يعمل الفنان التشكيلي الأردني سهيل بقاعين في تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية الرسم، من خلال مزج الروائح العطرية بالألوان. على سبيل المثال، تشير رائحة النعناع إلى اللون الأخضر، والليمون إلى الأصفر، والكرز إلى الأحمر، والقهوة إلى الأسود، والقرفة إلى البني. وقد أطلق على المبادرة التي بدأها عام 2011 اسم "عبق اللون"، وتعد الأولى من نوعها في الأردن.
يقول بقاعين لـ"العربي الجديد" إن الهدف من المبادرة هو الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، إذ من حقهم التعبير عن آمالهم وأحاسيسهم عبر التخيل والرسم، وكسر حاجز الخوف لديهم ودمجهم بمجتمعاتهم.
تمكن بقاعين من تطوير جهاز قارئ للألوان. يتوجب على الشخص ذي الإعاقة البصرية وضع الجهاز على الرسمة، لينطق بعد تشغيله باللون الموجود في الرسمة.
درّب بقاعين المئات من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وبقي معه نحو 15 شخصاً. ونظم الكثير من المعارض لأعمالهم الفنية، وقد وصلت رسوماتهم إلى دول عدة، أبرزها فرنسا وجنوب أفريقيا والهند والإمارات وكوبا وجمهورية موريشيوس.
وتقول مايا حمدان (18 عاماً)، وهي من ذوي الإعاقة البصرية، إنها أنهت اختبارات الثانوية العامة وتنتظر صدور النتائج وتحلم بارتداء ثوب التخرج، وقد عبرت عن ذلك في رسمة. تقول لـ"العربي الجديد": "تدربت في مبادرة عبق اللون على الرسم. لم أكن أجيد الرسم سابقاً. لكن، بمساعدة من القائمين على المبادرة، تمكنت من الإمساك بالأقلام والألوان والتعبير عما يجول بخاطري".
حظيت المبادرة بإعجاب ملك الأردن عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله، اللذين قاما بزيارة أكاديمية المكفوفين والتقيا بالأطفال المبدعين هناك، ما شكل دعماً نفسياً ومعنوياً لهم. وحصل بقاعين على تكريم من العاهل الأردني الذي منحه وسام الاستقلال عام 2017 بسبب مبادرته.
وينظم بقاعين صباح كل يوم جمعة ورشة رسم لذوي الإعاقة البصرية ومتلازمة داون في دارة سهيل للرسم بمنطقة اللويبدة، وسط العاصمة الأردنية عمّان.