أكدت وزارة الموارد المائية العراقية، اليوم الجمعة، أنّ العاصمة التركية أنقرة ستشهد في وقت لاحق من الشهر الحالي اجتماعاً لبحث القضايا المتعلقة بحصة العراق المائية القادمة من تركيا، في إشارة إلى نهري دجلة والفرات وتراجع منسوب النهرين بالفترة الأخيرة، وسط تحذيرات من تأثير ذلك على قطاعات مختلفة، وخصوصاً في مجال الزراعة التي يقول مسؤولون عراقيون إنها تراجعت خلال الموسم الحالي بسبب شحّ المياه.
وقال وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنّ اجتماعاً فنياً مرتقباً سيُعقد بالعاصمة التركية في الحادي والعشرين من الشهر الحالي، موضحاً أنّ "الاجتماع سيناقش الإطلاقات المائية على نهري دجلة والفرات، وتفعيل بروتوكولات التعاون في مجال المياه".
وأكّد مسؤول في وزارة الموارد المائية العراقية أنّ العراق أجرى خلال الأسابيع الماضية اتصالات مكثّفة مع دول المنبع، وهي إيران وتركيا، لإقناعها بزيادة إطلاقات العراق المائية، بعد التراجع الكبير لمنسوب المياه في البلاد، موضحاً لـ "العربي الجديد" أنّ هذه الاتصالات ستكلّل بزيارات لوفود عراقية إلى الدولتين بهدف التوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف.
وأشار إلى أنّ العراق تحمّل ضرراً كبيراً نتيجة لقلة إيرادات المياه التي تصله، وأضاف أنّ الزراعة كانت القطاع الأكثر تضرراً، بحسب ما تشير إليه بيانات وزارة الزراعة التي أوضحت أنّ الضرر الأكبر كان في محافظة ديالى، شرقي البلاد، التي تعاني من شحّ المياه التي تأتي من إيران.
ونهاية الشهر الماضي، أكّد وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني، أنّ وفداً عراقياً رسمياً سيتوجه إلى طهران لبحث قطع السلطات الإيرانية المياه عن العراق، وذلك في تعليق عراقي حكومي على تراجع المياه من الروافد القادمة من إيران، التي تصب في نهر دجلة، وأثّرت في الأسابيع الأخيرة بشكل واضح على محافظة ديالى شرقي البلاد.
وأشار الحمداني إلى موافقة الجانب الإيراني على هذه الزيارة التي ستتم بناءً على طلب من العراق، وأوضح أنّ بلاده تهدف إلى إطلاق إيرادات الماء من إيران، وأضاف: "نحن نعلم جيداً أنّ هذه السنة شحيحة انحسرت فيها الأمطار، ولم يتكوّن فيها غطاء ثلجي بنسبة كبيرة، والضرر أصاب الجميع، فانخفضت المياه في كلّ الخزانات، سواء في إيران أو تركيا، أو في العراق، لكن يجب علينا أن نتقاسم الضرر".
ودعا نائب رئيس لجنة المياه والزراعة في البرلمان العراقي، منصور البعيجي، في وقت سابق، إلى تدخل الحكومة للضغط على دول المنبع من أجل زيادة حصة العراق المائية.
وأضاف أنّ على الحكومة العراقية ألّا تتخذ موقف المتفرّج تجاه ما يجري، مشيراً إلى أنّ قلة الإطلاقات المائية ستتسبّب في تدمير الزراعة، على حدّ قوله.