وقال يونكر، خلال برنامج على شبكة "راي 1" الإيطالية، "تحلّينا بكثير من الصبر مع أصدقائنا البريطانيين، لكن حتى الصبر ينفد. أودّ أن تتوصل بريطانيا خلال ساعات أو أيام إلى اتفاق حول المسار الواجب اتباعه".
وأضاف، وفق ما ذكرت "فرانس برس"، "إلى اليوم، نعرف ما الذي يرفضه البرلمان، لكننا لا نعرف ما الذي يوافق عليه".
ولدى سؤاله عن احتمال تنظيم استفتاء جديد، قال يونكر "إنّها مسألة لا تعني سوى البريطانيين وحدهم (...) عليهم أن يقرروا أي أدوات سيستخدمون من أجل إتمام هذه الآلية".
وعن سياسة إيطاليا في مسألة الهجرة، أشار بونكر إلى أنّ المفوضية الأوروبية "ساعدت كثيراً" إيطاليا مالياً.
وتعتبر روما أنّ دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، لم تظهر تضامناً كافياً معها في التعامل مع تدفق المهاجرين الوافدين إلى سواحلها.
وقررت الحكومة الإيطالية الشعبوية ووزير داخليتها ماتيو سالفيني، إغلاق البلاد أمام السفن التي تقوم بإغاثة المهاجرين في البحر المتوسط.
وسجّل تراجع كبير في عدد المهاجرين الوافدين خلال السنة الماضية.
وقال يونكر "لقد ساعدنا إيطاليا كثيراً في المفوضية الأوروبية، ولا يسرّنا كثيراً أن تقول إيطاليا (إنهم يتكلمون، مجرد كلام، ولا يقومون بشيء)، هذا غير صحيح".
وأضاف "قدّمنا دعماً وافياً لإيطاليا بما لا يقل عن مليار يورو، وتمكّنت إيطاليا التي تواجه هذا الدفق الكثيف من اللاجئين، من الاستفادة من التضامن الأوروبي الذي قد لا يكون كافياً، لكن بحدود الإمكانات التي أتاحتها لنا ميزانيتنا، قمنا بكل ما في وسعنا".
البرلماني البريطاني يصوت مجدداً
ويجتمع مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، اليوم الإثنين، لدراسة تغييرات مقترحة لاتفاق "بريكست" قد تضمن تمريره في الطرح الرابع، من بينها وجود ضمانات لعلاقات اقتصادية أوثق مع الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست".
لكن الحكومة تعارض مراجعة استراتيجيتها بشأن "بريكست"، وقد أشارت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الجمعة، إلى أنّ أي خيارات تستلزم أولاً الموافقة على الاتفاق الذي يتضمّن تفاصيل الطلاق بين لندن وبروكسل.
وفشلت ماي، الجمعة، في تمرير اتفاقها لـ"بريكست" في البرلمان البريطاني، للمرة الثالثة، في اليوم الذي كان يفترض أن تخرج فيه بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وصوّت النواب البريطانيون في جلسة استثنائية، الجمعة، ضد قبول النص القانوني لاتفاق "بريكست" وبفارق 58 صوتاً، إذ صوّت لصالحه 344 وضده 286 نائباً، بنسبة تقل عن المرتين السابقتين في يناير/كانون الثاني، ومطلع مارس/آذار.
وماي بحاجة إلى شرح الخطوات المقبلة، بعد أن دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى قمة في بروكسل، في 10 إبريل/نيسان.
وتقف بريطانيا الآن، أمام خيارين أحدهما الخروج من دون اتفاق بحلول الموعد الذي حدده الاتحاد الأوروبي في 12 إبريل/نيسان، في حال عدم وجود أي بديل لخطة ماي.
أما الخيار الآخر فيتمثل في طلب بريطانيا تأجيلاً طويل الأمد، في حال تبلور اتفاق على خطة بديلة قبل ذلك الموعد، وذلك مرهون بقبولها تنظيم انتخابات البرلمان الأوروبي، في 23 مايو/أيار.
ويتيح اتفاق "بريكست" الذي توصلت إليه ماي بعد مفاوضات استمرت 18 شهراً مع بروكسل، فترة انتقالية طويلة ستحافظ في شكل مؤقت على الوضع الراهن لمنح الأشخاص والشركات الوقت الكافي للتكيف مع العلاقات المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
ألمانيا ستسمح للبريطانيين بالبقاء
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ"، وفق ما أوردت "رويترز"، أنّ ألمانيا تعتزم السماح للمواطنين البريطانيين وأسرهم الذين يعيشون في البلاد بالبقاء فيها، حتى إذا انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق بشأن العلاقات في المستقبل.
وكان من شأن اتفاق خروج جرى التفاوض عليه بين لندن والاتحاد الأوروبي، السماح لمئة ألف بريطاني يعيشون حالياً في ألمانيا بالبقاء بعد فقد وضعهم كمواطني دولة عضو بالاتحاد الأوروبي.
ولكن دول الاتحاد الأوروبي تصعد استعدادها للتكيف مع الوضع في حالة عدم التوصل لاتفاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بعدما رفض البرلمان البريطاني اتفاق الانسحاب للمرة الثالثة.
ونقلت الصحيفة عن وثيقة أرسلتها حكومة برلين، للولايات الاتحادية بألمانيا قولها، إنّه سيتم السماح للمواطنين البريطانيين وأسرهم بالبقاء حتى دون التوصل لاتفاق، على الرغم من أنّه سيتعين عليهم التقدم بطلب للحصول على تصريح جديد.
وأضافت الصحيفة أنّ الوثيقة أوضحت أيضاً أنّه لم يتم اتخاذ قرار على المستوى الأوروبي بهذا الشأن.