مجلس الأمن يبحث هجمات روسيا على أكبر مستشفى للأطفال في أوكرانيا

09 يوليو 2024
جلسة مجلس الأمن في 10 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **جويس ماسويا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، صدمت من الضربات الروسية على كييف ومدن أخرى، مشيرة إلى إصابة مستشفيات ومقتل 27 مدنياً.**
- **المندوب الروسي فاسيلي نبنزيا نفى استهداف المستشفى، مؤكداً أن الهجمات كانت ضد مصنع للذخائر، واتهم أوكرانيا بالكذب وانحياز الأمم المتحدة.**
- **المندوب الأوكراني سيرغي كيسليتسا والمندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد أكدا استهداف روسيا لمستشفى الأطفال، واتهمتا روسيا بازدراء مبادرات السلام واستمرار حملتها الإرهابية.**

عبرت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جويس ماسويا، عن صدمتها إزاء الضربات الروسية الصاروخية التي وقعت يوم الاثنين على كييف ومراكز حضرية أخرى. وأشارت إلى إصابة تلك الهجمات لعدد من المستشفيات بما فيها أكبر مستشفى للأطفال في أوكرانيا. كما تحدثت عن مقتل 27 مدنياً، من بينهم أربعة أطفال، وإصابة 117 شخصاً من بينهم سبعة أطفال. وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال إحاطة لها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك الذي عقد جلسة لنقاش الوضع في أوكرانيا وتلك الضربات.

وقالت المسؤولة الأممية إنّ "هذه الحوادث هي جزء من نمط من الهجمات المنهجية التي تثير قلقاً عميقاً. وتلحق هذه الهجمات الضرر بمرافق الرعاية الصحية وغيرها من البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء أوكرانيا. وتكثفت الهجمات منذ ربيع عام 2024". ولفتت الانتباه إلى أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان تمكّنت حتى 30 يونيو/ حزيران 2024 "من التحقق من مقتل 11.284 مدنياً وإصابة 22.594 آخرين منذ فبراير/ شباط 2022. كما أشارت إلى أن "تحقيقات منظمة الصحة العالمية حتى الآن أظهرت وقوع 1878 هجوماً أثرت بمرافق الرعاية الصحية والموظفين ووسائل النقل والإمدادات والمرضى منذ فبراير/ شباط 2022".

من جهته، نفى المندوب الروسي للأمم المتحدة، فاسيلي نبنزيا، خلال مداخلته في الجلسة نفسها، أن تكون بلاده هي التي استهدفت المستشفى في الوقت الذي أكد فيه أنها استهدفت مصنعاً للذخائر بالقرب منه. وشرح نيبنزيا: "تظهر تحليلات عدد من الصور ومقاطع الفيديو من المصادر المفتوحة المتاحة أن الصاروخ الذي أصاب مستشفى الأطفال في كييف كان صاروخ دفاع جوي أوكرانياً، وعلى ما يبدو أنه أخطأ هدفه والتقط إشارات حرارية من المستشفى وارتبك الهدف".

وادعى المندوب الروسي أن "الضربات التي سددتها القوات الجوية الروسية كانت ضد أهداف عسكرية أوكرانية وتشمل مصنعاً للصواريخ والأسلحة والذخائر، يبعد قرابة كيلومترين عن مستشفى أوخماتديت للأطفال في كييف".  كما اتهم السفير الروسي مكتب الرئاسة الأوكراني بأنه "يكذب باستمرار"، وعبر عن أسفه لما أسماه انحياز مكتب الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن وتبنيهما سيناريو كييف الذي وصفه بـ "الدعاية القذرة". وأشار إلى أن الهجمات وقعت عشية اجتماع لقمة حلف الشمال الأطلسي (تبدأ مساء الثلاثاء في واشنطن)، مشيراً إلى أن هجمات مشابهة وقعت قبل عقد القمم الثلاث الأخيرة للحلف منذ بدء الحرب الأوكرانية. وحول محادثات السلام والدبلوماسية، رأى أن كييف والدول الداعمة لها "تصم آذانها للدبلوماسية مما قد يضطرنا للسعي إلى إجبار أوكرانيا على السلام بسبل عسكرية، بغية إزالة الأسباب الجذرية للوضع المتأزم". 

من جانبه، رد المندوب الأوكراني للأمم المتحدة في مجلس الأمن سيرغي كيسليتسا، على نظيره الروسي قائلاً إن "لقطات الفيديو تظهر بوضوح أنه تم استهداف مستشفى أوخماتديت للأطفال في كييف بشكل متعمد". واتهم مندوب روسيا، واصفاً إياه بـ"مندوب بوتين"، باستخدام أسلوبه "الدعائي المعتاد وإنكار الواقع ولوم قوات الدفاع الجوية الأوكرانية." ورأى أن هجمات روسيا تظهر ازدراءها العميق لأي مبادرة سلام. وأشار إلى رئاسة روسيا لمجلس الأمن الدولي للشهر الحالي. وقال في سياق الحديث عن السلام والمستقبل: "عن أي مستقبل نتحدث إذا كان القاتل يشعر براحة وهو يجلس على كرسي رئاسة مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي يكون فيه غارقاً في دماء الأطفال". 

إلى ذلك، قالت المندوبة الأميركية للأمم المتحدة في مجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد: "لنكن واضحين، اجتمعنا اليوم لأن روسيا، عضو دائم في مجلس الأمن، ورئيسه في دورته الحالية، هاجمت مستشفى للأطفال، ونطق هذه العبارة يجعلني أشعر بالقشعريرة". ثم قالت إن "هذا الهجوم ليس حادثة منعزلة". وأضافت أنه "في مارس/آذار 2022، دمرت الغارات الجوية الروسية مستشفى للولادة والأطفال في ماريوبول. وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، سقط صاروخ روسي في منشأة طبية في دنيبرو. والقائمة طويلة". ولفتت الانتباه إلى "مقتل مئات الأطفال وإصابة الآلاف، ونزح الملايين، مع استمرار روسيا في حملتها الإرهابية في أوكرانيا". ورأت أن الرئيس الروسي "بوتين غير مهتم بالسلام، بل ملتزم بالموت والدمار في سبيل حربه العدوانية".