لجأت أسر سودانية إلى إعداد وجبة "القراصة" الشعبية في المنازل، بعد تفاقم أزمة الخبز في البلاد وازدحام المواطنين أمام الأفران.
"العربي الجديد" زار إحدى الأسر في العاصمة السودانية الخرطوم، للتعرّف على هذه الوجبة، ونقل مدى معاناة المواطنين، فهم مضطرون إلى المبيت أمام المخابز للحصول على رغيف الخبز.
المواطنة سوسن محمد الفلكي تقول إنّ "أسرتها لجأت إلى القراصة بسبب أزمة الخبز في البلاد، رغم أنّها وجبة أساسية في المكون الثقافي السوداني، وتعدّ يوم الجمعة لتجتمع الأسرة حولها، كونها الطبق الرئيسي على الإفطار".
ويطلق على "القراصة" أيضاً، وفقاً للفلكي، اسم "الرغيف" أحياناً في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، وهي تصنع من دقيق القمح الذي يعجن بالماء، ويضاف إليها القليل من الملح من دون أي تخمير، ثم توضع على الصاج، وتكون سميكة نسبياً.
وتشير الأربعينية السودانية إلى أنّ "الدقيق كان في متناول الجميع خلال الفترة الماضية، وسعره مناسب، وكان يمكن تأمينه لمدة شهر، لكن الأسعار الآن ارتفعت وزادت عشرة أضعاف، ورغم ذلك فإنّ صناعة القراصة في البيوت باتت ملحّة، بدلاً من الذهاب إلى المخابز وضياع ساعات في الانتظار وتوقيف الأشغال للحصول على الرغيف".
أما الستينية السودانية فاطمة صالح إبراهيم فتقول، لـ"العربي الجديد"، "هذا الأسبوع لم أشترِ الخبز من الأفران، لطول الصفوف أمامي أو إغلاق بعض الأفران، لكننا بدأنا الاعتماد على القراصة كوجبة بديلة عن الرغيف".
وخلال اليومين الماضين، أظهرت مقاطع مصوّرة، تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ازدحام المواطنين أمام المخابز، وعبّروا عن استيائهم من تفاقم الأزمة من جديد.
وأعلن وزير التجارة والصناعة مدني عباس، الشهر الماضي، عن قرارات عدّة لتخفيف أزمة الخبز، تضمّنت رفع نسبة استخلاص دقيق القمح المدعوم والتي من شأنها حصره في صناعة الخبز فقط، إلى جانب وصول شحنة إلى خط إنتاج المخابز الآلية، والتي تقدمها بعض الحكومات الأخرى، للمساهمة في تخفيف الأزمة.