انتهاء مسار أستانة: ترقية للنظام السوري وانحسار للمعارضة

21 يونيو 2023
دعت كازاخستان لأن يكون هذا الاجتماع الأخير في مسار أستانة (ميرام غول كوساينوفا/الأناضول)
+ الخط -

أعلن المبعوث الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، اليوم الأربعاء، انتهاء مسار أستانة الحالي مع ختام جولته العشرين، بعيد دعوة من الخارجية الكازاخية إلى أن يكون هذا الاجتماع هو الأخير، وذلك يضع تساؤلات عن المسار القادم ودور المعارضة السورية والنظام فيه.

وكانت الجولة الأخيرة من المسار قد ترافقت مع عقد اجتماع رباعي ضم النظام والدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا، في إطار التطبيع التركي مع النظام السوري.

وفي هذا السياق، قال الباحث السوري في "مركز جسور للدراسات"، وائل علوان، إن أهم ما في هذه الجولة هو "إنهاء هذا المسار لصالح الاجتماع الرباعي، والتوافق ما بين الدول الضامنة الثلاث على دمج الطاولة الرباعية بمسار أستانة".

وأضاف علوان، في حديث مع "العربي الجديد"، أن هناك تداعيات لهذه الخطوة، من أهمها أن "المسار التفاوضي الميداني سيقوم على نقاشات وتفاهمات ما بين الدول الثلاث، والنظام السوري جزء منها، في حين أن المعارضة ليست جزءاً من المسار"، مشيراً إلى أن ذلك "لا يعني خروج المعارضة بشكل كامل، لأن تركيا تراعي دائماً مصالح المعارضة السورية، وهي تتقاطع مع مصالحها القومية أساساً".

وأوضح أن المسار الجديد "أعطى النظام اعتباراً جديداً، ليس فقط في موضوع التطبيع، إنما جعل النظام ضمن دائرة الدول الضامنة، وقبل ذلك كان طرفاً مقابل المعارضة، واليوم تمّت ترقية النظام تحت ضغط إيراني روسي".

ورأى الباحث أن مسار أستانة "انتهى بالاسم، لكنه مستمر من خلال التوافق بين تركيا وروسيا وإيران، والتوافقات بينها هي ما ترسم التطورات الميدانية على الأرض".

تفتيت للمعارضة

من جانبه، يرى المحلل السياسي السوري فراس علاوي أن مسار أستانة لم يخدم المعارضة السورية، بل فتتها، ولم يجمد العمل العسكري ضد النظام فقط بل دخل النظام اليوم كشريك للدول الضامنة.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، انتقد علاوي مسار أستانة بشدة، موضحا أن المسار "قفز على تراتبية القرار 2254 وذهب إلى إحداث اللجنة الدستورية وبالتالي انتهاء الحديث عن هيئة الحكم الانتقالية، وهذه الحالة هي تبنٍّ للرؤية الروسية للحل والتي تقضي بدستور وانتخابات بدل هيئة الحكم الانتقالية".

وقال إنه "لا يبدو أن هناك شكلاً واضحاً لمسار جديد قد بدأ بالتشكل حاليا"، متوقعا أن يظهر "مسار جديد أكثر مشاركة وأوسع حضوراً قد يظهر للعلن". وما يدلل على ذلك وجود نقاشات حول نقل مفاوضات اللجنة الدستورية من جنيف إلى عاصمة عربية بموافقة جميع الأطراف المشاركة والراعية، فضلا عن الاندفاعة العربية نحو النظام ومحاولات تعويمه عربيا وإقليميا.

ورأى أنه "من خلال المعطيات السابقة يبدو أن البديل المتوقع هو بديل دستوري، يترافق مع تشكيل سياسي جديد كتيار ثالث بين النظام والمعارضة، ليكون جزءاً من الحل المفترض وفق التفسيرات المختلفة للقرار 2254".

والمسار المتوقع بحسب علاوي هو "مفاوضات مباشرة بين النظام والجزء المشكل من المعارضة برعاية إقليمية وعربية وبتوافق روسي وربما إيراني، ولعل جولة وزير الخارجية الإيراني في الخليج العربي هي لدعم هذا المسار ومناقشة مخرجاته".

وكان نائب وزير الخارجية الكازاخستاني كانات توميش قال، في اختتام الجولة العشرين، اليوم الأربعاء، إن الوضع في سورية تغير جذرياً مع التطبيع العربي، وعلى خلفية تلك التطورات "ندعو لأن يكون هذا الاجتماع هو الأخير في مسار أستانة".

وبدوره، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، خلال مؤتمر صحافي في ختام أستانة، إن صيغتها "ناجحة وستستمر، وأكدت حيويتها ونجاعتها"، مذكراً بأن "صيغة أستانة" والدول الضامنة هي التي أسست اللجنة الدستورية السورية.

وقال لافرنتييف إن "صيغة أستانة" ليست مرتبطة بمكان معين، وسيتم لاحقاً تحديد مكان جديد لمواصلة الاجتماعات حول سورية، معرباً عن شكره وامتنانه لسلطات كازاخستان على استضافتها 18 من أصل 20 جولة من المحادثات على مدى أكثر من 6 سنوات.