شيع أهالي محافظة إدلب، اليوم الإثنين، جثمان الشاب فارس محمد العلي ليوارى الثرى في مسقط رأسه ببلدته معربليت جنوبي محافظة إدلب، والذي قُتل يوم السبت الفائت طعناً بالسكاكين يد مجموعة شُبان عنصريين أتراك في مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا.
واستقبل جثمان العلي مئات السوريين عند بوابة "باب الهوى" الحدودية مع تركيا شمالي محافظة إدلب، بالإضافة إلى أقاربه، حيث تم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بلدة معربليت ليتم دفنه هناك إلى جانب والده الذي قُتل على يد قوات النظام السوري عام 2013.
وشارك في تشييع جثمان العلي في أنطاكيا قُبيل نقله إلى الأراضي السورية، رئيس "الائتلاف الوطني السوري" سالم المسلط، وعدد من المسؤولين في الائتلاف و"الحكومة السورية المؤقتة".
وشدد المسلط على أن "معاقبة المعتدي تشكّل رادعاً يحول دون وقوع أي جريمة بحق أبرياء"، مؤكداً أنه "من يثير أي خطاب في المجتمع لا يخدم إلا أطرافاً تحاول زرع الفتنة، حيث يحرص شعبنا على حفظ العلاقة الأخوية بين الشعبين السوري والتركي"، وفق موقع الائتلاف.
وتعرض الشاب فارس محمد العلي البالغ من العمر 18 عاماً، للطعن على يد شبان أتراك عنصريين مما أدى لوفاته، في منطقة نارليجا شمالي مدينة أنطاكيا. وكان العلي قد تمكن من الالتحاق بكلية الطب بجامعة "باليكسير" بعد حصوله على شهادة الثانوية مؤخراً وخضوعه للامتحانات وتلقيه التعليم في مدرسة "الريحانية" التابعة لمنظمة "IHH" التركية.
من جانبه، قال حسون العلي، وهو ابن عم المغدور فارس، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "والد فارس استشهد في عام 2013 على يد النظام المجرم في سورية، واضطر فارس إلى الهجرة إلى تركيا مع والدته وإخوته الخمسة الأصغر منه سناً (يافعان اثنان، وثلاث بنات) بعد استشهاد والده وتصعيد قوات النظام القصف على بلدة معربليت مسقط رأسه"، موضحاً أن "فارس كان المُعيل لعائلته بعد استشهاد والده، كما أن والدته أيضاً كانت تعمل لتأمين احتياجات العائلة".
سيارة الإسعاف تأخرت 16 دقيقة حتى وصلت إلى مكان الجريمة، وعلى إثرها توقف قلب فارس
وحول تفاصيل الحادثة، قال حسون العلي إن "ابن عمه تعثّر عن غير قصد خلال العمل بأحد البراميل، فأصاب صاحبة المعمل الذي كان يعمل فيه، وقدم فارس اعتذاره عمّا حصل، إلا أن أبناء صاحبة العمل طلبوا أن يأخذوا فارس إلى منزلها للاعتذار منها مرة أخرى، ووافق فارس على طلبهم وذهب معهم، وفي مكان خالٍ من كاميرات المراقبة ومن الإنارة، قيدوا رفقة اثنين من الشبان الأتراك يديه وضربوه على رأسه بالعصي حتى أُغمي عليه، ثم طعنوه بسكين في خاصرته، ما أدى إلى تمزق الكلية".
ولفت حسون العلي إلى أن "سيارة الإسعاف تأخرت 16 دقيقة حتى وصلت إلى مكان الجريمة، وعلى إثرها توقف قلب فارس نتيجة النزيف، وتوفي مكان الحادث"، مشدداً على أن "فارس شاب طيب وخلوق جداً ولم يفتعل أي مشكلات في تركيا مُطلقاً".
ووجه رسالة إلى الحكومة التركية والشعب التركي من غير العنصريين، للحد من حوادث العنصرية في بلدهم ضد اللاجئين السوريين، قائلاً: "نحن أخوة في الجوار، وأخوة في الدين، ويجب على الدولة التركية أن تضرب بيد من حديد، وتضع حداً لهؤلاء القتلة المأجورين العنصريين".
وكان والي هاتاي رحمي دوغان، قد أعلن أمس الأحد، في بيان، عن إلقاء القبض على مجموعة من الشبّان الأتراك الذين شاركوا أول أمس السبت، في قتل الشاب فارس، وتحويلهم إلى السلطات القضائية المختصة.
كما عزّى وزير الداخلية سليمان صويلو في اتصال هاتفي عائلة القتيل، مؤكداً القبض على القاتل واعتقال شابَين آخرَين شاركا في الجريمة، مشدّداً على أنّ أقصى العقوبات سوف تطاول المجرمين الذين أقدموا على هذه الفعلة.