"حرامي رقم 1"... حادثة غريبة في درعا السورية

أقدم سكّان في مدينة نوى، أمس الثلاثاء، على تعليق شخص بعد ضربه وسط المدينة وكتبوا على لوحة عُلّقت فوق صدره بعد صلبه "حرامي رقم 1"، في حادثة غريبة تشهدها المحافظة لأول مرة في ظلّ الفلتان الأمني الذي تعانيه، مع غياب سلطة القانون والقضاء العادل.

وقال الناشط، أبو محمد الحوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ سكّانا من بينهم مسلّحون ألقوا القبض على شخص أثناء سرقته لدراجة نارية في مدينة نوى، وبعد القيام بضربه لجؤوا إلى صلبه وتعليقه في الساحة العامة، وسط البلدة، وكتبوا فوق لوحة عُلّقت على صدره "حرامي رقم 1".

ورأى الناشط أنّ "حادثة التعليق والصلب أمام العامة، ليست حادثة طبيعية، ولو أنها استهدفت لصاً، لا يجوز حدوثها، إذ لا يُحاسب اللص بهذه الطريقة، إنما يجب عرضه على قضاء عادل يحكم بالقانون وليس بأهواء الناس".

وأضاف أنّ "غياب السلطة القضائية والقانون والفلتان الأمني المستمر، هو السبب في ظهور مثل هذه الحالات، ومدينة نوى تعاني بشكل شبه يومي من عمليات سرقة يقوم بها لصوص مجهولون. ويبدو أن ارتفاع معدل السرقات دفع السكّان إلى القيام بهذه العملية، ظناً منهم أنه من خلالها سيجري ترهيب بقية اللصوص".

قضايا وناس

التحديثات الحية

سورية: عادات الزواج تتغير

ونشر ناشطون صورة للشخص المعلّق متسائلين عن هذه الحادثة الغريبة عن درعا. 

وكتبت صفحة "مناظر درعا الجميلة": "تعليق شاب وسط مدينة نوى، بعد اتهامه بسرقة دراجة نارية في المدينة  وكتبوا عليه "حرامي رقم 1" وتم إلقاء القبض على الشاب أثناء محاولته سرقة دراجة نارية وسط انتشار هذه الظاهرة في مدينة نوى وفي معظم مدن وبلدات محافظة درعا. برأيكم تصرف الأهالي صحيح ؟؟  ضدّ أو مع؟".

وأبدت صفحة "رادار سوريا الإخباري"، تعجّبها من الحادثة ونشرت على فيسبوك: "إلقاء القبض على حرامي من درعا البلد حرامي دراجات نارية في بلدة نوى قد تم تعليقه على دوار الدلة ليكون عبرة لغيره !!!!!!".

ونُشر على موقع تويتر : "درعا تم إلقاء القبض على السارق الأول في مدينة نوى وهكذا تتم محاسبته ليصبح عبرة لغيره". 

درعا

تم إلقاء القبض على السارق الاول
في مدينة نوى
وهكذا تتم محاسبته ليصبح عبره لغيره pic.twitter.com/AaBrjOZs32

— محمد ابو اصطيفhz (@mh197351) February 9, 2021

وكتبت صفحة "بانياس البلد" متسائلة: "...تُعتبر هذه الحادثة فريدة من نوعها في محافظة درعا، وهل أصبحت معاقبة السارق بتعليقه أمام أعين الناس"؟ 

أمّا صفحة "شبكة أخبار حماة" فتساءلت عن دور الشرطة والقانون "... الحادثة الغريبة من نوعها تثير تساؤلات عن سبب عدم الاحتكام للقانون وللقضاء وللجهات الرسمية، ما يشكّل خطراً للتوجه نحو تحوّل كل فرد أو مجموعة إلى سلطة تريد تطبيق قوانينها على الآخرين، ولا يمكن بحال من الأحوال الاعتراف بمصداقية أحكامها وتحقيقاتها لأنها لا تملك شرعية لعب دور القضاء والشرطة".

ويُذكر أنّ حوادث الصلب والتعليق كانت قد حدثت مرات عدّة في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سورية، وتُعد هذه الحادثة، الأولى من نوعها، في درعا.