استمع إلى الملخص
- **صعوبة الإجلاء والعوائق الأمنية**: إخراج الأطفال يتطلب شهوراً من الانتظار والفحوصات الأمنية، حيث أن معبر رفح هو المنفذ الوحيد، مما يجعل إنقاذهم شبه مستحيل.
- **شهادات الأطباء والمجازر ضد الأطفال**: الأطباء يصفون المجازر بأنها غير مسبوقة، حيث يعاني الأطفال من إصابات مروعة، مما دفعهم للدعوة للمساعدة الدولية.
معاناة أطفال غزة لا تنتهي بفقدان الخدمات الأساسية أو نقص الغذاء والماء وانتشار الأمراض، بل تمتد إلى حصولهم على العلاج اللازم جراء الإصابات، وفي ظل تدني الخدمة الطبية وانعدام مقوماتها بسبب الحرب على غزة يضطر هؤلاء إلى الانتظار أملاً في السفر خارج القطاع المحاصر لتلقي العلاج، وعندما تطول المدة يكون الموت مصير أطفال غزة.
قد يستغرق إخراج طفل من غزة شهوراً. والطريقة الوحيدة للإجلاء هي عبر مصر، يتطلب ذلك العديد من الفحوصات الأمنية التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يسمح للطفل (الذي يجب أن يرافقه وصي) بالمغادرة. حيث سيطرت قوات الاحتلال، في مايو الماضي،على معبر رفح، وهو آخر نقطة عبور متبقية بين مصر وغزة. يقول عمال الإغاثة إن هذا جعل إنقاذ الأطفال شبه مستحيل.
يتلقى طارق هيلات، رئيس برنامج العلاج بالخارج في منظمة إغاثة أطفال فلسطين، رسائل تطلب يومياً المساعدة، حيث تعمل منظمته على توفير الرعاية الطبية للأطفال وحتى الآن، ووفقاً لـ"CBS NEWS" الأميركية، أجلت فرق هيلات أكثر من 200 طفل من غزة. بينما تضم قائمة بالأطفال الذين يحاولون إجلاءهم؛ أسماء مُعلمة باللون الأحمر تشير إلى أطفال استشهدوا وهم على قائمة الانتظار.
مصير أولئك الأطفال الباحثين عن الرعاية الطبية، يصفه هيلات قائلاً: "للأسف، الجواب الحقيقي هو أنهم يموتون. الكسر في الساق هنا في الولايات المتحدة ليس هو نفسه في غزة. الكسر في الساق في غزة يعني أن من المحتمل أن يتم بتر الساق، مما يعني أن من المحتمل أن تصاب بالعدوى بعد ذلك البتر، مما يعني أنك من المحتمل أن تموت".
أطفال غزة... شهداء جراء مجازر الاحتلال
يقول الدكتور مارك بيرلموتر، جراح العظام من نورث كارولينا ونائب رئيس الكلية الدولية للجراحين، والذي تطوع في غزة من نهاية إبريل حتى النصف الأول من مايو/أيار واصفاً ما شاهده في غزة: "جميع الكوارث التي رأيتها مجتمعة خلال 40 رحلة مهمات، وعلى مدار 30 عاماً، لا تساوي مستوى المجازر التي رأيتها ضد المدنيين في أول أسبوع لي في غزة". وأضاف أن: "الضحايا المدنيين هم تقريباً بشكل حصري من الأطفال. "لم أرَ ذلك من قبل"، موضحاً "لقد رأيت أطفالاً محترقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها مجتمعة. لقد رأيت أطفالاً ممزقين في أول أسبوع فقط... أجزاء من أجسادهم مفقودة، سحقتهم المباني، أو انفجارات القنابل. لقد أخرجنا شظايا بحجم إبهامي من أطفال في الثامنة من العمر".
يؤكد بيرلموتر لـ"سي بي سي نيوز" إصابة الأطفال برصاص القناصة قائلاً: "لدي طفلان لدي صور لهما، أصيبا في الصدر بدقة، لا يمكنني وضع السماعة الطبية على قلبهما بشكل أكثر دقة، ومباشرة في جانب الرأس، في الطفل نفسه".
واستشهد العديد من أفراد عائلات الأطفال الفلسطينيين لدرجة أن الأطباء أنشؤوا مصطلحاً مختصراً: WCNSF (طفل جريح لا يوجد له عائلة ناجية). وخلال الشهر الماضي، تحدث أطباء أميركيون آخرون في واشنطن العاصمة مكررين ما ذكره الدكتور بيرلموتر داعين إلى المساعدة في إنقاذ أطفال غزة، حيث يصف الدكتور فيروز سيدوا ما يحدث في غزة بأنها: "كارثة، كابوس، جحيم على الأرض. إنها كل هذه الأشياء، وأسوأ"، وقالت الدكتورة زينة صالح: "لم يكن لدينا حتى معقم لليدين أو كحول أو صابون معظم الوقت"
وطلب بعض الأطباء الذين تحدثوا إلى برنامج "صباح الأحد" الحفاظ على هوياتهم سرية، حيث يخطط بعضهم للعودة إلى غزة مرة أخرى. ويقول طبيب مقيم في فيرجينيا: "نحن جميعاً نرى إصابات بالرصاص في الولايات المتحدة، لكننا لم نرَ أبداً شيئاً مثل إصابات الرصاص التي يتعرض لها الأطفال في غزة". وقال طبيب تخدير آخر مقيم في فيرجينيا لقناة CBS News إنه خلال أسبوعين في غزة، كان يشهد إصابات رصاص في الأطفال يومياً (قدَّر أن العدد الإجمالي لا يقل عن 30 إصابة).
أضاف طبيب مقيم في شيكاغو: "اعتقدت أن هؤلاء الأطفال كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، مثل للأسف، بعض الأطفال الذين نعالجهم في شيكاغو. ولكن بعد المرة الثالثة أو الرابعة، أدركت أن الأمر كان متعمداً؛ كانت الرصاصات تُوضع في هؤلاء الأطفال عمداً".
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على قطاع غزة، دمرت خلالها البنية التحتية واستهدفت المنشآت والكوادر الطبية، وفرضت حصاراً خانقاً على القطاع المحاصر منذ سنوات، وسبّبت قذائف الاحتلال سقوط أكثر من "39 ألفاً و90 شهيداً و90 ألفاً و147 إصابة" معظمهم من أطفال غزة ونسائها وفقاً لإحصاء وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الثلاثاء.