سورية: اغتيال 3 أشخاص في درعا واشتباكات قرب الحدود الأردنية

19 يونيو 2023
ينشط تهريب المخدرات على الحدود السورية الأردنية (محمد أبازيد/ فرانس برس)
+ الخط -

شهدت أطراف بلدة نصيب على الحدود السورية الأردنية، اليوم الاثنين، اشتباكات بين مجموعات تتبع للواء الثامن التابع لفرع الأمن العسكري، ومجموعة "فايز الراضي"، إثر اغتيال ثلاثة أشخاص في قرية النعيمة بالريف الشرقي لمحافظة درعا صباح اليوم.

وتضم مجموعة "فايز الراضي" عناصر سابقين من المعارضة أجروا تسويات مع النظام السوري، وشكلوا مجموعة توجه لها اتهامات بتهريب المخدرات لصالح متنفذين في النظام، فيما قتل متزعمها فايز الراضي قبل نحو شهر، ووجهت أصابع الاتهام إلى عناصر من اللواء الثامن بتصفيته.

 وبحسب ما قاله الناشط الإعلامي أبو يزن الحربي لـ"العربي الجديد"، فإن عملية الاغتيال التي اتهم بها أشخاص يتبعون لمجموعة فايز الراضي، طاولت قصي محمد الحامد الزعبي وزوجته وشقيقه أنس، بإطلاق نار مباشر على السيارة التي كانوا يستقلونها صباح اليوم في قرية النعيمة. وأشار إلى أن الزعبي محسوب على اللواء الثامن التابع للأمن العسكري، حيث تحركت مجموعات مسلحة باتجاه بلدة نصيب، وبدأت بمحاصرة مكان وجود مجموعة الراضي المتهمة بتجارة المخدرات ونقلها إلى الداخل الأردني.

وأكد الحربي أن الأمور تتجه للتهدئة، خاصة بعد دفن الضحايا الثلاثة، مع وجود تعزيزات حول الطرق الرئيسية القريبة من قرية النعيمة.

وذكّرت شبكة "درعا 24" الناشطة في المحافظة بأن المنطقة التي اغتيل فيها الزعبي وشقيقه وزوجته هي منطقة أمنية يوجد فيها عناصر للمخابرات الجوية.

من ناحية أخرى، تتفاعل قضية غرق المركب المصري قبالة السواحل اليونانية صباح الأربعاء الماضي، حيث راح ضحيته عشرات السوريين جلهم من محافظة درعا.

وانشغل الناشطون طوال الأيام الماضية بتوثيق أسماء الناجين الذين بلغ عددهم 37 شخصاً ومحاولة التواصل معهم، وتوثيق الذين غرقوا، حيث وُثّقت أسماء 109 أشخاص حتى اللحظة؛ وسط اتهامات مباشرة للنظام السوري الذي يسهل في كل يوم تهجير الشباب وإفراغ المحافظة منهم.

وأكثر ما أثار غضب أهالي محافظة درعا، بحسب ما اطلع عليه "العربي الجديد"، هو عدم اكتراث النظام السوري لغرق المركب بشكل نهائي، أو حتى الحديث عن الحادثة في أي وسيلة إعلام رسمية أو شبه رسمية، فيما أعلنت باكستان واليونان الحداد على أرواح ضحايا قارب الموت مدة ثلاثة أيام.

وقال الناشط المدني عمر الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "أهالي درعا في حداد دائم على موت الشباب، ولم يكونوا ينتظرون أكثر من ذلك لموقف النظام من الغرقى؛ وكأنهم من كوكب آخر".

وأكمل الحوراني: "التسويات التي تجرى لشباب درعا، الهدف منها تهجيرهم إلى الخارج، والسيطرة على الأرض من خلال الفصائل والمجموعات التي تتبع للنظام".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وكانت منظمة "بلدي" الناشطة في السويداء قد دعت لوقفة، مساء أمس الأحد، وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، حدادا على أرواح ضحايا قارب الموت، حيث رفع الناشطون لافتات كتب عليها: "ها نحن موتى في الداخل قبل أن نهاجر"...

النظام السوري يدفع بتعزيزات عسكرية إلى شمال حلب

في الأثناء، واصلت قوات النظام السوري، اليوم الاثنينأ إرسال تعزيزات من القطعة العسكرية المنتشرة بريف دمشق إلى حدود مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب الشمالي، شمالي سورية.

وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن رتلاً عسكرياً لقوات النظام السوري تابع لـ"اللواء 103" (حرس جمهوري) انتشر، اليوم الاثنين، في منطقة الخفسة وصولاً إلى منطقة جب الخفي على ضفاف سد الفرات في ريف حلب الشمالي الشرقي، بالقرب من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" في مدينة منبج وريفها، شرق حلب.

وأكدت المصادر، التي فضلت عدم كشف هويتها، أن "اللواء 105" أرسل، أمس الأحد، رتلاً عسكرياً أيضا إلى المحور ذاته، مُشيرةً إلى أن تعزيزات الرتلين تضمنت 15 دبابة من طرازات مختلفة، و5 عربات "BMB"، و6 مدافع ميدانية، وسيارات ناقلة جند من نوع "زيل"، بالإضافة إلى 350 عنصراً رافقوا التعزيزات.

إلى ذلك، ادعى مراسل قناة "سما" الفضائية التابعة للنظام السوري عبد الغني جاروخ، اليوم الاثنين، أن "تعزيزات عسكرية للجيش السوري وصلت إلى أطراف بلدة احسم على تخوم منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، شمال غربي سورية"، فيما نفت وحدات الرصد لـ"العربي الجديد" هذه الادعاءات.

وقالت إن بعض الأرتال التي وصلت إلى ريف حلب الشمالي الشرقي مرت على الطريق الدولي المعرف باسم طريق "أم 5" المار من محافظة إدلب، وزعمت أنها سوف تنتشر على خطوط التماس تحضيراً لعمل عسكري مرتقب، لا سيما أن بعض المنابر الموالية للنظام استخدمت صوراً ومقاطع فيديو قديمة لأرتال عسكرية كانت سابقاً على خطوط القتال في ريفي محافظة إدلب الجنوبي والشرقي.

ويرى العقيد مصطفى بكور، الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" العامل تحت مظلة غرفة عمليات "الفتح المبين" (منطقة إدلب)، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "النظام استشعر الخطر بعد فوز الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية في انتخابات تركيا، وعودة الحديث مؤخراً عن تل رفعت وغيرها، إضافة إلى التحرك الأميركي في المنطقة والحديث عن توحيد (قسد) مع (جيش سورية الحرة المدعوم من واشنطن) بهدف تغيير خريطة السيطرة على الأرض السورية"، مضيفاً أن "كل ذلك جعل النظام والمليشيات الإيرانية تستشعر الخطر وتتحرك على الأرض".

ولا يعتقد القيادي في المعارضة السورية أن "هذه التعزيزات باتجاه إدلب، وإنما الأخبار التي يجرى تداولها تقول إنها باتجاه ريف حلب"، موضحاً أنه " لا يستبعد أن تكون هنالك تحركات تضليلية في مختلف المناطق للتغطية على الهدف الأساسي".

وتابع بكور: "اعتدنا على التصعيد العسكري واستهداف المدنيين قبل كل جولة من أستانة، وقبل الاجتماعات التي تحصل بين الدول المعنية بالملف السوري، من أجل تبادل رسائل للضغط بهدف تحقيق مكاسب"، لافتاً إلى أن "كل خطوط المواجهة مرشحة لأن تشهد تصعيدا عسكريا متبادلا قبل أستانة"، المقرر عقدها خلال اليومين القادمين.