في مناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي صادف السبت المنصرم، نظمت منظمة "بنفسج" نشاطًا ترفيهيًا للأطفال في مخيم "كرم الزيتون"، في بلدة حربنوش بريف إدلب الشمالي، تحت عنوان "كورال الأمل". وتضمّن النشاط كورالًا للأطفال إلى جانب عرض مسرحية ترفيهية لهم، كما طالب العالم بوضع حدّ لمعاناة أطفال سورية ومأساتهم المستمرّة منذ سنوات.
إبراهيم سرميني، منسّق الحماية وأحد القائمين على الفعالية يقول لـ"العربي الجديد": "نأمل أن يكون لهذا النشاط أثر يساهم في التخفيف عن أطفال الخيام، وإعادة الأمل إلى أحلامهم وابتساماتهم، وتخفيف معاناتهم النفسية المرتبطة بالنزوح".
ويضيف: "شارك في الكورال حوالي 50 طفلاً، غنّوا فيه آمالهم وآلامهم، إلى جانب عرض مسرحية ترفيهية لإسعاد الأطفال ورسم الابتسامة على وجوههم البريئة".
تفاعل أطفال الخيام في إدلب مع الفعالية، كما عبّروا عن مشاعر الشوق والحنين لمنازلهم ومدنهم وقراهم التي أبعدهم عنها النزوح والتهجير.
شارك الطفل يوسف البرهوم (10 سنوات)، وهو نازح من قرية "تل حديا" بريف حلب الشمالي إلى مخيم كرم الزيتون في بلدة حربنوش، مع الأطفال في الغناء والتمثيل. وتحدّث لـ"العربي الجديد" عن أمنياته قائلاً: "رغم ظروفنا الصعبة، لا نزال نتطلع بعين الأمل للعودة إلى قرانا ومنازلنا ومدارسنا التي أبعدتنا عنها الحرب، والعيش بسلام بعيداً عن القصف والدمار وأصوات انفجار القذائف والصواريخ التي تصمّ آذاننا، وتزرع الخوف في نفوسنا".
ويضيف: "من حقنا العيش بأمان والتمتع بطفولتنا كسائر أطفال العالم".
من جهتها، حضرت المعلمة رؤى اليوسف (30 عاماً)، من بلدة حربنوش الفعالية وأعجبت بمشاركة الأطفال في التعبير عن آمالهم وآلامهم. وعن ذلك تقول: "أطفال بأعداد كبيرة يتجرّعون الألم كل يوم، ويفتقدون طعم الاستقرار، بعد نزوحهم قسرياً مع عائلاتهم مرات عدّة، بحثاً عن أمان مفقود في خيام بالية، ومضى من عمرهم أكثر من عشر سنوات وما زالوا يدفعون ثمناً باهظاً للحصول على حقوقهم بالتعليم واللعب والرعاية الصحية والعيش بأمان".
وتشير أنّ كثيراً من الأطفال في مخيمات إدلب، خسروا فرصهم بالتعليم، ومنهم من دفعتهم الظروف المعيشية الصعبة إلى أسواق العمل لتأمين لقمة العيش.
وجاء في التقرير الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أنَّ ما لا يقلّ عن 29661 طفلاً قد قتلوا في سورية منذ مارس/آذار 2011، بينهم 181 بسبب التعذيب، إضافة إلى 5036 طفلاً ما زالوا معتقلين أو مختفين قسرياً، كما جاء في التقرير أنّ هناك ما لا يقلّ عن 2.5 مليون طفل نازح في سورية، يعيش معظمهم داخل مخيمات أو خيام تمتد على مساحات واسعة في معظم المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري. ويعاني النازحون في هذه المخيمات من أسوأ الظروف المعيشية، وقد أدّت قلة المراكز الصحية والتعليمية فيها إلى تدني مستويات الصحة، وتكبيد الطفل معاناة التنقل إلى أماكن أخرى لتلقي الرعاية الصحية، وحرمانه من الالتحاق بالتعليم؛ ما تسبّب في انتشار الأمراض والأميّة بين الأطفال النازحين.
في شمال غربي سورية، وتحديداً في مخيمات الشتات والقهر والمعاناة، يرسل أطفال إدلب الذين أبعدتهم ظروف القصف والنزوح والتهجير عن منازلهم ومدارسهم وألعابهم، رسائل إلى العالم بأسره عبر أغانيهم، وكلهم أمل أن يجدوا قلوباً متعاطفة وآذاناً صاغية تسمع صوتهم، ومطالبهم المحقة بأن ينعموا بالسلام والأمان.