أديب وآدم وآية... حروق وآلام من لهيب الصواريخ

24 يوليو 2024
أديب وآدم وآية مع والدتهم (العربي الجديد)
+ الخط -

يواصل الأطفال أديب وآدم وآية وأمهم العلاج من حروق وجروح خلفها استهداف منزلهم في غزة بصواريخ إسرائيلية.

لا تزال آثار الحروق وآلامها ترافق الأطفال أديب وآدم وآية أبو دية منذ تسعة أشهر حين قصف الجيش الإسرائيلي بصواريخ منزل عائلة أبو عمشة الذي كان نزحوا إليه لمحاولة الهرب من جحيم الحرب في غزة. استشهد والدهم و22 من أقاربهم داخل هذا المنزل، في حين أصيبت والدتهم وصال بحروق في أنحاء جسدها.
ويواجه الأطفال الثلاثة عراقيل الشفاء الصعب في ظل انعدام الأدوات الطبية والأدوية والرعاية الدورية اللازمة التي تتأثر بإغلاق إسرائيل المعابر، ومنع دخول مختلف المستلزمات الأساسية وفي مقدمها الأدوية، وأيضاً منع الجرحى والمرضى من السفر للعلاج. 
ويزيد النزوح المتواصل وعدم القدرة على إجراء العمليات الجراحية من آلام الأطفال، حيث يسبّب العدوان الإسرائيلي وما يرافقه من تهديدات متواصلة للمدنيين في حال من عدم الاستقرار بسبب التنقل القسري من منطقة إلى أخرى في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة الطبيعية.
تخبر الأم وصال "العربي الجديد" أنها كانت انتقلت مع زوجها وأطفالها مع اشتداد القصف من بيتهم في منطقة العامودي إلى منزل شقيقة زوجها في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، ثم تعرّض المنزل لقصف عنيف ليل 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما سبّب استشهاد 22 شخصاً من أقارب العائلة وغيرهم من المهجرين... من هؤلاء زوجها ووالده ووالدته وأشقاؤه وشقيقاته وعماته وأحفاد للعائلة.

وتقول لـ"العربي الجديد": "كانت اللحظات الأولى للقصف كارثية، إذ لم أتعرف على أطفالي ولم يعرفوني بدورهم نتيجة الحروق الشديدة التي أصابتنا من لهيب الصواريخ التي سقطت داخل المنزل. وأصبت بحروق مختلفة على غرار ابنتي آية البالغة 10 سنوات التي عانت حروقاً بنسبة 80% في الوجه والأيدي والأرجل، وجرى لفها بالقصدير بالكامل في المراحل الأولى للعلاج. أما أديب (6 سنوات) فأصيب بحروق في الظهر والأرجل، وآدم الأصغر سناً (19 شهراً) فأصيب بحروق مختلفة إلى جانب جرح عميق في رأسه.

علاج

وتتحدث وصال أنها نُقلت مع أطفالها إلى المستشفى الإندونيسي في شمالي غزة، حيث قرر الأطباء إجراء عملية لابنتها آية في الخارج، لكنها لم تستطع السفر بسبب الأوضاع السائدة وارتفاع عدد المصابين، وتسارع وتيرة الأحداث، وأيضاً بسبب حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفى.

الصورة
علاج الحروق الشديدة بإمكانات محدودة (العربي الجديد)
علاج الحروق الشديدة بإمكانات محدودة (العربي الجديد)

وتقول: "في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تواصلنا مع الصليب الأحمر الذي وفّر باصات نقلتنا إلى مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب غزة لمواصلة العلاج، وبقيت مع أطفالي شهرين في المستشفى حيث أجريت عملية ترقيع لآية، وتابع أديب جلسات علاج طبيعي وتغيير الجروح، ثم تفاقمت الأوضاع سوءاً، واضطررنا إلى النزوح إلى المستشفى الأوروبي، ثم إلى خيمة في الحي البرازيلي بمدينة رفح جنوب القطاع، وبعدها إلى خيمة أخرى في المنطقة الوسطى من مدينة دير البلح بعد الاجتياح الإسرائيلي لرفح مطلع مايو/ أيار الماضي".
وتشير وصال إلى أنها تابعت علاج أطفالها مع منظمة "أطباء بلا حدود"، وتوجهت إلى مستشفى شهداء الأقصى لمواصلة تلقي العلاج بعد نزوحها الأخير. وتوضح أن النقص الحاد في الأدوية والعلاجات والمستهلكات الطبية اللازمة لالتئام الجروح والحروق يضطرها إلى مواصلة البحث في المستشفيات، وهو أمر بات يصيبها بإرهاق شديد في ظل صعوبة التنقل والحركة وخطورتهما، واستمرار شعورها بآلام الإصابة.

أحزمة نارية

وتوضح أم محمد أبو دية، وهي جدة الأطفال الثلاثة أديب وآدم وآية، والتي تساعد ابنتها وصال في علاجهم ورعايتهم، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنها استقبلت أسرة ابنتها داخل بيتها في منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة، لكن ابنتها وزوجها اضطرا إلى المغادرة بعدما تعرضت المنطقة لأحزمة نارية، ثم قُصف البيت الذي استشهد وجرح غالبية من كانوا فيه.
تتابع أم محمد: "استهدفت المجزرة الإسرائيلية أشخاصاً آمنين داخل بيوتهم، ما حوّل معظم سكانها إلى أشلاء. وأصيب الناجون بجروح متفاوتة أو حروق شديدة بفعل لهيب الصواريخ التي باغتتهم حين كانوا نائمين".
وتلفت إلى أن نزوح ابنتها مع أطفالها الثلاثة وعيشهم داخل خيمة تفتقر إلى أدنى المقومات الآدمية والطبية، يزيدان من آلام الإصابات والمضاعفات، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة داخل الخيمة البلاستيكية، ونقص أدوات الرعاية الطبية التي يمكن أن تخفف الأوجاع المتزايدة.

المساهمون