ارتفاع حالات الانتحار شمال غربي سورية: رجل ينهي حياته بقرص غاز

09 أكتوبر 2022
تردي الأوضاع في إدلب يساهم في تزايد حالات الانتحار (Getty)
+ الخط -

شهدت الآونة الأخيرة ارتفاع نسبة حالات الانتحار في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، كان آخرها إنهاء رجل في العقد السادس من عمره حياته بقرص غاز (حبوب الغلّة)، بعد أن أحرق منزله الكائن في بلدة سرمين شرقي محافظة إدلب شمال غربي سورية.

محمد عبود من مدينة سرمين قال لـ"العربي الجديد" إن المنتحر هو "جمال حاج حسين الذي يبلغ من العمر 60 عاماً"، موضحاً أن "حاج حسين أضرم النار في منزله وسط بلدة سرمين، الأربعاء الماضي، مما تسبب باحتراق المنزل بالكامل، ونجاة زوجته بعد أن استطاع مدنيّون قريبون من المكان إخراجها".

وأضاف عبود أن "الرجل أقدم على تناول قرص غاز، بعد إضرامه النار بالمنزل، مما تسبب بوفاته عقب نقله إلى المستشفى القريب من البلدة، فيما لم يتبيّن سبب انتحاره وإضرام النار في منزله".

وبيّن عبود أن "السبب الرئيسي حول إقدام الرجل على الانتحار غير معروف، ويعيش حياته مع أسرته دون وجود أي مشكلات عائلية، ويعد من الطبقة المتوسطة مادياً".

إلى ذلك قال محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، لـ"العربي الجديد"، إن عدد محاولات الانتحار في مناطق شمال غربي سورية منذ بداية العام الحالي 2022 وحتى السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول بلغ 64 حالة، منها 21 حالة فاشلة، ويقدّر عدد حالات الانتحار حول العالم بـ800 ألف حالة سنوياً.

وأوضح الحلاج أن "78% من حالات الانتحار هي لأشخاص من ذوي التعليم المتوسط والابتدائي، في حين تشكل النساء نسبة 37% من حالات الانتحار و42% من الحالات الفاشلة، أما الأطفال فيشكلون نسبة 32% من الحالات".

وعن المواد المستخدمة في عمليات الانتحار فهي الجرعات الطبية الزائد، وأقراص الغاز، وفق الحلاج.

وأقراص الغاز أو "حبوب الغلّة" هي حبوب سوداء اللون تستعمل عادة لتعقيم المحاصيل والغلال الزراعية لحمايتها من الحشرات والآفات، مكوّنة من الفوسفين أو فوسفيد الهيدروجين، وعندما تتعرض هذه الأقراص لدرجة حرارة ورطوبة مناسبة تنطلق منها غازات فوسفيد الهيدروجين، وثاني أكسيد الكربون، والأمونيا، وهي غازات شديدة السمية تتلف أجهزة الجسم الحيوية عبر منع الخلايا من الاستفادة من الأوكسجين. وبحسب الأطباء فإنه لا يمكن إنقاذ حياة من يبتلع القرص، سواء من خلال غسيل المعدة أو أي وسيلة أخرى.

وعن أسباب ارتفاع نسبة حالات الانتحار في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، قالت الاختصاصية النفسية منى الجاسم لـ"العربي الجديد" إن "عدة عوامل كانت لها السبب الأكبر في محاولات الانتحار، أهمها العوامل الاقتصادية، والاجتماعية، جزء بسيط عوامل أخلاقية".

وأفادت الجاسم أن "العوامل الاقتصادية تتمثل بالفقر المنتشر بالمنطقة، حيث يصل الأمر بالرجل المسؤول عن العائلة إلى مرحلة عدم الوعي واتخاذه قرار الانتحار".

أما الأوضاع الاجتماعية "فتتمثل بغياب الرعاية الأسرية نتيجة التفكك الأسري والمشكلات العائلية، إضافة لانتشار المواد المخدرة بكثرة وخاصة في مناطق ريف حلب الشمالية"، بحسب ما أدلت الجاسم.

فيما تطرقت الجاسم إلى الحلول التي من الممكن العمل عليها للحد من ظاهرة انتشار الانتحار، مشيرة إلى أنه "لا بد من توفير جلسات دعم نفسي للطبقات والفئات المقيمة في المخيمات، والمطلقات، والفقراء، إضافة لأهم طبقة وهي طبقة المراهقين من الفتيات والفتيان".

المساهمون