وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إصابة رجل و3 من أطفاله بحروق، نتيجة اندلاع النار في مدفأة بخيمتهم ضمن مخيم بنيان الواقع فيي محيط قرية كوكنايا بريف إدلب الشمالي، حيث جرى نقلهم إلى المشفى لتلقي العلاج. من جهته، أكد حميد قطيني المتطوع في منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، لـ"العربي الجديد"، أن "ثلاثة أطفال ووالدهم اصيبوا بحروق بالغة، إثر نشوب حريق في خيمتهم بمخيم بنيان قرب قرية كوكنايا شمالي محافظة إدلب".
جراء اشتعال مدفأة داخل خيمتهم..إصابة رجل و3 من أطفاله بحروق في مخيم للنازحين شمالي إدلب#المرصد_السوريhttps://t.co/ludSOUrviR
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) November 24, 2022
وأضاف حميد أن "الحريق شبّ نتيجة انقلاب المازوت المخصص للتدفئة على المدفأة في الخيمة القماشية، إذ أسرع عدد من المدنيين لإطفاء الحريق ومحاولة السيطرة عليه".
وتتزايد الحرائق نتيجة استخدام وسائل التدفئة البديلة، كالقشور والحطب والبيرين وقطع البلاستيك في مخيمات النازحين في مناطق إدلب وريفها بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
محمد العلي، المقيم في مخيم أطمة، بيّن في حديث لـ "العربي الجديد" أنه لم يتمكن هذا العام من تأمين مستلزمات التدفئة لعائلته، ويضطر لإشعال بعض الملابس القديمة، وما يجده من بلاستيك لبعض الدفء. موضحاً أن استخدام كل ما هو قابل للاشتعال من شأنه أن يؤدي إلى حرائق بسبب عدم السيطرة على اشتعال بعض المواد، عدا عن الغازات التي تطلقها وتسبب الأمراض.
وأضاف: "شهدنا العديد من الحرائق في مخيمنا والمخيمات المجاورة، لأن كل شيء مصنوع من القماش، ومع وجود الأطفال، فإن أي خطأ في التعامل مع النار من شأنه أن يؤدي إلى احتراق كل شيء والتسبب بكارثة".
من جهته، قال محمد حلاج مدير فريق "فريق منسقو استجابة سورية"، لـ "العربي الجديد"، إن "عدد الحرائق في مخيمات النازحين بلغ 152 حريقاً، ما أدى إلى احتراق 208 خيمات وإصابة 38 مدنياً، بينهم 24 طفلاً و8 نساء، منذ بداية العام الحالي 2022 وحتى تاريخ اليوم 24 نوفمبر/شرين الثاني ". وأشار الحلاج إلى أن "نسبة ارتفاع عدد الحرائق في مخيمات النازحين تعود إلى استخدم مواد تدفئة غير صالحة، وكون أغلب الخيم مصنوعة من قماش سريع الاشتعال، أيضا استخدام طرق بدائية لطهي الطعام، ومخاطر الكهرباء خلال الصيف". وأوضح أن "هناك عجزاً واضحاً في عمليات الاستجابة الإنسانية لمخيمات النازحين في المنطقة، وغياب الدعم بشكل شبه كامل لمواد التدفئة التي من المفترض أن تُقدّم منذ أكثر من شهر كامل". وأضاف: "لم يحقق قطاع المخيمات الاستجابة الفعلية المرجوة لإغاثة أكثر من 1.8 مليون مدني ضمن المخيمات، إذ سجلت الاستجابة للقطاع 28.9% في تناقص واحد عن العام الماضي، على الرغم من ضرورة تمويل قطاع المخيمات بالتزامن مع فصل الشتاء".وفي تقرير سابق لـ"فريق منسقو استجابة سورية"، قال إن "مشاريع التعافي المبكر في شمال غرب سورية تركزت حول تنفيذ بعض المشاريع التي لا يمكن تصنيفها تحت بند التعافي المبكر، والتي من الممكن أن تقوم بها أي جمعية محلية تنشط في المنطقة وليس وكالات الأمم المتحدة، ولا يمكن تصنيفها إلا ضمن الإهانة للعمال الإنسانيين والمدنيين في المنطقة". وبين التقرير أن قيمة المشاريع الخاصة بالتعافي المبكر المقدمة من قبل الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها بلغت أكثر من 517 مليون دولار أميركي، وذلك بالتزامن مع التقارير الأممية التي نوقشت خلال جلسة الحوار التفاعلي الخاصة بمجلس الأمن الدولي التي عقدت بتاريخ الإثنين 21 نوفمبر الجاري. وشملت المشاريع معظم المحافظات السورية، والتي تقع تحت سيطرة النظام السوري، إذ وصل إجمالي قيمة المشاريع المنفذة في مناطق النظام السوري أكثر من 90% من إجمالي التمويل، في حين ما زالت العمليات الإنسانية في شمال غرب سورية تقتصر على العمليات الإغاثية فقط وبعض المشاريع البسيطة الأخرى، والتي تشهد تراجعا ملحوظا منذ بدء تطبيق القرار الأممي 2642 /2022.