إطلاق حملة وطنية لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام والمرضى

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
02 نوفمبر 2021
إطلاق حملة لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين
+ الخط -

أعلنت المؤسسات الفلسطينية العاملة في دعم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، إطلاق حملة وطنية لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري (بلا تهمة)، وإنقاذ حياة الأسرى المرضى وعلى رأسهم الأسير ناصر أبو حميد، الذي اكتشف مؤخراً إصابته بالسرطان.

وخلال الاعتصام الأسبوعي لإسناد الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة، الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، أعلن رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان أن تلك الحملة ستواصل فعاليتها ابتداءً من اليوم الثلاثاء، إضافة إلى فعاليات ستنطلق الخميس والأحد المقبلين وسط رام الله، والثلاثاء المقبل أمام مقار الصليب الأحمر الدولي.

وحذر مسؤولون فلسطينيون في مؤسسات الأسرى من الوضع الصحي الخطير للأسرى المضربين عن الطعام، ومن اتباع سلطات الاحتلال أساليب جديدة في التعامل معهم.

وقال شومان على هامش الاعتصام، لـ"العربي الجديد"، "إن الجديد في سياسة الاحتلال في الرد على الإضراب، أن إدارة السجون والحكومة الإسرائيلية تريدان لهؤلاء الأسرى أن يرتقوا شهداء ولا تريد الاستجابة لمطالبهم العادلة والإنسانية، حيث ثبّت الاحتلال الحكم الإداري للأسير كايد الفسفوس، الذي يعاني من أوضاع صحية خطيرة، وقد دخل في يومه الـ111 من الإضراب".

وأضاف شومان "واضح تماماً أن هناك قراراً مسبقاً من إدارة سجون الاحتلال والحكومة الإسرائيلية بعدم الاستجابة لمطالب الأسرى، وهذه المرة الأولى التي يتخذ مثل هذا القرار، وإن لم يكن بإعلان رسمي، يريدون إنهاء أسطورة الإضرابات الفردية داخل السجون الإسرائيلية، ولو أدى ذلك إلى استشهاد أحدهم".

من جانبه، أوضح وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عبد القادر الخطيب، لـ"العربي الجديد"، أن وضع الأسرى المضربين خطير جداً، ودخلوا في دائرة الخطر الحقيقي من الناحية الطبية، وأن ذلك مثبت من خلال تقارير طبية حصلت عليها هيئة الأسرى من خلال زيارات المحامين للأسرى، وأكد الخطيب أن هناك توجهاً أو سياسة جديدة عند إدارة السجون، وهو إهمال مطلب الأسرى حتى لا تتكرر مثل هذه التجارب النضالية التي تحرج الاحتلال.

وحول الخطوات الفلسطينية المقابلة لتلك السياسة الإسرائيلية، قال الخطيب: "إن هنالك العديد من الاتصالات الدبلوماسية والسياسية مع جهات دولية متعددة، للضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى".

بدوره، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي أحمد نصر، لـ"العربي الجديد"، "إن قضية هؤلاء الأسرى عادلة وبحاجة إلى تضامن الجميع والوقوف إلى جانبهم وإعلاء صوتهم وخوض المعركة معهم، فهي ليست معركة تخص الأسرى والحركة الأسيرة، بل تخص كل الشعب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال".

فلسطينيون يعتصمون نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل (العربي الجديد)

ورفع المشاركون صور المضربين عن الطعام، إضافة إلى صور الأسير المريض ناصر أبو حميد وعدد آخر من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وفي جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، نظمت الحركة الطلابية وقفة مساندة للأسرى المضربين عن الطعام ومسيرة داخل أسوار الجامعة دعماً للأسرى.

وقالت عضو الهيئة الإدارية لحركة الشبيبة الفتحاوية في جامعة بيرزيت تيما سعد، لـ"العربي الجديد"، "إن الحركة الطلابية نظمت، اليوم، هذه الوقفة التضامنية إسناداً للأسرى، في ظل وصولهم إلى عشرات الأيام من الإضراب وتخطي عدد منهم حاجز المئة يوم"، مؤكدة أن هناك العديد من الفعاليات الطلابية المتواصلة مع الأسرى، لا سيما أن الطلبة نظموا، أمس، إضراباً عن الطعام يوماً واحداً.

بدوره، شدد منسق الكتلة الإسلامية في الجامعة إسماعيل البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، على أن طلبة الجامعة لن يتوقفوا عن إرسال رسائلهم إلى الاحتلال بأن صبر الفلسطينيين لن يتوقف، وإلى السلطة الفلسطينية، التي وصفها بأنها مستمرة بالتنسيق الأمني، وكذلك إلى الأسرى في سجون الاحتلال، أنهم كطلبة معهم وفي الطليعة للدفاع عنهم، قائلاً "إن الطريق الوحيد للدفاع عن الأسرى هو المقاومة بكل الوسائل".

في هذه الأثناء، حذرت هيئة شؤون الاسرى والمحررين، في بيان لها مساء الثلاثاء، من تفاقم الحالة الصحية للأسير المضرب عن الطعام كايد الفسفوس، ووصوله إلى مرحلة صعبة وخطيرة للغاية، قد تؤدي لاستشهاده في أية لحظة.

