رفضت السلطات الجزائرية السماح بعبور الطائرات العسكرية الفرنسية المتوجهة إلى النيجر ومنطقة الساحل، في سياق رفضها لخبار التدخل العسكري في النيجر، عقب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، منذ نهاية الشهر الماضي.
ونقلت الإذاعة الجزائرية الرسمية عن مصادر موثوقة، الاثنين، أن السلطات الجزائرية رفضت طلباً فرنسياً بالسماح بعبور طائرات عسكرية فرنسية إلى النيجر، انسجاماً مع الموقف الجزائري الرافض بشكل صارم لأي تدخل عسكري في النيجر كخيار لإجبار الانقلابيين عن التخلي عن السلطة وعودة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه.
وأكد المصدر نفسه أن "التدخل العسكري بات وشيكا والترتيبات العسكرية جاهزة، والجزائر التي كانت دائما ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وجوابها كان صارما وواضحا".
ويؤكد موقف الجزائر رفضها بشكل قاطع استخدام أجوائها من قبل القوات الفرنسية، أو أي قوات أجنبية أخرى، لتنفيذ عمليات عسكرية أو تدخل بالقوة في النيجر، وفي أي بلد، وفقا للمبادئ الثابتة لسياستها الخارجية.
وقبل أيام، رصد موقع يتابع حركة الطيران في العالم يدعى "فلاي رادار"، عودة طائرة تابعة للقوات الجوية الفرنسية، كانت قادمة من فرنسا، أدراجها من حدود الأجواء الجزائرية، بعدما لم يسمح لها بعبور أجواء البلاد.
وكانت الجزائر قد عبّرت، الأحد الماضي، عن بالغ استيائها من قرار مجموعة "إيكواس" التي تدعمها باريس، اللجوء إلى الخيار العسكري لحل الأزمة في النيجر، وأكد بيان لوزارة الخارجية أنها "تأسف بشدة لإعطاء الأسبقية للجوء إلى العنف عوض مسار الحل السياسي والتفاوضي في النيجر".
وتعتبر الجزائر، بحسب المصدر ذاته، أن الحل السياسي ما زال ممكنا، وحذرت من أن اعتماد الخيار العسكري "سيدخل المنطقة في دوامة عنف لا يمكن التنبؤ بعواقبها الوخيمة".