورية، وأحبطت الكثير من عمليات التهريب منذ بداية العام بواقع 20 مليون حبة كبتاغون و20 ألف كف حشيش و78 ألف حبة ترامادول، وتمكن الجيش من قتل واعتقال عشرات المهربين.
وقالت عضو التحالف الوطني لتعزيز مكافحة المخدرات في الأردن، المنبثق من منظمة النهضة العربية (أرض)، خولة الحسن، في حديث لـ "العربي الجديد": "ما يحدث هو حرب مخدرات. من هنا يجب أن تكون الجهود أكثر فاعلية. فالأردن يواجه عصابات تمارس جريمة منظمة عابرة للحدود ربطت انتشار المخدرات بالبيئة الحاضنة للإرهاب".
واعتبرت الحسن أن أكبر تحدٍّ يواجه السلطات، كمية المخدرات التي تحاول عصابات التهريب إدخالها إلى البلاد بكميات كبيرة وغير مسبوقة، مشيرة إلى أنه في سورية نحو 450 مصنعاً للمخدرات. أضافت: "الموضوع أكبر من محاولة تهريب، إذ إنه نتيجة للأوضاع السياسية والاقتصادية"، مشيرة إلى أن أجر المهربين الذين يتولون إدخال كميات من المخدرات عبر الحدود إلى الأردن يزيد على 10 آلاف دولار لكل عملية، وهو مبلغ كبير ومغرٍ للكثير من الأشخاص.
ودعت إلى تكاتف الجهود بين الجميع للحد من انتشار المخدرات وتعاطيها في البلاد، خصوصاً أن الأردن كان سابقاً منطقة عبور، لكن الأوضاع مختلفة اليوم، مشيرة إلى أهمية تعزيز الردع بشكل علمي ومدروس حتى لا يعود المدمن إلى تعاطي المخدرات مرة أخرى. وتشير إلى الدور الكبير الذي تقوم به قوات حرس الحدود، وخصوصاً أن عصابات التهريب مجموعات ذات خلفية عسكرية ومنظمة.
أضافت: "لا يمكن السيطرة على الحدود بشكل مطلق، وخصوصاً عندما تكون هناك ظروف جوية تساعد المهربين على إدخال المخدرات، ما يفسر وجود كميات كبيرة من المخدرات في البلاد، بدليل ارتفاع جرائم المخدرات في الأردن، الأمر الذي يتطلب فرض إجراءات أكثر صرامة لضبط شبكات التسويق الداخلية".
وقالت: "لا يمكن الحد من مشكلة المخدرات في الأردن من دون وعي مجتمعي ومتابعة شديدة لارتباطات المهربين داخل البلاد".