وقال محامي الهيئة كريم عجوة، بعد زيارته الفسفوس في مستشفى "برزيلاي" الإسرائيلي: "إنه يعاني من آلام حادة في جميع أنحاء جسمه، ويشعر بحرارة وسخونه في العينين، ويعاني من تعب شديد وعدم القدرة على التحرك، ولا يشعر بقدميه نهائياً".

ولفت عجوة إلى أن الأسير الفسفوس مقيد بسرير المستشفى، وما زال يرفض إجراء جميع الفحوصات الطبية، قائلاً: "إنه لن يقبل بإجراء أية فحوصات إلا في مستشفى فلسطيني".

وأكد الأسير الفسفوس للمحامي "أنه يوم الخميس الماضي، وتحديداً الساعة الـ12 منتصف الليل، حضر السجانون وقيدوه وأبلغوه أنه تحت مسؤولية الشاباص (مصلحة سجون الاحتلال)".

من جانب آخر، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، خلال مؤتمر صحافي عقدته بمقر وزارة الصحة برام الله، "إن ما وصل إليه الأسرى المضربون عن الطعام في سجون الاحتلال يستدعي إنهاء معاناتهم فوراً، فكل ساعة تأخير تعني تدهوراً جديداً، وخطراً جديداً يهدد الأسرى، وقد يوصلهم إلى الموت في أي لحظة".

وأشارت إلى أن التقارير الصادرة عن أطباء في مستشفى كابلان الإسرائيلي تؤكد أن الأسير مقداد القواسمة يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، وأن الأعراض الظاهرة عليه تشير إلى تراجع في الجهازالعصبي، ما قد يصيب الدماغ بأضرار جسيمة.

وشددت وزيرة الصحة الفلسطينية على أن الصمت في ملف الأسرى يعني موتاً محتماً لهم، لا سيما للمرضى منهم، حيث يعاني 550 أسيرًا من الأمراض بدرجات خطورة مختلفة.

فلسطينيون يعتصمون نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل (العربي الجديد)
فلسطينيون يعتصمون نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل (العربي الجديد)

من جانبه، أوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في كلمة له، أن ما يواجهه الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال من سياسات إجرامية وانتهاكات ممنهجة، قادتهم مرات عديدة إلى تعريض حياتهم للخطر من خلال آلية الإضراب المفتوح عن الطعام، مطالبًا الحركة الوطنية ببلورة صيغة نضالية سياسية دبلوماسية حقوقية، تستجلب ضغطاً على دولة الاحتلال لتوقف العمل بالاعتقال الإداري وإلغائه.

وحول الإهمال الطبي المتعمد، أشار رئيس نادي الأسير إلى أنه مورس كسياسة وكجزء من المنظمومة التي تعمل عليها إسرائيل لتحقيق أهداف سياسية.

بدوره، شدد وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد القادر الخطيب على أن إدارة سجون الاحتلال تضع قوانين لإلحاق الأذى النفسي والجسدي بالأسرى، وهو ما يصيبهم بأمراض مزمنة تصعب معالجتها.

وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي: "إن المحامي جواد بولس يؤكد أنّ مخابرات الاحتلال حوّلت الأسير علاء الأعرج من طولكرم، والمضرب عن الطعام منذ (87) يوماً، إلى التّحقيق، حيث يتم التحقيق معه في سجن (عيادة الرملة) رغم وضعه الصحي الصعب"، علماً أن أمر الاعتقال الإداريّ بحقّه لا يزال قائماً.

ويواصل ستة أسرى فلسطينيين إضرابهم المفتوح عن الطعام ضد الاعتقال الإداري، أقدمهم كايد الفسفوس منذ 111 يوماً، الذي يقبع في مستشفى برزلاي الإسرائيلي بوضع صحي خطير وبدأ بفقدان للذاكرة، فيما يواصل مقداد القواسمة إضرابه منذ 104 أيام، ويقبع في العناية المكثفة في مستشفى كابلان الإسرائيلي بوضع شديد الخطورة، وكانت تقارير طبية أكدت أنه يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة.

فيما يواصل علاء الأعرج إضرابه منذ 87 يوماً، وهشام أبو هواش منذ 69 يوماً، وعياد الهريمي منذ 41 يوماً، ولؤي الأشقر منذ 23 يوماً.

ذات صلة

الصورة
مجزرة عين يعقوب في عكار شمالي لبنان 12/11/2024 (عمر إبراهيم/رويترز)

سياسة

تهيمن الصدمة والغضب على السكان، في بلدة عين يعقوب الواقعة في أقصى شمال لبنان، فيما يواصل مسعفون البحث بأيديهم بين أنقاض مبنى كانت تقطنه عائلات نازحة.
الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش / 3 يونيو 2024 (Getty)

سياسة

أعلن وزير المالية  الإسرائيلي والوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، أن العمل نحو فرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة قد بدأ
الصورة
فلسطينيون يحملون طفلاً أصيب بقصف إسرائيلي في مخيم جباليا 7 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، استشهد أكثر من 36 مواطناً فلسطينياً بينهم 15 طفلاً، وأصيب العشرات بقصف إسرائيلي لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة